مع إعلان الرئيس الأمريكي جوبايدن موافقة إدارته على القرار الصعب بإرسال القنابل العنقودية إلي أوكرانيا، لتحقيق هدفين أولا وقف تقدم القوات الروسية، ثانيا إطالة أمد الصراع قدر الإمكان لتكبيد الروس المزيد من الخسائر لعدم تكرار سيناريو أوكرانيا مرة أخرى، فهل تتغير معادلة الحرب الروسية الأكروانية مع دخول أسلحة جديدة.
وتأتي خطورة القنابل العنقودية، في اتساع نطاق تأثيرها المدمر على مساحات شاسعة، والذي قد يطال مدنيين بعد سنوات من استخدامها، ولذلك وقعت 120 دولة علي اتفاقية حظرها.
ويتخطى الدعم العسكري الذي تقدمه واشنطن لكييف، في مواجهتها مع روسيا مجرد الالتزام الأمريكي تجاه حلفائها الغربيين، إلي تعزيز المصالح الإستراتيجية التي تري في تقدم روسيا في الأراضي الأوكرانية تهديدا لها، ولمصالح حلفائها في القارة العجوز.
يشكل التحالف الأمريكي الغربي المناهض لإدارة الرئيس الروسي تحديا كبيرا لموسكو، ويبدو في ظاهره داعما للديمقراطية، أما باطنه فيأتي ليصدر رسائل ردع مبطنة إلي مناوئين كثر ومعتدين محتملين، من السير على نفس خطي الدب الروسي، الأمر الذي يضر بمستقبل النظام الدولي الذي وضعت قواعده الولايات المتحدة الأمريكية ويؤسس للهيمنة أحادية القوة.
قرار الولايات المتحدة وضع الإدارة الأمريكية في خلاف في الداخل، بدأ بالفعل بين الجمهوريين والديمقراطيين وظهرت بوادره مع الحلفاء الغربيين، بمعارضة بريطانية المانية لقرارات الدعم العسكري الأخيرة، وهو ما قد يؤدي إلي انقسام أمريكي غربي، وهو ما يريد الرئيس الروسي أن يصل إليه، فانفراط التحالف الأمريكي الغربي سيسمح بفرض الهيمنة الروسية علي القارة الأوربية.
بدأت موسكو فور إعلان جو بايدن إرسال القذاف العنقودية المحرمة دوليا لأوكرانيا، والتي سبق ونددت به واشنطن في إشارة منها لاستخدام روسيا تلك القنابل علي الأراضي الأوكرانية، في حملة لكشف الوجه الحقيقي وتعرية النظام الأمريكي، واتهامه بالميكافيلية السياسية في محاولة لتبديد الصورة الذهنية عن المصداقية والمثالية الأخلاقية السياسية للنسر الأمريكي.
عندما تتغير المعطيات تتبدل النتائج بالتبعية، فدائرة الصراع الذي تقوده موسكو وحلفائها ضد أوكرانيا وحلفائها، تغيرت مفرداته القتالية بتلك الخطوة الأمريكية ، والتي تأتي مكتملة الأركان مع التوتر الروسي، بانسحاب قوات فاجنر من معادلة الحرب ، التي قد تؤثر علي مجريات القتال في أوكرانيا.
لكن هل تنتظر موسكو وتقف موقف المفترج من المواجهة المتأججة مع الولايات المتحدة علي الأراضي الأوكرانية، وتمثل تهديدا يضرب في عمق المصالح الروسية.
روسيا لن تكون مكتوفة الأيدي فالتصعيد لا بد أن يقابله تصعيد في أدبيات السياسة الروسية ، خاصة في ظل الاستفزازات الأمريكية الجديدة ،والجيش الروسي يمتلك من الأسلحة الفتاكة ما يمكنه من حسم المعركة الأوكرانية فهل يفعلها.
تطورات تشير لفصل جديد ، أكثر قاتمة في معادلة الحرب الروسية الأوكرانية ، فهل تسير مجريات الأحداث في اتجاه يضعنا على مشارف حرب عالمية جديدة.