معنى قوله تعالى: «فلا تخضعن بالقول» وهل الضحك من الخضوع بالقول؟ سؤال نرصده ضمن معاني القرآن التي يقدمها موقع صدى البلد، حيث قوله تعالى: «فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ»، فما معنى قوله تعالى: «فلا تخضعن بالقول» وهل الضحك من الخضوع بالقول؟
ما معنى قوله تعالى: «فلا تخضعن بالقول»؟
قوله تعالى: «يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (32)، يذكر الإمام القرطبي في تفسيره: يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا.
وتابع : يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن يعني في الفضل والشرف . وقال : كأحد ولم يقل كواحدة ؛ لأن أحدا نفي من المذكر والمؤنث والواحد والجماعة . وقد يقال على ما ليس بآدمي ، يقال : ليس فيها أحد ، لا شاة ولا بعير .
وإنما خصص النساء بالذكر لأن فيمن تقدم آسية ومريم. وقد أشار إلى هذا قتادة ، وقد تقدم في ( آل عمران ) الاختلاف في التفضيل بينهن، فتأمله هناك. ( إن اتقيتن ) أي خفتن الله. فبين أن الفضيلة إنما تتم لهن بشرط التقوى ، لما منحهن الله من صحبة الرسول وعظيم المحل منه ، ونزول القرآن في حقهن .
قوله تعالى : فلا تخضعن بالقول في موضع جزم بالنهي ، إلا أنه مبني كما بني الماضي ، هذا مذهب سيبويه ، أي لا تلن القول . أمرهن الله أن يكون قولهن جزلا وكلامهن فصلا ، ولا يكون على وجه يظهر في القلب علاقة بما يظهر عليه من اللين ، كما كانت الحال عليه في نساء العرب من مكالمة الرجال بترخيم الصوت ولينه ، مثل كلام المريبات والمومسات. فنهاهن عن مثل هذا .
قوله تعالى : فيطمع بالنصب على جواب النهي . ( الذي في قلبه مرض ) أي شك ونفاق ، عن قتادة والسدي . وقيل : تشوف الفجور ، وهو الفسق والغزل ، قاله عكرمة . وهذا أصوب ، وليس للنفاق مدخل في هذه الآية . وحكى أبو حاتم أن الأعرج قرأ ( فيطمع ) بفتح الياء وكسر الميم . النحاس : أحسب هذا غلطا ، وأن يكون قرأ ( فيطمع ) بفتح الميم وكسر العين بعطفه على تخضعن فهذا وجه جيد حسن . ويجوز ( فيطمع ) بمعنى فيطمع الخضوع أو القول.
قوله تعالى: وقلن قولا معروفا قال ابن عباس : أمرهن بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. والمرأة تندب إذا خاطبت الأجانب وكذا المحرمات عليها بالمصاهرة إلى الغلظة في القول ، من غير رفع صوت ، فإن المرأة مأمورة بخفض الكلام . وعلى الجملة فالقول المعروف : هو الصواب الذي لا تنكره الشريعة ولا النفوس .
ويقول الدكتور محمد صبر محمود، من واعظ الأزهر الشريف بمحافظة الوادي الجديد، في رسالةٌ إلى المرأة: “فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ”، إذا اضطرت المرأة للحديث مع رجل، وأحوجها الأمر إلى ذلك فلا تخضع بالقول؛ لئلا يكون خضوعها به سببًا في طمع مَن في قلبه مرضٌ مِن الرجال.
وأضاف: فلا تَقُلْنَ قولاً يجد به منافق أو فاجر سبيلًا إِلى موافقتكن له، والمرأة مندوبة- إِذا خاطبت الأجانب- إِلى الغِلظة في المَقَالة، لأن ذلك أبعد من الطمع في الرِّيبة. * زاد المسير في علم التفسير- لابن الجوزي.