أكد الدكتور عمرو عثمان، مساعد وزير التضامن، ومدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي؛ على أن مصر تعد الدولة الوحيدة على مستوى العالم التي تعرض قضية المخدرات والإدمان بكل شفافية، والصندوق يتبع مجلس الوزراء وله مجلس أمناء برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ويرأس مجلس إدارته الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي.
جاء ذلك أمام اجتماع لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعي بمجلس الشيوخ برئاسة النائب محمد هيبة لاستكمال مناقشه الدراسة ألمقدمه من النائبة سها سعيد بعنوان الإدمان في مصر.
محافظات أكثر انتشارًا للمخدرات
وكشف مدير صندوق مكافحة الإدمان والتعاطي أمام أعضاء الشيوخ: أن أكثر المحافظات تعاطياً للمخدرات سوهاج والقليوبية والشرقية، ونحن في حاجة إلى تشريع للكشف عن متعاطي المخدرات بالمدارس والجامعات، حيث إن المسموح لنا حالياً هو الكشف عن المقيمين بالمدن الجامعية.
وفي رده على تساؤلات النواب حول ميزانية صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، أكد “عثمان” على أن هذا الأمر هو بيت القصيد؛ حيث يتم تمويل الصندوق ذاتيًا، من خلال الغرامات المحكوم بها على تجار المخدرات، والتي تصل سنويا ما بين 300 إلى 350 مليون جنيه، يتم إنفاقها على الأبحاث والوقاية والكشف عن 177 ألف متعاطي، وإنشاء مراكز لعلاج الإدمان، مع توفير الخدمة المجانية، ومع ذلك ندير هذه المنظومة بهذا القدر من المبالغ المتاحة، ونرفض تمامًا رفع الراية البيضاء مثل دول أخرى، ولدينا نحو 32 ألف شاب متطوع لمواجهة ظاهرة المخدرات والتعاطي.
وأكد مساعد وزير التضامن، ومدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، أن الدولة المصرية تولي اهتماما كبيرا للقضاء على المخدرات، موضحًا أن قضية المخدرات لا تقل أهمية عن قضايا الإرهاب، وقال: إن نسبة تعاطي المخدرات في مصر في 2014 بلغت 10%، في الشرائح العمرية من 12 إلى 60 عام، وهي ضعف المعدل العالمي، وبلغت نسبة الإدمان 3.3%، وهذه النسب تعود للعديد من المؤشرات التي كانت تمر بها الدولة في ذلك الوقت في أعقاب ثورتين.
وأضاف: أن نسبة التعاطي الآن بلغت 5.9%، ومعدل الإدمان بلغت أقل من 2.4%، موضحًا أن الجهود الأمنية نجحت في التصدي لعمليات التهريب المخدرات، وأوضح عمرو عثمان، أن هناك قانونا للكشف عن المخدرات في الجهاز الإداري، مؤكدًا أن نسبة تعاطي العاملين في الجهاز الإداري بلغت 8%، وهذا الرقم كان صادما في 2019، وهناك 93 ألف موظف في القطاع الحكومي خضعوا للكشف عن المخدرات في أول 6 شهور، موضحًا أن نسبة تعاطي الموظفين في الجهاز الإداري انخفضت لـ 1%.
وأشار عثمان إلى أن أي موظف قبل ترقيته أو نقله أو انتدابه من مؤسسة إلى أخرى لابد أن يخضع لتحليل المخدرات، مؤكدًا أن هناك 17 ألف موظف في القطاع الحكومي جاءوا طواعية من أجل الخضوع للعلاج من الإدمان، مؤكدًا أن أي موظف يتم ثبوت تعاطيه للمخدرات يتم فصله.
وأكد الدكتور عمرو عثمان مساعد وزيرة التضامن ومدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، أن الكشف المبكر عن تعاطي المخدرات بين سائقي الحافلات المدرسية مهم جدا وتوليها الدولة اهتمام كبير، لافتا إلى أن نسبة تعاطي كانت كبيرة منذ سنوات قليل وتقدر بـ12% من سائقي أتوبيسات المدارس، استطعنا النزول بالنسبة لـ0.3%.
وتابع: “الاستدامة في الكشف عن سائقي الحافلات المدرسية والإجراءات المنظمة جدا ساهمت في انخفاض الأعداد، ومن يتم ثبوت تعاطيه يتم إحالته للنيابة وفصله عن العمل، لأنه غير مقبول أن يكون في سائق أتوبيس مدرسة متعاطي للمخدرات”.
تناول الدراما لظاهرة الإدمان والتعاطي
وحول وثيقة التزام صناع الدراما بالتناول الرشيد لظاهرة التدخين وتعاطي المواد المخدرة قال “عثمان”: خلال الفترة من 2017 حتى 2022، انخفضت نسبة مشاهد التدخين إلى 2.9% بعدما كانت 13% عام 2017 من إجمالي المساحة الزمنية للأعمال الدرامية، كما انخفضت مشاهد تعاطي المواد المخدرة من 4% إلى 0.5%، ومن ضمن المعتقدات الخاطئة حول تعاطي المخدرات التي ظهرت في دراما 2022 تمثلت في المساعدة على التركيز بنسبة 2%، ومسكن للألم 2% وخفة الظل 6% ونسيان الهموم 20% و71% سلوك اعتيادي، كما ظهرت جوانب سلبية في التناول الدرامي لقضية التدخين وتعاطي المخدرات منها كثافة مشاهد الكحوليات ويمثل تدخين الإناث في الدراما 10% من المدخنين، في حين أن النسبة في الواقع 1.5% من المدخنين إناث، ومن ضمن الظواهر الإيجابية التي ظهرت في الدراما هي أن 18% من الأعمال عرضت أضرار التعاطي وأثرة على الفرد والمجتمع وعدم ظهور أي مشاهد تدخين أو تعاطي مواد مخدرة للأطفال للعام الرابع على التوالي، كذلك ظهور رسائل إيجابية للتوعية بأضرار التدخين وتعاطي المخدرات ورسائل دعم للعلاج من الإدمان كذلك استمرار انخفاض مشاهد التدخين والتعاطي.
وأشاد الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، بالإعلان الذي قدمه النجم العالمي محمد صلاح في زيادة نسبة المتقدمين للعلاج من الإدمان من خلال حملة أنت أقوى من المخدرات، التي كان لها دور بارز ومؤثر بأربعة أضعاف النسبة مقارنة بما قبل الحملة، وأن متوسط أعداد المتقدمين للعلاج قبل الحملة قدر بـ40 ألفا حتى وصلت بعد الحملة التي قدمها صلاح إلى 160 ألف مريض إدمان.
وتابع “عثمان”: أن حملة أنت أقوى من المخدرات للاعب محمد صلاح حققت حوالي 22 مليون مشاهدة للحملة الواحدة، وتخطى تأثيرها خارج مصر، وتمت ترجمتها لخمس لغات، كما اعتبرتها وزارة الأمن العام الصينية من أهم الحملات الوقائية والتوعوية بمخاطر المخدرات على مدار العقد الماضي، وكرمتها الأمم المتحدة في ثلاثة محافل دولية، فضلًا عن زيادة أعداد المتابعين للصفحة لـ2 مليون متابع معظمهم من الشباب.
ودعا “عثمان” أعضاء لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشيوخ إلى مساندة صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي والتدخل لدى المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بأن تكون الحملات التي يقوم بها الصندوق في التلفزيون المصري مجانية وذلك لعدم إرهاق ميزانية الصندوق في الصرف على تلك الحملات المناهضة لمكافحة المخدرات وتعاطي المخدرات.