يُشكّل ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد ظاهرة طبيعيّة تطال محيط العينين قبل ها من مناطق الوجه نظراً لرقتها، ولكن العمل على تأخير ظهور هذه التجاعيد والحدّ من تطورها ممكن وحتى موصى به من جانب خبراء العناية بالبشرة.
تتميّز منطقة محيط العينين بكونها أكثر رقّة من باقي مناطق الوجه، وهي فقيرة بالغدد الدهنيّة ومعرّضة لفرط في الحركة بانفعالاتنا مما يجعلها ترمش أكثر من 30 ألف مرة كل يوم. وهذا ما يُفسّر ظهور الخطوط والتجاعيد المبكرة عليها بغض النظر عن العمر أو نوع البشرة، عاديّةً كانت أو دهنيّة أو مختلطة. تترافق هذه العوامل عادةً مع تأثير الشيخوخة الطبيعية للجلد بسبب فقدان الإلستين والكولاجين من جهة، والتعرّض لعوامل خارجيّة مثل التلوث وأشعة الشمس من جهة أخرى.
أي مستحضرات تحارب تجاعيد محيط العينين؟
يوصي خبراء العناية بالبشرة بضرورة التمييز بين التجاعيد الناتجة عن الجفاف وتلك الناتجة عن الشيخوخة. وتعتمد الوقاية من النوع الأول على تبنّي روتين عناية تجميليّة يقوم على تنظيف محيط العينين يومياً بمزيل للماكياج أولاً ثم بمستحضر منظّف مخصّص لهذه المنطقة الحساسة من الوجه. يأتي بعد ذلك دور استعمال مستحضر مرطّب لمحيط العينين يكون غنياً بالحمض الهيالوريني. وتعتمد الوقاية من تجاعيد الشيخوخة المبكرة الناتجة عن التعرّض للتلوث وأشعة الشمس على استعمال كريم حماية من الشمس عند التعرّض المباشر للأشعة الذهبيّة.
يُشدّد الخبراء على ضرورة تطبيق مستحضرات العناية بمحيط العينين بحركات خفيفة وناعمة دون فرك أو ضغط شديد على هذه المنطقة الحساسة من الوجه. يكفي وضع كمية صغيرة من مستحضر العناية على العظام المحيطة بالعينين ثم تدليك هذه المنطقة من الزوايا الداخليّة باتجاه الخارج والتربيت بنعومة على الجفون للتأكد من نفاذ المستحضر إلى عمق البشرة.
وقاية طبيعيّة من التجاعيد
يُشير الخبراء إلى أنه يصعب التخفيف من حدّة تجاعيد الشيخوخة التي حفرت مكاناً لها على البشرة، ولكن يمكن التأثير بشكل واضح على التجاعيد الناتجة عن الجفاف من خلال اعتماد روتين تجميلي يركّز على تنظيف وترطيب البشرة يومياً بمستحضرات تناسب نوعها وتلبّي متطلباتها. ويمكن الاستعانة في هذا المجال بمكونات طبيعيّة أثبتت فعاليتها في مجال ترطيب محيط العينين:
الخيار
يتكوّن بنسبة 96% من الماء، وهو غنيّ بالفيتامينات من فئة C وE. تعمل دوائر الخيار لدى تطبيقها على محيط العينين على إزالة احتقان الجفون وتأمين حاجتها من الترطيب، ولكن تأثيرها في هذا المجال قصير الأمد وهو لا يطال تجاعيد الشيخوخة.
الأفوكادو
يُستعمل عادةً في الخلطات التجميليّة التي تعتني بالشعر، ولكنه مفيد أيضاً للبشرة نظراً لغناه بالفيتامينات من فئة B وE كما أنه يُنشّط إنتاج الكولاجين ويُحارب علامات الشيخوخة. ولكن يبقى مفعوله قصير الأمد. يمكن تطبيق هريسة الأفوكادو مباشرة على محيط العينين للاستفادة من خصائصها التجميليّة.
شرب المياه
يُشكّل شرب ما يكفي من الماء أحد العناصر الأساسيّة في أي روتين تجميلي، وتزداد حاجة الجسم والبشرة إلى الماء في فصل الصيف لتتراوح بين لترين وثلاث لترات من الماء يومياً حسب الظروف المناخيّة والنشاط الجسدي. يسمح استهلاك الماء في محاربة جفاف البشرة كما يؤخر ظهور التجاعيد.
النوم
يُعتبر الحصول على قسط كافٍ من النوم أحد العادات التجميليّة الضروريّة، وتتغيّر الحاجة في هذا المجال وفق السن والعوامل الفيسيولوجيّة. يوصي الخبراء بضرورة نوم البالغين ما لا يقل عن 7ساعات يومياً بهدف السماح للدماغ بأن يرتاح وللجسم بأن يستعيد حيويته. ويساعد النوم عادةً دماغنا في إنتاج الميلاتونين الذي يتمتع بفوائد عديدة للبشرة كونه يُنشّط أنظمة إصلاح ما تتعرض له من أضرار خلال النهار، وبالتالي يُساعد في مكافحة الشيخوخة. ويتسبّب عدم الحصول على الكفاية من النوم بظهور نتائج مزعجة على البشرة خاصةً في منطقة محيط العينين: هالات داكنة، جيوب، وجفاف يُسرّع في مظاهر الشيخوخة التي تطالها.
إخفاء تجاعيد محيط العينين
يعتمد إخفاء هذه التجاعيد بشكل تام على الاستعانة بحقن الحمض الهيالوريني، فهي قادرة على تعزيز اكتناز البشرة في محيط العينين وإخفاء تجاعيدها. تدوم نتائج الحقن عادةً حوالي 6 أشهر ومن الضروري أن يتمّ إجراؤه على يد طبيب اختصاصي بتطبيق هذه التقنيّة.