وزير الخارجية الفلسطيني
: القضية الآن أصبحت قضية وجودية للشعب الفلسطيني
: استقرار الوضع في الشرق الأوسط دون حل عادل للقضية الفلسطينية يعتبر ضربا من الجنون
:: إسرائيل تتهرب من المفاوضات ولا ضغط دولي حقيقيا يلزمها بذلك
حل وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ، ضيفًا فى برنامج “حوار خاص” عبر فضائية “إكسترا نيوز” ، وتطرق الحوار للحديث حول القضية الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي ، واستقرار الوضع فى الشرق الأوسط .
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، أن ما يحدث حقيقة الآن أن الدول العربية ليس لديها إشكالية مع إسرائيل سوى احتلال الأراضي العربية، وبالتالي ستكسب إسرائيل كثيرا من الانسحاب من فلسطين، وستقيم سلاما مع فلسطين وتنهي حالة الحرب من المنطقة.
وأضاف أن المشكلة الحالية ليس مجرد استمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، لكن تعمل الآن على ضم هذه الأرض الفلسطينية إلى إسرائيل، وإخراج الفلسطينيين منها بالكامل.
ولفت إلى أن القضية الآن أصبحت قضية وجودية للشعب الفلسطيني، وإسرائيل لا تستوعب موقف الدول العربية المساند للقضية الفلسطينية، ورغم مبادرة السلام العربية فإن إسرائيل لا تقرأ بشكل صحيح مواقف الدول العربية، وتحاول أن تتجاهل وتتغاضى بشكل كامل أن القضية الفلسطينية هي القضية الجوهرية للدول العربية.
كما قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إن القادة العرب أجمعوا في كل القمم العربية، وآخرها قمة جدة، تعبيرا عن شعوبيهم، على أن القضية الفلسطينية هي القضية العربية الأولى، وإعطائها كل ما تطلبه من إهتمام وتركيز للوصول لحل عادل، يسمح للشعب الفلسطيني القابع تحت الاحتلال منذ 55 عاما أن ينعم بالحرية والاستقلال كبقية شعوب العالم.
وأضاف أن استقرار الوضع في الشرق الأوسط دون حل عادل للقضية الفلسطينية يعتبر ضربا من الجنون، كل الدول العربية أجمعت على أن السلام في الشرق الأوسط مرتبط بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطيني والأراضي العربية، وتشييد الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وتابع أن مصر والأردن بعد إقامة اتفاق السلام مع إسرئيل لم يبق بينهم إشكالية حقيقية سوى القضية الفلسطينية، وأعلنت مبادرة السلام العربية التي تم تبنيها في قمة بيروت، أن انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية والأراضي العربية المحتلة سيؤدي للتطبيع مع إسرائيل.
فيما قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إن إسرائيل إذا اعتفت بها كل دول العالم ولم تعترف بها دولة فلسطين والشعب الفلسطيني، ستظل مفتقرة للشرعية في إقامتها، فوجودها مرتبط باعتراف الشعب الفلسطيني، وهذا لن يتم إلا بعد انسحابها الكامل من الأراضي الفلسطيني.
وأضاف أن هناك إجماع دولي على أن الحل للقضية الفلسطينية يكمن في عملية تفاوضية، يجلس فيها الجانب الفلسطيني مقابل الجانب الإسرائيلي، معتمدا على مبادئ الشرعية الدولية، والقانون الدولي ومجموع القرارات التي صدرت عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمبادرة العربية.
وأوضح أن هناك إجماع دولي أن تكون الشرعية الدولية هي أساس المفاوضات والحل، وعلى المجتمع الدولي العمل بكل جهده لتطبيق تلك الشرعية الدولية وإلزام إسرائيل بها، للوصول إلى ذلك الاتفاق الذي ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويسمح بتسييد الدولة الفلسطينية على كامل الأرض التي احتلت سنة 1967.
وذكر أن القضية الأساسية أن إسرائيل تتهرب من هذا الاستحقاق والجلوس إلى طاولة المفاوضات، وهي تدرك أنها لو وصلت إلى طاولة المفاوضات وملزمة بالعمل وفق الشرعية الدولية، فسوف تصل إلى نتيجة لا أخرى لها، وهي انسحابها من الأرض الفلسطينية المحتلة، ومادامت مقتنعة بعدم وجود ضغط دولي حقيقي عليها للجلوس لطاولة المفاوضات ستستمر في التهرب من التفاوض.
