تحل اليوم ذكرى لاغتيال السير لي استاك باشا، اللواء في الجيش المصري وحاكم السودان العام، وذلك في 20 نوفمبر 1924.
كانت الأوضاع السياسية مشحونة للغاية في تلك الفترة بسبب التوتر المستمر بين سعد زغلول، رئيس وزراء مصر آنذاك، والملك فؤاد. كانت قضية السودان تعتبر الخلفية لهذا الصراع، وكانت الجماهير السودانية الغاضبة تهتف بوحدة مصر والسودان.
بدأت الأحداث في الساعة الثانية بعد ظهر يوم الأربعاء الموافق 19 نوفمبر 1924، عندما خرج سردار الجيش المصري وحاكم السودان في آن واحد، السير لي استاك، من مكتبه في وزارة الحربية متوجهًا إلى منزله في الزمالك بعد انتهاء يوم عمله. تعرض لإطلاق النار من قبل خمسة أشخاص كانوا ينتظرونه في شارع الطرقة الغربية (المعروف الآن باسم إسماعيل باشا أباظة). أصيب بجروح خطيرة أودت بحياته منتصف الليلة التالية. هرب الجناة، ولكن تم القبض على السيارة والسائق الذي كان ينتظر الجناة. تم القبض على الجناة بعد أن أعلنت الحكومة مكافأة قدرها 10 آلاف جنيه لمن يساعد في القبض عليهم.
لقد شعرت مصر بصدمة ما حدث، ولكن الاغتيال تجاوز كل التوقعات. كان اللواء السير لي استاك باشا حاكمًا عامًا للسودان وقائدًا عسكريًا لمصر لمدة 8 سنوات، وكانت وفاته لها تأثير عميق على المستقبل السياسي لمصر داخليًا وفيما يتعلق بعلاقتها بالسودان. كان الاستياء الشديد في مصر والرغبة القوية من البريطانيين في الاحتفاظ بسيطرتهم على السودان هما ما زاد من التوتر المشؤوم بين البلدين، مما أدى في النهاية إلى اغتيال استاك باشا. شهد السودان مظاهرات متكررة في تلك الفترة، مما زاد من الشعور الوطني العام في مصر بالقضية. تم اعتقال شاب مصري فورًا بعد الاغتيال، وتم تقديم تسعة من الشباب للمحاكمة في مايو 1925.
اعتقالات شملت البلد
وتتابعت الاعتقالات لتشمل اثنين من قادة حزب الوفد هما: أحمد ماهر ومحمود فهمي النقراشي اللذان أفرج عنهما بعد محاكمة مثيرة للجدل وكان لمقتل استاك رد فعل شعبي عنيف في بريطانيا مما أدي إلي فرض المندوب السامي “النبي” عقوبات صارمة علي مصر، وشيعت الجنازة صباح السبت 22 نوفمبر،
وكانت جنازة رسمية كبري بناء علي طلب الإنجليز وتعتبر واحدة من أهم الجنازات الرسمية التي شُيعت بالقاهرة في تاريخها الحديث حيث سار جميع المشيعين بملابس التشريفة الكبري وبعد انتهاء الجنازة وفي الخامسة بعد الظهر قصد اللورد اللنبي في مظاهرة عسكرية كبري تتألف من 500 خيال إنجليزي من حملة مقر مجلس الوزراء حيث خاطب سعد زغلول بمنتهي الخشونة وسلمه إنذارين.