فتاة أو سيدة الفستان الأزرق لقب نالته إحدى الفتيات التي ظهرت في مقطع فيديو ترقص بشكل عفوي في فرح إحدى صديقاتها، حيث تعرضت لانتقادات لاذعة بسبب طريقة رقصها وهي ترتدي الحجاب، ولم تكن تلك الواقعة الأولى من نوعها بشأن رقصات لبعض المحجبات أثارت الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
حكاية سيدة الفستان الأزرق
وظهرت الفتاة أو السيدة ترتدي فستانًا أزرق، في فرح إحدى صديقاتها، ومن شدة الفرحة اندمجت الفتاة مع الموسيقي وشرعت في الرقص بطريقة عفوية، في وصلة رقص طويلة ومثيرة لاقت رواجا واسعا، وأثارت جدلا كبيرا خاصة بعد تداول عدة مقاطع لها وبثها على موقع التواصل الاجتماعي، وتحديدا “تيك توك”.
وتصدرت سيدة الفستان الأزرق تريند مصر على مواقع التواصل الاجتماعي وسط تساؤلات عن ماهية الفتاة التي رقصت بشكل مثير في زفاف صديقتها، وتبين أنها تدعى “ي” من مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، التي أثار برقصها الكثير من التعليقات السلبية والانتقادات عند نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي.
وعلقت المحامية والناشطة النسوية نهاد أبو القمصان، على الفيديو المنتشر لفتاة ترقص بعفوية في فرح صديقتها، والانتقادات التي تعرضت لها الفتاة، قائلة: “حد بيقولي إنتي متابعة البنت أم فستان أزرق، وأنا معرفهاش ففتحت الفيديو لقيت بنت قمر بترقص في فرح صاحبتها بمنتهى التلقائية والسعادة، والفرجة على الفيديو مبهجة جدا، لأنها بترقص الرقص المصري الأصيل”.
وعن الانتقادات التي تعرضت لها الفتاة أو سيدة الفستان الأزرق، أشارت الناشطة : “شوفت كمية انتقادات وقحة للفتاة، والتعليقات كلها مش كويسة، والحقيقة أعداء الفرحة دول، ميعرفوش أن الرقص أداة من أدوات التعبير، وفي الحقيقة المصريين أصلا دايما بيعبروا عن فرحهم من خلال الرقص، وانتوا بتعاقبوها عشان محجبة”.
تعرض فتاة الفستان للتحرش
ووجّهت “أبو القمصان” رسالة دعم إلى فتاة الفستان الأزرق، قائلة: “البنت إللى اتهاجمت دي ملهاش ظهر، لكن لو طلبت مني هقدم لها بلاغات وهجيب حقها هعمل كده، والشباب اللي بتاهجم البنت حجتهم أنها طالما نشرت الفيديو حقها تتشتم، لكن اللي بيحصل ده تنمر وتحرش، وعقوبة كل ذلك تصل إلى 5 سنين سجن”.
ودعمت المحامية والراعية النسوية الفتاة مؤكدة من خلال فيديو بثته على حساباتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي: “كنتي قمر ومبهجة، وصاحبتك قمرين، ومبهجين وربنا يسعد قلبكم، وعاوزاكي تتواصلي معايا عشان نربي الناس دي”.
ولفتت “أبو القمصان”، إلى أنّ المتحرشين على مواقع التواصل الاجتماعي يخافون التعرض لأي فتاة تستطيع الدفاع عن نفسها، معلقة: “لما سألت حد ليه مش بتهاجم البنت المتحررة، فرد قائلا: أخاف تلف وتشبشب لي”.
ووجهت المحامية رسالة إلى فتاة أو سيدة الفستان الأزرق وكافة الفتيات المصريات اللاوتي يتعرضن للابتزاز عبر السوشيال ميديا، قائلة: “أنت جميلة ورقصك حلو ومبهج، وأي حد ينتقدك اضربيه بالجزمة، وحرري محضر ضده عند مباحث الإنترنت”، مردفة: ”الإخوان كانوا عاوزين بنات مصر يلبسوا السواد ولما فشلوا في تهييج الشعب على ارتفاع الأسعار لجأوا لانتقاد الفتيات”.
وكشفت أنّ دراسة سوسيولوجية أعدها المركز المصري لحقوق المرأة، في يناير 2013 بعوان “غيوم في سماء مصر.. من المعاكسات الكلامية حتى الاغتصاب” تناولت ظاهرة التحرش الجنسي، وتوصلت إلى أنّ المحجبات أكثر أنواع النساء تعرضًا للتحرش في مصر.
عقوبات التحرش في القانون
ونص قانون العقوبات المصري على توصيف التحرش في المادة (306 مكرر “أ”) التي تقول: “يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه ولا تزيد على خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، كلُّ مَن تعرَّض للغير في مكان عام أو خاص أو مطروق، بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية، سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل، بأية وسيلة؛ بما في ذلك وسائل الاتصالات السلكية أو اللاسلكية”.
وتكون العقوبة: “الحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرة آلاف جنيهًا، وبإحدى هاتين العقوبتين إذا تكرر الفعل من الجاني من خلال الملاحقة والتتبع للمجنيِّ عليه، وفي حالة العودة تُضاعَفُ عقوبتا الحبس والغرامة في حديهما الأدنى والأقصى”.
وتنص المادة (306 مكرر “ب”)، التي تقول: [يُعَدُّ تحرشًا جنسيًّا إذا ارتكبت الجريمة المنصوص عليها في المادة (306 مكرر “أ”) من هذا القانون بقصد حصول الجاني من المجني عليه على منفعة ذات طبيعة جنسية، على أنه “يعاقب الجاني بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن عشرة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين”.
وإذا كان الجاني ممن نص عليهم في الفقرة الثانية من المادة (267) من هذا القانون أو كانت له سلطة وظيفية أو أسرية أو دراسية على المجني عليه أو مارس عليه أي ضغط تسمح له الظروف بممارسته عليه أو ارتُكِبَت الجريمة من شخصين فأكثر أو كان أحدهم على الأقل يحمل سلاحًا تكون العقوبة “الحبس مدةً لا تقل عن سنتين ولا تجاوز خمس سنين والغرامة لا تقل عن عشرين ألف جنيه ولا تزيد على خمسين ألف جنيه”.
من جانبه استبعد محمد ثروت المحامي بالنقض، عدم معرفة الفتاة بواقعة التصوير خاصة وأنها في حفل زفاف، وهناك هوس لدى البعض بالتصوير، مؤكدا أن الفتاة من حقها مقاضاة كل من تعرض لها بالإساءة أو خاض في عرضها.