تجرى اليوم السبت مراسم دفن جثمان الشاب ذو الأصول الجزائرية نائل المرزوقي، الذي قتل قبل عدة أيام على يد أحد رجال الشرطة في فرنسا، وذلك حسبما ذكرت مصادر مطلعة في بلدية نانتري بغربي العاصمة الفرنسية باريس الجمعة.
فرنسا تحترق ودعوات للتهدئة
ووقع حادث إطلاق نار دامي في ضاحية نانتري بباريس الثلاثاء الماضي، نتجه عنه مقتل الشاب نائل المرزوقي على يد شرطي أثناء محاولة لتوقيفه؛ مما فجر موجة غضب عارمة صحبها احتجاجات وأعمال عنف واسعة في فرنسا، وسط توجيه اتهامات للشرطة باستخدام القوة المفرطة.
واندلعت أعمال شغب في منطقة باريس الكبرى، ومدن فرنسية أخرى، بل إن الأمر طال بلجيكا المجاورة منذ ذلك الحين.
وقالت السلطات الفرنسية الجمعة، إنها ستفرض قيودا على حركة المرور وخدمة النقل العام في منطقة باريس الكبرى بعد ثلاثة ليال على التوالي من أعمال الشغب، منذ حادث إطلاق النار الدامي من جانب الشرطة قبل ثلاثة أيام.
تحاول الحكومة الفرنسية احتواء العنف بعد ليلة ثالثة من أعمال الشغب والتخريب، في أعقاب مقتل الفتى نائل على يد شرطي، وذلك بحسب ما ذكرته يورو نيوز.
وأوضحت يورو نيوز، أن وزارة الداخلية الفرنسية، أمرت بتعبئة 45 ألف شرطي تحسبا لأية أعمال شغب.
ولا تزال المدن الفرنسية تشتعل غضبا رغم دعوات التهدئة والأمر بإيداع الشرطي، الذي أطلق الرصاص على الفتى نائل ذي 17 عاما رهن الحبس، بعدما شهدت عدة مدن فرنسية ليلة أخرى من أعمال الشغب تم فيها إحراق بعض وسائل النقل وبعض المحلات وسط حالة من كر وفر بين الغاضبين ورجال الشرطة الذين بلغ عددهم نحو 40 ألفا أمرت بنشرهم وزارة الداخلية الفرنسية.
غضب في الداخل الأوروبي
وقالت الدكتورة جيهان جادو عضو مجلس الحي بفرساي، إن الوضع في فرنسا في غاية الصعوبة على خلفية مقتل الشاب نائل الذي يبلغ 17 عاماً وهو ما أثار غضب الجالية العربية والمسلمة في فرنسا، وعلى خلفية ذلك قامت العديد من الاحتجاجات والمظاهرات وتم حرق الكثير من المؤسسات في المحافظة التي وقع بها الحادث.
وأضافت “جادو” – خلال تصريحات لـ”صدى البلد”، أن الحادث أثار بلبلة كبيرة أيضاً داخل أوروبا، حيث إن التعسف الذي استخدمته الشرطة الفرنسية كان ضخماً في مقابل الفعل الذي قام به الشاب، مشيرة إلى أنه من حق الشرطة إيقاف أي شخص مشتبه به، وهذا ما تم بالفعل، حيث إن الشاب استقل عربة دون رخصة قيادة وكان هناك اشتباه في وجود مواد مخدرة ولكن ردة فعل الشرطة كانت أكبر بكثير من الفعل، ومقتله أثار غضب الجاليات وفي فرساي تم حرق بعض المؤسسات الهامة في الدولة والمتاجر الخاصة تعبيراً على غضبهم.
وأكملت: لا بد على الحكومة الفرنسية والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استيعاب الموقف وتهدئة الوضع العام، وإذا تم استمرار الوضع على ما هو عليه ستتكبد فرنسا خسائر كبيرة للغاية وقد يتم تهدئة الموقف إذا تم اتخاذ إجراءات وتقديم اعتذار رسمي من قبل الحكومة الفرنسية.
وتابعت: هناك الكثير من الذين ينضمون للمتظاهرين ويلقون بمواد حارقة على الشرطة والمنشأت، نحن مع التعبير عن الغضب ولكن بشكل سلمي، وبالتالي يمكن تسميتها حرب شوارع في فرنسا.
تطبيق سياسة العصا الغليظة
من جانبه قال نزار جليدي الكاتب والمحلل السياسي، إن فرنسا تعيش على وقع وضع صعب جدا، وهناك مد وجذر بين الشباب المنتفض على السلطة وبين الشرطة التي تمارس السلطة من خلال العصا الغليظة مما جعل امر القطيعة بين الطرفين.
وأضاف الجليدي خلال تصريحات لـ”صدى البلد”، أن ما يحدث في فرنسا الآن يعيدنا إلى ذكريات 2005، ولكن الفارق هنا الشرائح التي انتفضت، واصفاً الطريقة الهولويدية التي قتل بها الشاب نائل هي التي أججت الوضع في فرنسا، متوقعا أن تكون الخسائر كبيرة.