سلط عدد من كبار كتاب الصحف المصرية، في مقالاتهم اليوم، الخميس، الضوء على عدد من القضايا التي تهم المواطن المصري والعربي.
فتحت عنوان “تعليق الحساب لا يهم”، تطرق الكاتب عبد المحسن سلامة، رئيس مجلس إدارة صحيفة “الأهرام”، في عموده “صندوق الأفكار” إلى تعليق إدارة «فيسبوك» الخاص به بسبب إعادة نشره لمقالات وبعض اللقاءات الحوارية التليفزيونية، وما تتضمنه من انتقادات لسياسة إسرائيل العدوانية، والنازية في غزة، وبقية الأراضي الفلسطينية، وكذلك انتقاده للولايات المتحدة الأمريكية التي وصفها بالراعي الرسمي الأمريكي للإرهاب الإسرائيلي، وما يتبناه من الدعوة إلى مقاطعة السلع، والمنتجات، والكيانات المساندة، والداعمة للعدو الصهيوني.
وقال سلامة: “إن ما تقوم به إدارة «فيسبوك» معي، ومع الكثيرين غيري، هو إرهاب ضد حرية الرأي، لأننا نستعمل فقط حقنا في التعبير عن الرأي، ومساندة المظلومين، والمقهورين، ورفض سياسة القتل، والاغتيالات، والإبادة الجماعية التي تنتهجها إسرائيل في غزة والأراضي الفلسطينية الأخرى”.
وأكد الكاتب أن إدارة «فيسبوك»، أو غيرها، لن تستطيع إرهاب الأصوات الحرة في العالم المطالبة بالسلام العادل، والشامل في المنطقة العربية، والرافضة لأساليب القتل، والحصار، والتجويع، والإبادة ضد الأطفال، والنساء، والعجائز في غزة، وكل الأراضي الفلسطينية.
ورأى رئيس مجلس إدارة صحيفة “الأهرام” أنه ربما تكون الحسنة الوحيدة في ذلك الأمر هي سقوط «ورقة التوت» عن «الخديعة الكبرى» لحرية الرأي، والتعبير التي كان الغرب، وأمريكا يصدعون بها رؤسنا ليل نهار، وأنهم المدافعون عن المساواة، والعدالة، والسلام، والمدافعون عن الحريات، والحقوق، لكنهم في «أول محطة» سقطوا جميعا في بئر «العنصرية المقيتة»، واتضح أنهم يطلبون لأنفسهم ما لا يطلبونه للآخرين، وأن كل شعاراتهم ما هي إلا مجرد أكاذيب لتحقيق أغراضهم الدنيئة في استعمار الدول بشكل جديد، وعصري، واستمرار قيادتهم، وسيادتهم قي العالم، «ومص دم» الشعوب بإشعال نيران الفتن، والفوضى الداخلية كما حدث في المنطقة العربية طوال الـ «20» عاما الماضية، بدءا من احتلال العراق، ومرورا بموجات ثورات «الخريف العربي»، وسيناريو «الفوضى الخلاقة»، وانتهاء بالحرب على غزة، والسماح لإسرائيل بإبادة الفلسطينيين، وحصارهم، وتجويعهم، وتهجيرهم، والمطلوب أن نشارك في تلك الجرائم، أو نصمت عنها.
وفي عموده “طاب صباحكم” بصحيفة “الجمهورية”، وتحت عنوان “تحديات وجودية”، أكد الكاتب عبد الرازق توفيق، رئيس تحرير الصحيفة، أن “مصر تواجه تحديات وتهديدات وجودية تتعلق بما يجري في المنطقة من اضطرابات وما تموج به من صراعات ونزاعات وأطماع ومخططات ومؤامرات تزداد تصاعدا، كل يوم بل وهناك المزيد من التحركات المشبوهة والشيطانية في منطقة الشرق الأوسط من شأنها تأجيج الصراعات، وإشعال المنطقة واستهداف أمنها واستقرارها، الحقيقة أن القارئ لتفاصيل المشهد الإقليمي يصل لنتيجة واضحة”.
وقال الكاتب إن هناك مخططاً يجرى تنفيذه على قدم وساق وهو يبدو للجميع أنه بديل المؤامرة الربيع العربي التي فشلت في تحقيق أي أهداف سوى إسقاط بعض الدول وهذا الفشل يعود بالدرجة الأولى إلى دور مصر العظيم وثورتها المجيدة في 30 يونيو 2013 التي قلبت الطاولة في وجه المتآمرين وعطلت المخطط الذي كان يستهدف المنطقة العربية.
وأكد عبد الرازق توفيق أن هناك حدثين مهمين يؤكدان قوة الثوابت المصرية، الأول اتصال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بالرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أكد موقف مصر الثابت بالوقوف بجانب الصومال الشقيق ودعم أمنه واستقراره في ظل مستجدات المشهد الإقليمي والصومالي.