كما قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إن المجتمع الدولي يكتفي بالتنديد بإنشاء المستوطنات، بالتالي إسرائيل وصلت إلى قناعة أن سقف المجتمع الدولي هو الإدانات، فقررت أن تتعايش مع الإدانات وتستمر في النهج الاستيطاني.
وأضاف أن إسرائيل تخرق القانون الدولي ويجب أن تعاقب، لكن هناك ازدواجية في المعايير، أي دولة غير إسرائيل تحتل دولة تتعرض للعقوبات فورا، لكن إسرائيل لم تتلق عقوبة واحدة طوال 55 عاما، بسبب حماية بعض الدول لإسرائيل على رأسها الولايات المتحدة، تمنع صدور عقوبات ضد إسرائيل، ولو صدرت عقوبات لا تنفذ، وهذه الدول هي السبب في استمرار إسرائيل في طغيانها.
ولفت إلى أن كل الإجراءات الرادعة لإسرائيل، سواء الإجراءات المتواضعة أو المتشددة، خارج نطاق البحث في الأمم المتحدة، لأن أمريكا منعت أي دولة من التفكير حتى في فرض عقوبات على إسرائيل، بينما العقوبات فرضت فورا على روسيا بمجرد دخولها أوكرانيا، هذا الواقع الذي أمامنا.
وأكد أن المجتمع الدولي هو مجتمع متردد خائف غير متعاون يقع تحت ضغط ينظر إلى مصالحه لا مبادئه، وبالتالي علينا أن نغير هذا الوضع، من خلال التواصل بعديد الدول لإقناعها بالتجرد من كل الضغوطات والالتزام بمبادئها، لأنها قد تجد نفسها في أي لحظة في نفس الموقف.
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إن هدف إسرائيل هو الحيلولة دون إقامة الدولة الفلسطينية المتواصلة جغرافيا ذات السيادة والقابلة للحياة.
وأضاف أن هناك قضيتين على عاتق الفلسطينيين، الأول إعلان الفلسطينيين الالتزام بالشرعية الدولية والجلوس للمفاوضات، والقضية الثانية حفاظ الشعب الفلسطيني على بقائه في أرضه رغم محاولات إسرائيل تفريغها منه.
وشدد على أن دعم مصر للقضية الفلسطينية دعما كبيرا، وهناك ارتباط تاريخي وجغرافي وإنساني بين مصر وفلسطين، وانتقال الإنسان المستمر بين مصر وفلسطين يعزز الترابط، ومصر هي الشقيقة الكبرى التي قدمت الغالي والنفيس من أجل الفلسطينيين وحريتهم واستقلالهم.
وأكد أن مصر لا تدخر جهدا في تقديم المساعدات بأشكالها المختلفة للفلسطينيين،
قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إن اللجوء إلى محكمة العدل الدولية خطوة في غاية الأهمية، ومنذ سنوات نفكر جديا في كيفية الاستفادة من مثل هذا التحرك، حتى وصلنا لمرحلة شعرنا فيها بتوفر الدعم الكافي للتحرك على مثل هذا الصعيد.
وأضاف أن القانون الدولي يعطي بعض الامتيازات لدولة الاحتلال في حال أن هناك احتلالا لأرض أخرى في فترة زمنية محددة، وإذا طال هذا الاحتلال يفقد مسماه ويتحول إلى شيء آخر، وهو الاستعمار وهذا رأيناه في الاستيطان غير الشرعي ونقل المستوطنين إلى الأراضي الفلسطينية.
ولفت إلى أن إسرائيل انتقلت من مرحلة الاحتلال إلى مرحلة الاستعمار الكولونيالي، وأنشأت نظاما مختلفا موازيا للنظام الموجود للشعب الفلسطيني تحت احتلالها، يعطي امتيازا للمستوطنين المستعمرين على حساب الفلسطينيين، وهذا نظام تمييزي ونظام فصل عنصري، هذه النقطة أقنعت الكثير من الدول لطلب رأي استشاري من المحكمة الدولية بشأن هذا النظام، هل هو نظام احتلال، وإذا كان نظام احتلال فقد فقد قانونيته، أم نظام استعماري أم نظام فصل عنصري.
وذكر أن المحكمة الدولية إذا أجابت على هذه الأسئلة فسوف تنظر في كافة الجوانب