أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه لا مانع شرعًا من تأجيل الإنجاب لفترة مؤقتة، إذا اتفق الزوجان على ذلك بسبب عدم قدرتهما الحالية على تحمل مسؤولية تربية الأبناء ورعايتهم بالشكل الذي يرضي الله تعالى.
وأكدت الدار أن الشريعة الإسلامية لم تلزم المسلمين بإنجاب عدد معين من الأولاد، لكنها حضّت القادرين على التزوج والتكاثر، استنادًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم»، وهو ما رواه أبو داود والنسائي.
وفي المقابل، بينت الإفتاء أن من لم تتوافر له القدرة على الزواج أو تحمل تبعاته من الناحية الاقتصادية، فعليه أن يصبر ويستعفف، كما أمر الله في قوله تعالى: ﴿وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله﴾ [النور: 33]، ويرشد إلى الصوم كوسيلة لضبط النفس، كما جاء في الحديث الشريف: «ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء».
وأضافت دار الإفتاء أنه إذا غلب على ظن الزوجين عدم الاستطاعة حاليًا للقيام بواجبات الأبوة والأمومة على الوجه المطلوب، فلا مانع شرعًا من تأجيل الحمل بشكل مؤقت باستخدام الوسائل المشروعة، طالما أن ذلك يتم بالتراضي بين الطرفين، حفاظًا على استقرار الأسرة وتجنبًا للوقوع في المشقة والضرر، استنادًا إلى قوله تعالى: ﴿لا تكلف نفس إلا وسعها لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده﴾ [البقرة: 233].
وختمت الفتوى بالتأكيد على أن الطفل حين يأتي يجب أن يكون مصدر سعادة لأسرته، سليم البدن، مستقيم السلوك، سوى التفكير، نافعًا في دينه ودنياه، أما إن جاء إلى حياة لا يجد فيها مقومات العيش الكريم، فقد يتحول إلى عبء على أسرته ومجتمعه.
