حازت محافظة مطروح على اهتمام كبير من القيادة السياسية بتنفيذ شبكة من الطرق والمشروعات القومية الكبرى والتي كانت حلما لأبناء الصحراء الغربية والتي جعلت من محافظة مطروح مستقبل الاستثمار والتنمية في مصر بعدما كانت تعاني من التهميش.
ويعد مشروع العلمين الجديدة ومشروع المحطة النووية بالضبعة ومشروع رأس الحكمة وميناء جرجوب، من المشروعات الاستثمارية التي تحقق مستهدفات التنمية المستدامة وتوفر مئات الآلاف من فرص العمل وزيادة استيعاب الأيدي العاملة المصرية، وهذه الاستثمارات لا تتعلق فقط بقطاع السياحة حيث تتضمن مشروعات أخرى صناعية وزراعية وتجارية، كما أن هذه المشروعات تعمل على إنعاش قطاعات أخرى منها الصناعة والزراعة وتشغيل العديد من الشركات المصرية.
مدينة العلمين الجديدة
منذ قيام الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بتدشين مدينة العلمين الجديدة في عام 2018 بحضور رئيس الوزراء ومحافظ مطروح وعمد ومشايخ المحافظة، تحول العمل بالمدينة إلى خلية نحل تعمل ليلا ونهارا لإنجاز كافة المشروعات بها.
وتقع مدينة العلمين الجديدة داخل الحدود الإدارية لمحافظة مطروح وتعد نموذجا جديدا للمدن الساحلية المصرية التي تحقق تنمية متكاملة ومتنوعة الأنشطة “سياحية- صناعية- تجارية – بحث علمي – زراعة – جامعات- إسكان بأنواعه المختلفة” للتحول من مدينة تعاني من الألغام وعدم وجود خدمات إلا في موسم الصيف لتكون من أفضل المدن الكبرى ومستقبل التنمية على ساحل البحر المتوسط.
كما تعد العلمين الجديدة أحد أكبر المشروعات القومية الكبرى بمصر وهي إحدى خطوات مشروع تنمية الساحل الشمالي الغربي، والذي يسعى إلى إقامة مجتمعات عمرانية على أحدث مستوى لاستيعاب الزيادة السكانية وجذب السكان من الوادي والدلتا بما يقدر بـ34 مليون نسمة حتى عام 2052، وذلك بامتداد الساحل الشمالي كله بطول 450 كيلومترا وبعمق 70 كيلومترا مع الاستغلال الأمثل لجميع الموارد من خلال رؤية مستقبلية جادة لمستقبل أفضل للأجيال القادمة بما يحقق تنمية مستدامة لمصر.
وروعي في تخطيط المدينة أن تكون نموذجا للمدن الساحلية المصرية التي تحقق تنمية متكاملة وتوفر أساسا اقتصاديا قويا كما تم إنشاؤها مركزا للحكومة لاستغلاله في موسم الصيف.
وتضم مدينة العلمين 3 شرائح “السياحية- السكنية – التاريخية- الأثرية”.
الشريحة الأولى على ساحل البحر المتوسط بامتداد حوالي 14 كم ومساحة حوالي 8 آلاف فدان وهي الشريحة السياحية الاستثمارية والتي تضم المنطقة الشاطئية والممشى السياحي والفنادق وكذلك عددا من المناطق التجارية والإدارية
والشريحة الثانية السكنية جنوب الطريق الدولي الإسكندرية مطروح وهي امتداد ترعة الحمام ويحدها غربا قرية سيدي عبد الرحمن وشرقا مدينة العلمين القائمة الحالية بمساحة حوالي 42 ألف فدان.
الشريحة الثالثة: وهي المنطقة التاريخية والأثرية والتي تشمل مقابر العلمين لضحايا الحرب العالمية الثانية والتي دارت رحاها على أرض العلمين بين قوات المحور والحلفاء، فهناك مقابر جنود الكومنولث والمعظمة الألمانية والمقابر الإيطالية واليونانية
كما تم تنفيذ المدينة التراثية، وتشتمل على مجموعة من المباني التراثية والثقافية والتجارية المتنوعة، وتضم البحيرة الرئيسية، والحديقة المركزية، والمسجد، والكنيسة، والأوبرا، والمتحف، والمباني التجارية والفندقية في الحي القديم، ومجمع السينمات، والمسرح المكشوف، والحي الاستثماري، ومباني الإسكان الفاخر، كما تم تنفيذ جامعة العلمين الدولية للعلوم والتكنولوجيا “جامعة العلمين الأهلية”، على مساحة 128 فدانا، وتضم الجامعة مبنى الإدارة- كلية الدراسات العليا- المكتبة المركزية- كلية الطب البشري- كلية طب الفم والأسنان- كلية الصيدلة- كلية الفنون والتصميم- كلية الدراسات القانونية الدولية- كلية إدارة الأعمال- كلية الهندسة كلية الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات- كلية الهندسة كلية السياحة والضيافة سكن جامعي (طلاب) وإسكان هيئة التدريس وباحثي- سكن جامعي (طالبات) وإسكان هيئة التدريس وباحثات- مستشفى جامعي- مبنى الخدمات- صالة رياضية متعددة الأغراض- مستشفى طب الفم والأسنان.
