أكد مسئولون أمريكيون، أن الولايات المتحدة لديها معلومات استخباراتية تفيد بأن الميليشيات المدعومة من إيران تخطط لتكثيف الهجمات ضد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط، حيث تسعى إيران للاستفادة من رد الفعل العنيف في المنطقة على الدعم الأمريكي لإسرائيل.
وشنت الميليشيات بالفعل عدة هجمات بطائرات بدون طيار على القوات الأمريكية في العراق وسوريا، لكن الولايات المتحدة لديها الآن معلومات استخباراتية محددة مفادها أن تلك الجماعات ذاتها قد تصعد هجماتها إلى مستويات أبعد مع استمرار الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس”.
وقال مسؤول أمريكي في المنطقة، لـCNN، إن هناك “أضواء حمراء تومض في كل مكان”، وذكر مسؤولون أنه في هذه المرحلة، يبدو أن إيران تشجع الجماعات بدلا من توجيهها بشكل صريح.
وأوضح أحد المسؤولين أن إيران تقدم توجيهات لجماعات الميليشيات بأنها لن تتم معاقبتها من خلال عدم إعادة تزويدها بالأسلحة، على سبيل المثال، إذا واصلت مهاجمة أهداف أمريكية أو إسرائيلية.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، الاثنين، إن هناك “ارتباطا مباشرا للغاية بين هذه الجماعات والحرس الثوري الإيراني”، وأضاف أن واشنطن “تشعر بقلق عميق بشأن احتمال حدوث أي تصعيد كبير لهذه الهجمات في الأيام المقبلة”.
وأعرب مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون عن هذا الشغور بالقلق، الاثنين، وقال: “نرى احتمالا لتصعيد أكبر بكثير ضد القوات والأفراد الأمريكيين على المدى القريب، ودعونا نكون واضحين بشأن هذا الأمر، الطريق يؤدي إلى إيران، التي تقوم بتمويل وتسليح وتجهيز وتدريب الميليشيات وقوات بالوكالة عنها في جميع أنحاء المنطقة، ونحن نستعد لهذا التصعيد، سواء من حيث الدفاع عن قواتنا أو الاستعداد للرد بشكل حاسم”.
وتدعم إيران عددا من الميليشيات في جميع أنحاء المنطقة من خلال “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري” الإيراني، ولا تمارس طهران دائما قيادة وسيطرة مثالية على هذه المجموعات.
وأشار أحد المصادر إلى أن مدى استعداد هذه الجماعات للعمل بشكل مستقل هو “فجوة استخباراتية مستمرة” لكنه قال: “نعلم أن إيران تراقب هذه الأحداث عن كثب، وفي بعض الحالات، تعمل بنشاط على تسهيل الهجمات وتحفيز الآخرين الذين قد يرغبون في استغلال الصراع لمصلحتهم”
وأضاف: “هدف إيران هو الحفاظ على قدر من الإنكار المعقول عن ذلك، لكننا لن نسمح لهم بذلك”.
وردا على سؤال من قبل شبكة CNN، الاثنين، عما إذا كانت إيران توجه الجماعات، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر: “سواء كانوا يوجهونها أم لا، فهذه ميليشيات هم مسؤولون عنها”.
وذكر مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية، لشبكة CNN، بشكل منفصل، أن الولايات المتحدة وشركائها “جميعهم لديهم نفس الموقف الذي يبعث برسالة واضحة إلى إيران مفادها أنه لا ينبغي لها أن تسعى للاستفادة من الوضع، ويجب على الجماعات التي تخضع لسيطرتها أو نفوذها أن تفعل ذلك، وإذا فعلت طهران ذلك فقد يكون لذلك عواقب تصعيدية ووخيمة للغاية”، وأكد المسؤول أنها “رسالة مشتركة وليست أمريكية فقط”.
وقال العديد من المسؤولين، لشبكة CNN، إن قطر كانت وسيطا رئيسيا بين الولايات المتحدة وحلفائها وإيران.
