لعل ما يطرح السؤال عن هل أصلي بعد شروق الشمس مباشرة أم أنتظر ؟، هو أنه قرب أحد الأوقات التي نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة فيها، وهي ما تعرف بأوقات الكراهة ، وحيث إن صلاة الشروق هي من السُنن الشريفة ، فإن أفضل وقت لأدائها لايزال يحير الكثيرون خاصة أولئك الذين يعرفون فضل صلاة الشروق ويحرصون على هذه السنة النبوية الشريفة ، الواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، والتي حرص بل وحث عليها، لذا فإنه من أراد اغتنام فضلها العظيم عليه أن يعرف أحكامها وعلى رأسها هل أصلي بعد شروق الشمس مباشرة أم أنتظر قليلا؟ .
هل أصلي بعد شروق الشمس مباشرة
قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن صلاةٌ الشروق تُؤدَّى بعد طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح، أي بعد شروق الشمس بـ20 دقيقة تقريبًا، ويمتد وقتها إلى قبل الظهر بـ10 دقائق تقريبًا، منوهًا بأن إ المداومة على هذه العبادة التي تعد سُنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفعال الأوابين.
وأوضح “ الأزهر ” في إجابته عن سؤال: ( هل أصلي بعد شروق الشمس مباشرة أم أنتظر ؟)، أنها سُنة مؤكدة عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عند الجمهور، وهناك وقتًا محددًا لأدائها، يبدأ بعد الشروق بثلث ساعة الذي يكون موجودًا في نتيجة التقويم، وتصلى ركعتين، أما بعد هذا الوقت فتسمى صلاة الضحى ويمكن أن تؤدي أربع ركعات أو ثمانية أو 12 ركعة ، ويمتد وقتها إلى قبل صلاة الظهر بأربع دقائق.
متى صلاة الشروق
ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن هناك ركعتين، من يُصليهما فله ثواب عمرة تامة، وهي صلاة الشروق ، وطلوع الشمس يُسمى الشروق، وعندما ترتفع الشمس في السماء قدر رمح، والذي يُعادل ثلث ساعة تمامًا -عشرين دقيقة -، صلاة ركعتي الشروق لها أجر عمرة تامة، كما أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فقال: «مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثمّ قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتّى تَطْلُعَ الشمسُ، ثمّ صلى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ ، تامَّةٍ».
من فاتته صلاة الشروق
ورد فيه أن خروج صلاة الشروق عن وقتها الذي يبدأ من بعد شروق الشمس بـ15 دقيقة، وينتهي بدخول وقت الضحى ، لا يعني فواتها، حيث إن صلاة الضحى هي ذاتها صلاة الشروق ولكن ليس في أول وقتها، كما أنه يجوز قضاء السنن الرواتب من الصلوات ومنها صلاة الشروق، كما هو الراجح من أقوال الفقهاء، فقد ورد أنه من السُّنَّةِ المحافظة على أداء السنن الرواتب في أوقاتها المحددة كما وردت.
وقت صلاة الشروق
يختلف وقت صلاة الشروق عن الضحى رغم أنها نفس الصلاة و صلاة الضحى تجوز بعد الشروق في أي وقت إلى ما قبل أذان الظهر بـ 10 دقائق، وقد بيّن النبي -صلى الله عليه وسلم – وقتها ، حيث قال “صلاة الأوابين حين ترمض الفصال” وعدد ركعاتها أقلّه اثنتين وأقصاه ثمانٍ، بينما الشروق وسبب تسميتها كذلك أنها تصلى وقت طلوع الشمس أي عندما تكون على قدر رمح في السماء وحتى انتهاء الوقت الذي نهي عنه الصلاة فيه، وهي ركعتان، وإن حدث فانتقض وضوء المصلي فيها فإنّه يذهب ويتوضأ ويصلي كما لو أنّه لم ينتقض؛ لأنّ هذا أمر خارج عن إرادته والله تعالى جعل هذا الدين ميسرًا بعيدا عن العسر والتعقيد.
صلاة الشروق
صلاة الشروق هي نفسها صلاة الضحى، ولكنها تُسمّى صلاة الشّروق إن صُلّيَتْ بعد شروق الشّمس وارتفاعها قدرَ رمحٍ، وتسمى بصلاة الضّحى إن كانت بعد ذلك الوقت، وتسمى أيضًا: صلاة الأوابين هي صلاة تؤدى بعد ارتفاع الشمس قيد رمح، وقيل بعد مضي ربع النهار، وصلاة الشروق أحد أنواع صلاة النفل وحكمها أنها سنة مؤكدة عند الجمهور، خلافًا للقول بأنها مندوبه في مذهب أبي حنيفة، وأقلها ركعتان، وأوسطها أربع ركعات، وأفضلها ثمان ركعات، وأكثرها اثنتى عشرة ركعة.
صلاة الشروق هي من النّوافل التي داوم عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- وحثّ عليها الصّحابة –رضوان الله تعالى عنهم-، فقد رُوي عن أبي الدّرداء رضي الله عنه قوله: «أوصاني خليلي بثلاثٍ: بِصيامِ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ ، وألا أنامُ إلَّا علَى وِترٍ، وسُبحةِ الضُّحَى في السَّفرِ والحضَرِ»، وقد ورد في صلاة الشروق أسماء أُخرى، منها: صَلاة الضحى والإشرَاق.
صلاة الشروق قد سُمّيت بصلاة الإشراق والضحى بسبب وقت صلاتها، كما سُميّت بصلاة الأوابين، والأوابون هم التّوابون، وقد جاء في الصّحيح من قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يُصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويُجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضّحى».