في مشهد مؤلم يذكرنا بفيلم رعب، واجهت المستشفيات في غزة تدفقا للمصابين الجدد مع استئناف الغارات الجوية الإسرائيلية علي القطاع. شهد مستشفى ناصر في جنوب غزة ارتفاعًا هائلًا في عدد الجرحى، مما أدى إلى تفاقم الوضع السيئ أصلاً في القطاع المحاصر.
كشفت لقطات مزعجة التقطتها رويترز عن الواقع المرير داخل مستشفى ناصر، حيث طلب رجل المساعدة بشكل عاجل بينما كان يحتضن طفلاً بفروة رأس ملطخة بالدماء. وطفل آخر، والدموع في عينيه وجرح في خده، يرقد تحت بطانية. وينتظر صبي ثالث ملطخ بالدماء العلاج بفارغ الصبر. وصورت الصور المؤلمة الخسائر المستمرة للصراع في صفوف المدنيين الأبرياء.
امتلأت أروقة المستشفى بصرخات طالبي المساعدة الطبية، بينما في الخارج كان الأفراد المكلومون يبكون بجانب جثث أحبائهم. وتسلط هذه المشاهد الضوء على التكلفة البشرية لاستئناف الأعمال العدائية الإسرائيلية في المنطقة.
أعرب المتحدث باسم اليونيسف جيمس إلدر عن قلقه العميق إزاء الوضع، مشددًا على أن مستشفيات غزة “مكتظة” بالفعل ولا يمكنها استيعاب المزيد من الأطفال الذين يعانون من جروح الحرب. وردد هذه المشاعر روب هولدن، مسؤول الطوارئ الكبير في منظمة الصحة العالمية، الذي زار المستشفى الأهلي في مدينة غزة.
نقل هولدن الظروف المروعة داخل المنشأة الطبية، وشبهها بـ “فيلم رعب” حيث يعاني المرضى على الأرض من إصابات خطيرة ومؤلمة.
أدى استئناف العنف إلى زيادة الضغط على البنية التحتية للرعاية الصحية المنهكة بالفعل في غزة، مما أدى إلى تفاقم التحديات التي يواجهها العاملون في المجال الطبي.
مع استمرار المنظمات الدولية في دق ناقوس الخطر بشأن الأزمة الإنسانية التي تتكشف في غزة، فإن الموجة الأخيرة من الضحايا تزيد من إلحاح الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار وبذل جهود متضافرة لمعالجة الأزمة الصحية المتصاعدة في المنطقة.