يبحث الكثيرون اليوم عن حقيقة هل صيام أول يوم في العام الهجري سنة أم بدعة ؟، حيث يعرفون فضل هذا اليوم من كل عام ، وكذلك فضل الصيام ، بالإضافة إلى حرصهم على اتباع هدي النبي -صلى الله عليه وسلم – والاقتداء به والالتزام بنوافله و سننه ، ولعل ما يطرح لعل سؤال صيام أول يوم في العام الهجري سنة أم بدعة؟، أننا نشهد في هذه اللحظات بداية السنة الهجرية وغرة شهر المحرم اليوم الأربعاء ، حيث استطلعت دار الإفتاء المصرية هلال العام الهجري الجديدة وهلالَ شهرِ المحرم لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وخمسة وأربعين هجريًّا بعد غروب شمس أول أمس الإثنين التاسعِ والعشرين من شهر ذي الحجة لعام ألفٍ وأربعمائةٍ وأربعة وأربعين هجريًّا، الموافق السابع عشر من شهر يوليو لعام ألفين وثلاثة وعشرين ميلاديًّا بواسطة اللِّجان الشرعيةِ والعلميةِ المنتشرةِ في أنحاء الجمهورية، لتعلن أن اليوم الأربعاء هو غرة المحرم وبداية السنة الهجرية الجديدة 1445، وهو ما يطرح السؤال عن هل صيام أول يوم في العام الهجري سنة أم بدعة؟.
هل صيام أول يوم في العام الهجري سنة
جاء في إجابة سؤال هل صيام أول يوم في العام الهجري سنة أم بدعة ؟، أنه لم يرد نص ثابت في فضل صيام أول يوم من أيام محرم بخصوصه، لكن عموما الأدلة تدلُ على مشروعية صومه، فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم الترغيبَ في الإكثار من صوم المحرم حيث قال: “أفضل الصيام بعد الفريضة شهر الله الذي تسمونه المحرم”، أخرجَه مسلمٌ في صحيحه، وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصومُ ثلاثة أيام من أول كل شهر، فكان يصومُ السبت والأحد والاثنين من شهر، والثلاثاء والأربعاء والخميس من شهر، رواه الترمذي وقال حديثٌ حسن، وعليه فإن من صامَ أول المحرم على هذا الوجه وعملًا بهذه العمومات فهذا فعلٌ حسن، وأما اعتقاد أن له فضلًا يخصه فلا نعلمُ ما يدلُ على ذلك.
هل يجوز صيام أول يوم في العام الهجري
ورد عن هل يجوز صيام أول يوم في السنة الهجرية ؟ أنه يجوز التطوع بصيام أول يوم من أيام شهر الله المحرم، الذي هو أول شهر من شهور السنة الهجرية، ويستحب الإكثار فى هذا الشهر من الصوم لحديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( افضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل )) رواه مسلم.
فضل الصيام في المحرم
فضل الصيام في المحرم، ورد فيه أن شهر المحرم هو أول شهرٍ من الأشهرِ الهجرية، وأحدُ الأشهر الأربعة الحرم، وأفضلها، فالصوم فيه يلي في الفضل صومَ شهر رمضان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ، بَعْدَ رَمَضَانَ، شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلَاةُ اللَّيْلِ» أخرجه مسلم، كما حدث فيه أمر عظيمٌ ونصرٌ مبينٌ، أظهر الله فيه الحق على الباطل؛ حيث نجَّى فيه موسى _عليه السلام_ وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فهو يوم له فضيلة عظيمة، ومنزلة قديمة.
فضل الصيام في المحرم، ورد فيه أن شهر المحرم يشتمل على يوم عاشوراء، الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن صيامه يكفر صيام سنة ماضية، وكان صلى الله عليه وسلم يتحرى صيامه، عن ابن عباس _رضي الله عنهما_ قال:” ما رأيت النبي _صلى الله عليه وسلم_ يتحرى صيام يوم فضَّله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء..”، متفق عليه.
كيف استقبل العام الهجري الجديد
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه لابد علينا في بداية عام جديد، أن نستفتحه بذكر الله تعالى، ونعايش الذكر ونفتح صفحة جديدة مع الله، ومن ذلك ما نذكره مرارا وتكرار وسنظل على ذلك إلى ما شاء الله الكلمات العشر الطيبات: «سبحان الله ، الحمد لله ، لا إله إلا الله ، الله أكبر، لا حول ولا قوة إلا بالله ، استغفر الله ، توكلت على الله ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله».
وأوضح “ جمعة ” أنه تعد هذه الأذكار برنامجًا صالحًا لأن تطبقه من ذلك اليوم الجديد في الشهر الجديد في العام الجديد ، فيجب أن تعيش هذه العشر وأن تتدبر فيها وأن تعلم أن استغفارك إنما هو هجرة، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد الفتح يقول: «لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية» ويقول -صلى الله عليه وسلم- : «من هاجر في سبيل الله ولو شبرًا من الأرض»، فالهجرة انتقال من حال ردي إلى حال مرضي، فإذا كانت الهجرة كذلك فهاجر وسِح في ذكر الله ، وتعلم انخلاعك من الذنب وهجرتك إلى الله سبحانه تعالى ، توكل على الله لا بالكلام ولا بالألفاظ بل بالمعيشة في التوكل على الله ومن توكل على الله كفاه ،من جعل ربه حسيبه فإنه لا ينظر إلى دنيا من حوله ولا يعتمد على أشخاص هم أحوج الناس إلى غيرهم؛ فكل الناس يحتاج إلى ربه وهم لا يملكون شيًئا من أمر أنفسهم فكيف يملكون لك نفعًا أو ضرا أو حياةً أو موتا أو رزقًا أو غير ذلك من المبتغى؟!.
ونصح: و ينبغي عليك أن تعيش في هذا البرنامج ، ويتحول كلامك وفعلك إلى حياة تشعر بقلبك فيها حال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع ربه وما أراد أن يبلّغنا إياه؛ فإذ بينابيع الحكمة تتفجر من قلبك، وإذ بالحجب تتساقط عن عقلك وفؤادك حجابًا بعد حجاب، وإذ بك تقرأ القرآن قراءةً جديدة ، وتسمع أحاديث سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسماع جديد مختلف عن ذلك الذي تعودته من قبل أن تدرك بعض حاله صلى الله عليه وآله وسلم مع ربه، عيشوا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.