وأشار إلى أن الحدث الثاني هو استقبال الرئيس السيسي لوفد أمريكي من الحزبين الديمقراطي والجمهوري برئاسة السيناتور جوني إرنست، لافتا إلى أن ما قاله الرئيس السيسى للوفد الأمريكي يجسد ثوابت مصر التي لم تتغير ولم تتزحزح حول مجريات الأحداث في المنطقة وتحديداً في قطاع غزة، حيث جدد الرئيس التأكيد على ضرورة العمل بجدية من أجل التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقاً للمرجعيات الدولية وأن الأولوية الراهنة تتمثل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار وحماية المدنيين ونفاذ المساعدات الإغاثية بالكميات الكافية والملبية لحجم المأساة الإنسانية التي تواجه أهالي غزة بما يتسق والقرارات الأممية.
وأضاف الكاتب أن مواقف وكلام وثوابت مصر لا تتغير.. الرئيس السيسي جدد التأكيد والتشديد على رفض مصر التام والقاطع المحاولات تصفية القضية الفلسطينية من خلال تهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وذكر أن الرئيس السيسي جدد التأكيد على العمل على التسوية العادلة والشاملة للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وهي السبيل الوحيد لتحقيق الأمن لجميع شعوب المنطقة، ووقف إطلاق النار وحماية المدنيين ونفاذ المساعدات الإغاثية بالكميات الكافية لأهالي غزة، ورفض مصر التام والقاطع لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم والعمل المكثف والمسئول لتجنب عوامل اتساع نطاق الصراع في المنطقة، وتأثير ذلك على السلم والأمن الإقليميين والدوليين.
واختتم رئيس تحرير صحيفة “الجمهورية” مقاله مؤكدا أن مصر مدركة لما يحاك لها وما يدور في دهاليز المنطقة من تحركات ومخططات مشبوهة تستهدف مصر بالدرجة الأولى، مشيرا إلى أنه وكل ذلك لا يزيد مصر إلا صلابة وإرادة وتمسكاً بمواقفها وثوابتها، وبفضل حكمة القيادة وبما أنجزته على مدار السنوات الماضية لن يصيبها أذى وسوف تجهض كل المؤامرات والمخططات وستكون من الماضي لأن مصر دولة عظيمة وكبيرة ولا يمكن أن تنجر أو تستدرج أو يفرض عليها ضغوط أو أمر واقع يخالف ثوابتها الشريفة.
أما الكاتب جلال عارف، فجدد التأكيد، في مقاله تحت عنوان “من حرب الإبادة إلى حرب الاغتيالات”، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وشركاؤه في الحكم وفي حرب الإبادة سيفعلون المستحيل لكي تطول الحرب وتتوسع في المنطقة، لأن نهاية الحرب لا تعني إلا السقوط الحتمي لهم.
وأكد عارف أن في هذا الإطار تجيء جريمة اغتيال صلاح العروري نائب رئيس حركة حماس وستة من رفاقه بمقر الحركة في بيروت، مشيرا إلى أن العروري كان واحدا من بضعة أسماء حددتها القيادات الإسرائيلية كهدف لعمليات اغتيال قالت إنها ستنفذها داخل الأراضي الفلسطينية أو خارجها في قطر وتركيا وبعض الدول الآسيوية مثل ماليزيا وإندونيسيا.
وأوضح الكاتب أنه في اليوم السابق لاغتيال العروري أعلنت تركيا بالفعل عن القبض على أكثر من ثلاثين عميلا لإسرائيل واتهمتهم بالتجسس والتخطيط لعمليات اغتيالات على أرضها، وهو ما يعني أن اغتيال العروري أو غيره من زعماء المقاومة الفلسطينية أمر وارد، لكن المفاجأة هنا فى توقيت الاغتيال، وفي حدوثه في قلب العاصمة اللبنانية بل وفي حزب الله في الناحية الجنوبية بكل ما يفجره ذلك من تحديات في صراع يهدد باشتعال المنطقة كلها.
واختتم جلال عارف مقاله قائلا: “بالتأكيد.. سيرد حزب الله الصاع صاعين، وسترد فصائل المقاومة الفلسطينية، متسائلا “لكن ماذا بعد؟! هل سيترك العالم إرهاب إسرائيل يتمدد في المنطقة ويهدد سلام العالم؟ وهل سيظل الدعم الأمريكي لإسرائيل كما هو حتى وهي تنشر الفوضى في المنطقة، وحتى وهو يتحول إلى مشاركة فى كل جرائم إسرائيل، وإلى دعم نتنياهو وشركائه من مجرمي الحرب الذين أصبحوا عبئاً على العالم كله؟!”.