رغم مشاهد دمار البنى التحتية والبيوت وقتل 11 فلسطينيا وإصابة 100 آخرين في مدينة جنين ومخيمها، جراء العدوان الإسرائيلي المستمر عليهما منذ أمس الإثنين، تساءلت وسائل الإعلام العبرية حول نسبة تحقيق جيش الاحتلال أهداف العملية العسكرية.
وزعم جيش الاحتلال، في بيان اليوم الثلاثاء، إنه حقق جزءا من أهدافه، وضبط أسلحة وعبوات ناسفة، واعتقال أكثر من 120 فلسطينياً، فضلاً عن الحديث عن 10 أهداف متبقية يسعى لتحقيقها، وأنه لم يترك مكاناً في جنين لم يعمل به.
وقالت وسائل الإعلام إن إسرائيل تريد أن تنسحب من جنين قبل تعقد الأمور، مشيرة إلى أن العملية حققت أهدافاً معينة، لكنها لن تحدث تغييراً جذرياً على أرض الواقع.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، إن أبرز الإنجازات التي حققها العدوان يكمن في أنّ قوات الاحتلال، وأجهزته الأمنية والاستخباراتية، بات يمكنها التحرك بحرية أكبر للقيام بعمليات عينية كما كان الحال في السابق، دون أن تتمكن المقاومة الفلسطينية من رصد تحركاتهم، في إشارة إلى الدمار الذي تسبب به الاحتلال في مخيم جنين، وتدمير البنية التحتية وكاميرات المراقبة، كما تخلصت القوات من العبوات الناسفة التي زرعت في أرجاء المخيم لاستهدافها.
وترى الصحيفة أن هذه العملية ستتيح لجيش الاحتلال تطبيق استراتيجية مستقبلية في شمال الضفة الغربية، تتمثل في القيام بعمليات عسكرية محدودة، ولكنها مكثفة ضد المقاومة.
واعتبرت الصحيفة أن من بين الإنجازات، اعتقال عشرات الفلسطينيين، وتدمير البنى التحتية للمقاومة في المخيم، لافتة إلى أنه ما زالت في المخيم كميات كبيرة من الأسلحة التي لم يتم الوصول إليها، ما يدل على أن هذه العملية سيتبعها عمليات أخرى”.
وحذرت الصحيفة من أن زيادة الاحتكاك داخل المخيم قد تشكل خطرا وينقل العملية من الجانب الإيجابي، إلى الجانب السلبي.
من جهتها قالت صحيفة “معاريف”، إن جيش الاحتلال يقترب من تحقيق أهداف الحملة العسكرية المحدودة في مخيم جنين كما حُددت من قبل المستوى السياسي.
وأضافت الصحيفة العبرية أن من ضمن الأهداف، مساهمة التحقيقات التي أجرتها أجهزة الاحتلال مع المعتقلين الفلسطينيين، بتوفير معلومات، يرى أنها ستضيف إلى ما ينقص الاحتلال من معلومات استخباراتية.
من جانبه، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي سابقا مائير بن شبات، إن العملية العسكرية في جنين مهمة، وكان لا بد منها، لكنها لن تغير الواقع بشكل عام في المنطقة.
وأضاف بن شبات أن الهدف الرئيس لأجهزة الأمن الإسرائيلية هو إحداث أكبر قدر من الضرر بقواعد المقاومة، مع الحدّ الأدنى من المخاطر على قوات الاحتلال، ودون إدخال ساحات إضافية إلى العملية (سواء غزة أو جبهات أخرى).
وأضاف أن “التحدي الآخر للمؤسسة الأمنية هو مراقبة وإحباط نوايا القيام بعمليات انتقامية من ساحات أخرى أثناء القتال في جنين”.