المحطة النووية بالضبعة
رغم أكثر من نصف قرن من التأرجح، في القرار المتعلق بإدخال الطاقة النووية إلى مصر، إلا أن المشروع لم يتم حسمه فعليا إلا في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال فترته الرئاسية الأولى، ما يعد إنجازا كبيرا لإدخال التكنولوجيا النووية إلى البلاد والاستفادة منها في إنتاج الطاقة الكهربائية.
وبدأ الحلم المصري الذي دام طويلا في التحقيق على أرض الواقع منذ يوم 11 ديسمبر 2017 بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس عبد الفتاح السيسي في القاهرة، حيث تم توقيع مجموعة من الوثائق حول بناء أول محطة للطاقة النووية في مصر بالضبعة وهي المنطقة التي سيتم إنشاء المحطة النووية فيها.
ويجري بمدينة الضبعة عن طريق إحدى الشركات الروسية خطوات تنفيذ أول محطة نووية مصرية، والتي سيتم إنشاؤها على أحدث الأسس القياسية الروسية في هذا المجال، ما يسد الاحتياجات المتزایدة من الطاقة الكهربائیة، بالإضافة إلى مساهمتها في الحفاظ على الموارد الطبيعية غير المتجددة من البترول والغاز الطبیعي اللذين يتم استخدامهما كمادة خام لا بدیل عنها في الصناعات البتروكیمیائیة والأسمدة وليخطو بخطى متسارعة لوضع مصر على خريطة التقدم التكنولوجي والإلحاق بالتنمية نحو مستقبل أفضل لمصر…، وليس مطرو ح فقط في كافة المجالات بعد أن ظل الحلم النووي يراود المصريين لسنوات طويلة.
رأس الحكمة
رأس الحكمة، هي قرية تابعة لمدينة مرسى مطروح، بمحافظة مطروح وتقع رأس الحكمة على الساحل الشمالي، وتبعد عن مدينة مرسي مطروح بنحو 85 كم.
وتعد منطقة رأس الحكمة إحدى أهم المناطق الاستراتيجية المهمة والتي عانت من الإهمال وعدم استغلال مقوماتها التي تتميز بها ليعاني سكانها لسنوات عديدة من عدم وجود مشروعات تدر دخلا على سكانها أو فرص عمل مع الاعتماد على المزروعات من التين والزيتون وتربية الأغنام كمصدر دخل رئيسي.
وتتميز منطقة رأس الحكمة بمقومات تنموية شاملة وعديدة، ما يجعلها منطقة رائدة سياحيا واستثماريا وعمرانيا، ومركزا عالميا للسياحة في منطقة الشرق الأوسط وعالميا.
وتتمتع المنطقة بوجود عدد كثير من المحميات الطبيعية والمناطق الأثرية والخلجان والرؤوس البحرية والكثبان الرملية، إضافة إلى توافر بيئة طبيعية مناسبة لكافة أنواع الأنشطة السياحية، سواء البحرية أو الشاطئية أو التاريخية أو سياحة السفاري والأنشطة الصحراوية المتنوعة.
ويستهدف المخطط الاستراتيجي لرأس الحكمة إقامة مركز سياحي عالمي متكامل في رأس الحكمة، يحقق طفرة غير مسبوقة لدعم قطاع السياحة في مصر وجذب السياحة العالمية والمحلية بمختلف أنواعها، إضافة إلى إقامة وتطوير خدمات اجتماعية متنوعة في التجمعات العمرانية القائمة والمقترحة بتلك المنطقة.
مشروع تنمية غرب مصر (ميناء جرجوب بمدينة النجيلة)
يجرى حاليا البدء في تنفيذ المشروع القومي لتنمية غرب مصر، بعد إعلان موافقة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مؤتمر الشباب الرابع بالإسكندرية، وذلك بعد عامين من الأبحاث والدراسات الاقتصادية والفنية والعلمية والاستراتيجية، والإسراع لتنفيذ مشروع إنشاء مركز اقتصادي وسياحي عالمي ويشمل أيضا تجمعات عمرانية ومركز استشفاء ومنطقة صناعية ولوجستية وإقامة ميناء تجاري بمنطقة جرجوب بمركز النجيلة، على بعد 75 كم غرب مدينة مرسى مطروح لتتحقق أحلام أهالي مطروح خاصة غرب مطروح الذين عانوا من التهميش خلال الفترة الماضية.
ميناء النجيلة والمشروعات السياحية والتجارية والصناعية التي ستقام بمنطقة جرجوب تستوعب مئات الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، بالإضافة إلى إقامة مجتمعات عمرانية جديدة.
ويتضمن المشروع إقامة ميناء للركاب لخدمة الأنشطة والمشروعات السياحية وميناء حاويات تجاري عالمي، لخدمة عدد من المشروعات العملاقة التجارية والصناعية، مثل الإلكترونيات لشركات عالمية، كما ستتم إقامة عدد من الفنادق العالمية.
ويهدف المشروع إلى إعادة توزيع التنمية والسكان لاستخدام الموارد غير مستغلة مع حماية واستغلال الموارد القائمة والحفاظ عليها من الاستنزاف – والتلوث – والتآكل، وكذلك تحقيق الميزة التنافسية لكل إقليم بما يتلاءم مع مقوماته التنموية والعمل على جذب الاستثمارات وتوفير فرص عمل للشباب وتأهيل الكوادر البشرية لسوق العمل مع إتاحة الامتدادات والمحاور العرضية والتي تعمل على نقل وتوسيع التنمية إلى عمق المناطق الصحراوية.