أثار سؤال يقول صاحبه : “هل تسقط قوامة الرجل إذا أنفقت الزوجة على البيت؟” ،جدلاً واسعاً في الأيام الأخيرة، بعدما تحدث الشيخ سالم عبدالجليل، أحد قيادات وزارة الأوقاف السابقين، عن إمكانية سقوط قوامة الرجل إذا أصبحت الزوجة هي من تتولى النفقة.
وردّاً على هذا التساؤل، قدّم الشيخ مظهر شاهين، الداعية الإسلامي المعروف، رأيه الواضح في هذا الموضوع.
وقال شاهين، في بيان له، إن الحديث عن سقوط قوامة الرجل لمجرد أن الزوجة أنفقت على البيت أو ساهمت في المصاريف يعتبر “كلاماً غير موزون”.
واستدل بقصة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وزوجته السيدة خديجة رضي الله عنها، التي دعمت النبي بمالها في بداية دعوته، قائلاً: “هل سقطت قوامة النبي عليه الصلاة والسلام عندما وقفت بجانبه السيدة خديجة بمالها؟ فقد قال عنها: “وواسَتْني بمالِها إذ حرَمَني الناسُ”.
وأشار شاهين إلى أن القوامة ليست مجرد إنفاق، بل هي مسؤولية وتكليف من الله تعالى، لا تسقط إلا إذا امتنع الرجل كلياً عن الإنفاق على أسرته وترك كل مسؤولياته كرجل. وأضاف أن مساعدة الزوجة في مصاريف البيت تأتي في كثير من الأحيان من باب المشاركة والمحبة، وهو قرار تتخذه بعض النساء بإرادتهن الحرة ودون ضغط من أحد.
واستشهد شاهين بالآية الكريمة: ﴿ وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا﴾، موضحاً أن رضا المرأة بالتعاون في النفقة لا يعني أن دور الرجل ينتهي.
كما أكّد الشيخ شاهين أن القوامة لها أسس أعمق من مجرد الإنفاق، فهي تكليف من الله تتضمن المسؤولية والرعاية.
واستند إلى الآية الكريمة التي تقول: ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ ﴾، موضحاً أن القوامة تتأسس على التفوق المعنوي والتكليف من الله الذي اختار الرجال لهذه المسؤولية.
وأبرز شاهين أن الأنبياء جميعهم كانوا من الرجال وليس من النساء، مبيناً أن هذا الاختيار له علاقة بقدرة الرجل على تحمل تبعات المسؤولية الجسيمة.
وخلص شاهين إلى القول بأن قوامة الرجل لا تسقط إلا في حال تخليه الكامل عن مسؤولياته تجاه أهله وأسرته، وأن هذا الفهم لا ينتقص من قدر المرأة، بل يدعم مفهوم الرعاية والحفاظ على حقوق الأسرة بشكل عام.