استضافت قاعة الصالون الثقافي، ضمن فعاليات الدورة الـ55 من معرض القاهره الدولي للكتاب، مؤتمر لمناقشة ورقة بحثية بعنوان “كيف نفكر في طه حسين؟ وطه حسين الكتابة باللسان”، بحضور الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والدكتور عبدالله التطاوي، نائب رئيس جامعة القاهرة، والدكتور عبدالله إبراهيم من العراق، والدكتور سامي سليمان أحمد، رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة، وأدارتها الإعلامية منة الشرقاوي.
في البداية رحب الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، بالضيوف، وتحدث عن درس طه حسين الذي تخطى حدود التدريس في كلية الآداب، مضيفًا أنه لولا قراءته لكتاب الشعر الجاهلي لما استطاع العمل بهذه الكفاءة على انتقال الشعر الشفاهي، بين البيئات.
وتحدث عن مشروع طه حسين الذي أصدرته منه الهيئة قرابة 17 كتابًا أضاءت على وجوه طه حسين التي لا يعرفها الكثيرون، ومنها أنه كان معربًا وليس مترجمًا، وأنه شارك أخرين في تأليف الكتب مثل مصطفى مشرفة، ومحمد كرد علي، ووجه التحية إلى فريق عمل الهيئة في إصدار هذا المشروع.
ومن جانبه تحدث الدكتور عبدالله التطاوي، الذي حضر نيابة عن رئيس الجامعة الدكتور محمد الخشت، عن دور جامعة القاهرة في الاحتفاء بالذكرى الخمسين لطه حسين، مشيرا إلي أن الجامعة خصصت هذا العام الدراسي (2023 – 2024) للاحتفاء بالذكرى الخمسين لنصر أكتوبر وطه حسين، بقرار من رئيس الجامعة والمجلس.
وقال، إن الجامعة أطلقت عدة مشروعات ثقافية، لإحياء ذكرى طه حسين منها مشروع إقرأ الذي استقبلت فيه أبحاث الطلاب حول دراسة كتاب مستقبل الثقافة في مصر وكتاب الشعر الجاهلي الذي آثار جدل في المجتمع، كي يتعرف الشباب على طبيعة الشخصية الفاذة التي ألفت تلك المؤلفات ومناهجها على المستوى العقلاني والفكري.
وأضاف: “لدينا في جامعة القاهرة وثيقة التنوير كل منطلقاتها من منطلقات فكر طه حسين، لافتا إلي أن رئيس الجامعة أعلن عن إطلاق جائزة قيمتها نصف مليون جنيه باسم طه حسين”.
بينما أشار الدكتور عبدالله إبراهيم، أن طه حسين كتب “الأيام” على أجزاء، الأول كتبه في 9 أيام في فرنسا بعد فصله من جامعة القاهرة.
واستقال آنذاك أحمد لطفي السيد احتجاجا على ذلك، وكتب الجزء الثاني بين فرنسا وإيطاليا، أما الجزء الثالث بين فرنسا وإيطاليا ومصر في عام 1953، وكان يطمح في كتابة الجزء الرابع لكنه فقد ذاكرته في آخر 3 سنوات ولم يستطع أن يملي على كاتبه.
وأوضح، إن طه حسين ابن التجربة الاستشراقية، وأعظم كتب طه حسين “مستقبل الثقافة في مصر”، وهو نتاج التقرير الذي كتبه للمندوب السامي، وهذا لا ينتقص من طه حسين لأنه ابن زمانه، مضيفا: أتمني أن لا ندفع طه حسين للقداسة، وعلينا تحليل كتاباته والا نتعبد في محرابه.
فيما قال سامي سليمان أحمد، رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة، إن النهضة العربية الحديثة من القرن التاسع عشر خلقت نموذج للمثقف الحديث، وعليه أن يشكل مشروع ما لتحقيق النهضة، ويتخذ من الكتابة تقديم مشروع لمواطنيه، وهذا النموذج الحديث تجلي عند احمد لطفي السيد ورفاعي الطهطاوي، وغيرهم.
وتابع، أرى أن مشروع طه حسين الثقافي غايته هو تحقيق النهضة المصرية والعربية، ويجب أن ننظر لصياغة طه حسين وكتابته، مشيرا إلي أنه لم يراجع ما يكتبه وكان يعتمد على كتابة اللسان.
وأوضح، أن هذا المشروع الذي صاغه طه حسين، قائم على عدة قيم، وهي قيمة الحرية التي تأتي في المرتبة الأولى، وهي القيمة المحورية في مشروعه وكثيرا ما حرص عليها، ثم قيمة العدالة الاجتماعية، والإيمان بالتعددية وتقبل الاختلاف، وتأتي مع هذه القيم الإيمان بقيمة التطور، وكان دائم التطوير من كتاباته.
ولعل الإيمان بقيمة الحرية المرتبطة بالعقلانية، جعلته يشك في العديد من النتائج وطرح تساؤلات في كتاباته، وترسيخ تلك القيم في نفوس المصريين والعرب، وظهر في قراءته للأدب القديم في الشعر الجاهلي وغيرها.
واستطرد، مجال التعليم بلور فيه مشروع مستقبل الثقافة في مصر، لتكون الوسيلة الأساسية لترسيخ الشعور بالهوية المصرية التي كانت قائمة على 3 ركائز وهم: عنصر فرعوني وعربي والعنصر الحديث، هذه أبرز المحاور الأساسية لطه حسين.
وقال الشاعر محمد بهجت، إنه شارك في كتابة أشعار عن 4 شخصيات منها طه حسين، وجعله هذا يقترب من مشروعه، وأكثر ما لفت انتباه هو إصراره على تحطيم كل الصعوبات، وعدد الأعمال الفنية التي تناولت حياة العميد.