وفي حالة الهجمات الأخيرة بطائرات بدون طيار على القواعد التي تضم القوات الأمريكية، قال مسؤول آخر مطلع على المعلومات الاستخبارية: “من المؤكد أن إيران ستستحق اللوم أكثر مما كانت عليه في حالة هجوم حماس في إسرائيل”.
وذكرت CNN في وقت سابق أن مسؤولي الحكومة الإيرانية بدوا متفاجئين من هجوم “حماس” على إسرائيل في 7 أكتوبر.
وهاجمت القوات التابعة لإيران قواعد تضم قوات أمريكية في الماضي، وردت الولايات المتحدة بضربات جوية ضد البنية التحتية للجماعات، بما في ذلك في شهر مارس الماضي لكن مصدراً آخر قال إن “شهية الإيرانيين في الوقت الحالي لتوسيع الصراع مرتفعة إن قدرتهم على تحمل المخاطر عالية”.
وفي الوقت نفسه، تعمل الولايات المتحدة بنشاط على تعزيز دفاعاتها في ضوء التهديدات المتزايدة، ولدى واشنطن حوالي 2500 جندي في العراق وحوالي 900 جندي في سوريا كجزء من التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في بيان خلال عطلة نهاية الأسبوع، إنه كان ينشر أنظمة دفاع جوي إضافية في المنطقة ردا على” التصعيد الأخير من قبل إيران والقوات الموالية لها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتشمل تلك الأنظمة نظاما صاروخيا للدفاع عن المنطقة على ارتفاعات عالية وبطاريات باتريوت إضافية”.
وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أنه تم إسقاط طائرتين بدون طيار استهدفتا القوات الأمريكية في سوريا، الاثنين، وواجهت القوات في العراق وسوريا 3 هجمات منفصلة بطائرات بدون طيار الأسبوع الماضي من جماعات يشتبه بأنها تابعة لإيران.
والخميس الماضي، اعترضت سفينة حربية تابعة للبحرية الأمريكية تعمل قبالة سواحل اليمن عدة صواريخ أطلقها المسلحون الحوثيون المدعومين من إيران والتي بدا أنها متجهة نحو إسرائيل.
وفي طهران، لا يبدو أن هناك إجماعاً واضحاً حول النهج الذي ينبغي اتباعه في التعامل مع الحرب بين إسرائيل و”حماس”.
وقال المسؤول الكبير في وزارة الخارجية الأمريكية: “أنا متأكد من أن هناك أصواتا مختلفة في نظامهم تدعو إلى أشياء مختلفة”.
وذكر مسؤول آخر أنه على الرغم من أنه من غير المرجح أن تكون إيران مستعدة للانخراط في قتال مباشر مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، فإن توجيه الوكلاء لمهاجمة القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط يسمح لطهران بالحفاظ على نفوذها وسمعتها مع إدارة مخاطر التصعيد.
وفي مؤتمر صحفي، مع نظيره الجنوب إفريقي ناليدي باندور في طهران يوم الأحد، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إن الشرق الأوسط يشبه “برميل بارود”، وفقا لوكالة أنباء “تسنيم” الإيرانية.
وأضاف عبداللهيان، في إشارة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل أن “أي سوء تقدير في استمرار الإبادة الجماعية والتهجير القسري يمكن أن يكون له عواقب خطيرة ومريرة، سواء في المنطقة أو على دعاة الحرب”.
كما حذر وزير الخارجية الإيراني الولايات المتحدة وإسرائيل من أنه “إذا لم تتوقف الجرائم ضد الإنسانية على الفور، فهناك احتمال أن تخرج المنطقة عن السيطرة في أي لحظة”.
وقال وزير الدفاع الأمريكي، في برنامج “هذا الأسبوع” على شبكة ABC: “نحن قلقون بشأن التصعيد المحتمل، وفي الواقع، ما نراه هو احتمال حدوث تصعيد كبير للهجمات على قواتنا وشعبنا في جميع أنحاء المنطقة، ولهذا السبب، سنفعل ما هو ضروري للتأكد من أن قواتنا إنهم على حق، في وضع جيد، وهم محميون، ولدينا القدرة على الرد”.