شهد مسرح الفلكي، مساء اليوم الأحد، عرض مسرحية “من أجل الجنة.. إيكاروس”، ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثلاثين برئاسة الدكتور سامح مهران، والتي تستمر حتى الثامن من سبتمبر الجاري.
ويدور العرض المسرحي المصري الألماني المشترك “إيكاروس”، حول الأسطورة اليونانية القديمة التي تحكي أن رجلا وابنه احتجزا في جزيرة تشبه المتاهة، ولما أعيتهما الحيلة في البحث عن مخرج؛ عكفا على صنع جناحين من الشمع لكل منهما، كي يستخدماها في الطيران، حيث الوسيلة الوحيدة المتاحة للمنجاة.
وحذر الأب ابنه كثيرا من أن يبتعد عنه في الهواء أو أن يقترب من الشمس، غير أن تحذيره لم يأت بنتيجة، حيث اقترب الابن من الشمس وحينها ساحت جناحاه الشمعية وسقط شهيدًا للشغف .
وتدور المسرحية حول هذه الأسطورة من إعداد وترجمة محمد الهجرسي ، ومن خلال رحلة البطل مع والده للبحث عن أمه نتابع عدة تساؤلات منها من الذي سجننا هنا؟ وهل سنجد طريق الخروج حقا؟ هل سأرى أمي مرة آخرى؟ .
النص المسرحي من كتابة بينديكت نويشتاين، كلاوس أوفركامب، وكريستيان شايدولوفسكي، وترجمه من الألمانية إلى الإنجليزية ناتالي شبير، وأعد النص وترجمه إلى العربية محمد الهجرسي، وأخرجه أحمد عزت الألفي، وأنتجته فرقة مسرح الورشة في هانوفر/ ألمانيا، وفرقة المخرج أحمد عزت الألفي.
ويركز العرض على العلاقة بين الأب والابن، والكيان الأسري من خلال ذِكر الأم والمنزل، رغم عدم وجودهما في الفضاء المسرحي، وهو ما لم يرد في الأسطورة أساسا، فهي توضح أن ديدالوس عالم ومخترع عبقري ذاع صيته، لديه ابن يدعى إيكاروس، وكلاهما سُجن في المتاهة التي كان قد اخترعها ديدالوس بنفسه تلبية لطلب الملك مينوس من أجل سجن المينوتور (وهو ابن الملك مينوس، لكنه كان على هيئة ثور نتيجة تزاوج الملكة بثور لذا كان يشبه الوحش).
وكان مينوس يقدم خيرة الجنود قربانا للمينوتور إلى أن وقعت أريانا (ابنة مينوس) في حب أحد هؤلاء الجنود المُقدّمين وأرادت إنقاذه، لذا لجأت إلى ديدالوس كي يخبرها بحيلة للخروج من المتاهة، وكانت الحيلة أن تمسك أريانا عند المخرج بكرة خيط يمسك طرفها حبيبها الجندي، وبعد قتله للمينوتور سيستطيع الخروج من المتاهة عبر تتبّع الخيط، لذا عاقب مينوس ديدالوس بوضعه في نفس المتاهة ومعه ابنه لكي لا يستطيع الخروج.