في عصر وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح هوس التريند جزءًا لا يتجزأ من حياة الكثيرين، مما دفع بعض الأفراد إلى اختلاق أحداث مثيرة للجدل لجذب الانتباه وزيادة المشاهدات، هذا ما أبرزته خبيرة التنمية البشرية هبة شمندي، التي تحدثت عن الظاهرة وتأثيرها السلبي على المجتمع.
عريس القلم
انتشر مؤخرًا فيديو مثير للجدل يظهر شابًا يُدعى “عريس القلم” وهو يضرب عروسه خلال حفل زفافهما، بعد أن قام أحد الحضور بخطبة فتاة أخرى أثناء الاحتفال، هذا المشهد الدرامي لم يثر دهشة المتابعين فحسب، بل أثار أيضًا تساؤلات حول مدى واقعيته، تبين لاحقًا أن الحادثة كانت
مدبرة بهدف جذب المشاهدات وتحقيق الشهرة على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يعكس هوس التريند الذي يدفع البعض لاختلاق وقائع درامية للحصول على الانتباه، هذا الوضع يسلط الضوء على تأثير الثقافة الرقمية على القيم الاجتماعية والأخلاقية في المجتمع.
عريس الدقهلية
وكان من قبل انتشر مؤخراً، فيديو آخر مُثير لشاب يُدعى “عريس الدقهلية” ادعي اختطافة، فبينما اعتقد الكثيرون أن ما حدث هو واقعة حقيقية تتطلب التدخل الأمني، تبين لاحقًا أنها كانت جزءًا من سيناريو مُعد مسبقًا لزيادة المشاهدات.
في سياق التحقيق، كشفت الجهات الأمنية عن تفاصيل مثيرة، حيث اتضح أن الشاب قد ادعى اختطافه وأطلق إنذارًا كاذبًا، فقط ليجذب الانتباه نحو فيديوهاته. كانت هذه الخطوة مُدبرة ومُخططًا لها بعناية، حيث كان هناك اتفاق ضمني بين الشاب وبعض الأشخاص المعنيين لخلق حدث صادم يجذب الجمهور.
هذا النوع من السلوك يُظهر كيف يمكن أن يُدمر هوس التريند القيم الاجتماعية والأخلاقية، فالتركيز على المشاهدات والربح السريع يجعل البعض يتجاهل المصداقية ويُقدّم محتوى يُثير الفوضى والارتباك، وفي تعليقها، أشارت هبة شمندي إلى أن المجتمع يتجه نحو تجسيد “الهوس بالدراما” كوسيلة لتحقيق النجاح السريع، مما قد يؤدي إلى آثار سلبية طويلة الأمد على الأفراد والعلاقات الاجتماعية.
تتحدث هبة عن أهمية التفكير النقدي والترويج لمحتوى إيجابي، بدلاً من الترويج لمشاهدات سلبية تُضر بالمجتمع، فمع تزايد استخدام وسائل التواصل، يجب أن نكون واعين لدورنا في تشكيل المحتوى الذي نشاركه ونستهلكه، تشدد هبة على أن النجاح لا يأتي من خلال اختلاق الوقائع، بل من خلال الجهد والمصداقية في تقديم محتوى يستحق المشاهدة.
التحذير الذي تقدمه شمندي يتجاوز مجرد التعليق على الظاهرة، فهي تدعو الأفراد والمجتمعات إلى إعادة تقييم أولوياتهم، والتركيز على القيم الأخلاقية والفنية بدلاً من الانجراف وراء صخب المشاهدات السريعة، إن وجود أشخاص مثل “عريس الدقهلية” يعكس أزمة أعمق في المجتمع، حيث يصبح السعي وراء الشهرة على حساب الأخلاق والقيم أمرًا شائعًا.
في نهاية المطاف، يجب أن نتساءل: ما الذي نرغب في أن يتذكره الآخرون عنا؟ هل هو المحتوى السطحي المُختلق، أم الأعمال التي تُعبر عن الإبداع والإنسانية؟
يتطلب الأمر منا جميعًا الوعي بأهمية التأثير الذي يمكن أن تتركه خياراتنا على المجتمع ككل. لذا، دعونا نتجه نحو بناء ثقافة تروّج للمحتوى الإيجابي والهادف، ونعيد تعريف مفهوم النجاح في عالم متغير.