منذ عام 1953، تعاني شبه الجزيرة الكورية حالة من عدم الحرب ولا السلام، بعد انتهاء حرب كوريا باتفاق هدنة لم يؤد إلى معاهدة سلام رسمية، وفي ظل التوترات المتصاعدة في شبه الجزيرة الكورية، تجري الولايات المتحدة وحلفاؤها مناورات عسكرية مشتركة في المنطقة، في حين تستمر كوريا الشمالية في تطوير برنامجها النووي والصاروخي.
كوريا الشمالية دولة شيوعية مغلقة تحت قيادة زعيمها كيم جونغ أون، وتسعى إلى امتلاك قدرة نووية رادعة ضد أعدائها، خصوصا الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.
كوريا الجنوبية دولة ديمقراطية حليفة للولايات المتحدة، وهي تشارك في تحالف أمني معها يسمح للقوات الأمريكية بالانتشار في أراضيها والمشاركة في أية أزمات إقليمية.
الولايات المتحدة قوة عسكرية وسياسية رئيسية في المنطقة، وهي تسعى إلى منع كوريا الشمالية من اكتساب قدرة نووية قادرة على التهديد بضرب الأراضي الأمريكية أو حلفائها.
التطورات الأخيرة
بدأت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية أكبر مناورات عسكرية مشتركة منذ سنوات طويلة أمس الأحد، وشارك فيها نحو 28 ألف جندي أمريكي و50 ألف جندي كوري جنوبي، إضافة إلى قوات جوية وبحرية وبرية.
وردا على تلك المناورات، أعلنت كوريا الشمالية اليوم الاثنين إطلاق صاروخي كروز من غواصات في احتجاج واضح على المناورات التي تعتبرها بيونغ يانغ تدريبا على الغزو، وقالت إن الصاروخين أصابا أهدافا على بعد 1500 كيلومتر.
كما قام زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون بجولة تفقدية في مصانع الذخائر الكبرى وأمر بزيادة كبيرة في إنتاج الصواريخ والأسلحة الأخرى، وطالب بإطلاق خطوط إنتاج لتصنيع صواريخ كروز الاستراتيجية والطائرات المسيرة.
آفاق التعاون
المناورات العسكرية بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تهدف إلى تعزيز التنسيق والجاهزية بين الحلفاء في حال نشوب أي صراع محتمل مع كوريا الشمالية، وتظهر قوة الردع والتضامن بينهما.
كما أن إطلاق كوريا الشمالية للصواريخ من غواصات يشير إلى تقدمها في تطوير قدراتها الصاروخية والنووية، ويزيد من خطورة التهديد الذي تشكله على أمن المنطقة والعالم، خصوصا أن هذه الصواريخ أكثر صعوبة في اكتشافها ومواجهتها.
وتعكس زيادة كوريا الشمالية لإنتاج الصواريخ والأسلحة رغبتها في تعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية، وتظهر استعدادها للتصدي لأي عدوان محتمل من جانب الولايات المتحدة أو حلفائها، وتشير إلى عزمها على عدم التخلي عن برنامجها النووي.
وهذه التطورات تزيد من حدة التوترات في شبه الجزيرة الكورية، وتقلل من فرص التفاوض والحوار بين الأطراف المعنية، وتزيد من خطر اندلاع نزاع عسكري مفتوح قد يؤدي إلى كارثة إنسانية وبيئية.