عام وبضع شهور كانت السماء هي الغطاء التي تتلحف به طفلة ووالدها، شهور كان فيها مصدر رزق الأب هو محل سكنه مع طفلته بعد أن تركته أم الطفلة وهي بعمر الـ ٨ شهور ورحلت بعيدًا دون رجعة.
كان مشهد الأب والطفلة في الشارع يوميًا ليلًا ونهارًا قاسيًا، ولعل ما يزيده قسوة هو مرض الطفلة، فيحكي الأب والذي يدعى محمد لـ”صدى البلد”: سنة و٨ شهور بنام وبصحى شايل البنت لأنها مريضة بـ ثقب في القلب”.
ظل وضع الأب والطفلة هكذا حتى امتدت يد المساعدة والعون ، فيقول الأب: “ربنا اكرمنا بناس وجابولنا مكان مؤقت لمدة سنتين، لكن المكان ناقصه حاجات كتير من أول السرير لحد المفروشات والثلاجة مفيش حاجة منهم”.
وجد المأوى ولكن مازال عاتقه يحمل عليه قلة الحيلة واليأس ومرض طفلته، فقد يزداد مرض الطفلة روان يومًا عن الآخر فيصبح دخله من التوكتوك الذي يعمل عليه محمد مصروف للأطباء والأدوية.
“سواق على توكتوك مش بتاعي، انا على باب الله ومش قادر اعمل اي حاجة”، هذا الوضع الذي يعيشه محمد منذ اكتشف مرض طفلته الذي بدأ بثقب في القلب وضيق شريان وحساسية بالصدر نتيجة المبيت بالشارع مع والدها لعام و٨ شهور.