أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالدعاء للموتى وبرهم ، ولعل هذا ما يطرح سؤال عن هل يجوز عمل جلسة ذكر في سنوية المتوفي أم أنها بدعة؟ باعتبارها من أفضل الهدايا التي تصل إلى المتوفي وتبدل عذاب قبره بنعيم ، إلا أن هناك بعض الدعاوى التي تشير إلى مثل هذه الأمور من سنوية الميت من البدع ، وهذا ما يطرح سؤال: هل يجوز عمل جلسة ذكر في سنوية المتوفي ؟، بل ويجعل ومنه مسألة مثيرة للاهتمام .
هل يجوز عمل جلسة ذكر في سنوية المتوفي
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه يجوز قراءة القرآن وإقامة مجالس الذكر في سنوية المتوفى،منوهًا بأن فيها لجوء إلى الله تعالى بقلوب ضارعة وفيها وفاء وطلب رحمة وعبادة وفعل خير مستشهدًا بقول الله تعالى {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}الآية 77 من سورة الحج.
وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: (هل يجوز عمل جلسة ذكر في سنوية المتوفي ؟، فقد توفى والدي فأريد أن أقوم بمجلس ذكر وقراءة للقرآن في سنويته فهل في ذلك شيء؟ )، أنه على الإنسان أن يقرأ القرآن دائما ويحرص على ذكر الله دائمًا .
وأضاف أنه يجوز له جمع الناس لكي يختموا معه القرآن الكريم، ويقوم بعمل فتة ولحمة ومرقة”، لما جاء في ذلك بحديث ورد وعن عبدِاللَّهِ بنِ سَلاَمٍ، أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- قالَ: “أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشوا السَّلامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصَلُّوا باللَّيْل وَالنَّاسُ نِيامٌ، تَدخُلُوا الجَنَّةَ بِسَلامٍ”. رواهُ الترمذيُّ
ونبه إلى أنه يجب على الإنسان أن يعمل الخير، فهذا الأمر يكون به التعبد وكذلك اللجوء إلى الله بقلوب ضارعة، مستنكرًا من ينكر على المسلمين مثل هذه التصرفات، قائلًا: الناس التي تحكم على ذلك بالبطلان هم اللي خلوا الدنيا سوداء، و يجب على المسلمين اعتبار الدنيا مزرعة للآخرة، لقول الله سبحانه وتعالى {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}الآية 64 من سورة العنكبوت .
هل يجوز وهب ثواب التسبيح والذكر للميت
أجاب عنه الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال : (هل يجوز وهب ثواب التسبيح والذكر للميت ؟ هل يجوز التسبيح وذكر الله وأهب الثواب لوالدتى المتوفاة ؟)، بأن من العلماء من قال تجوز هبة الثواب عامةً كصوم النافلة أو التصدق أو قراءة القرأن وذكر اللهعز وجل .
حكم الذكرى السنوية للمتوفي
ورد أنه يجوز عمل حلقات الذكر لقراءة القرآن وترديد الأذكار ووهب ثوابها للميت وذلك في السنوية أو في أي يوم من أيام العام، كما يجوز عمل ختمة للقرآن الكريم ووهب ثوابها إلى الميت، وقال الله تعالى «وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» الآية 77 من سورة الحج، ويُستحب إطعام الناس خلال حلقات الذكر ووهب ثوابه للميت أيضا، فلا مانع شرعي في كل ذلك لأنها أعمال خير وبر ثوابها كبير.
حكم إطعام الطعام في سنوية المتوفي
ورد أن من يريد أن يخرج طعاما في ذكرى وفاة والده أو أحد ممن توفوا، فيجوز ولا حرج في ذلك، باعتبار هذا من الأمور الحسنة، لذا فإنه عن سؤال «هل إخراج الطعام في ذكرى الوفاة بدعة؟»، أن هذا من الأمور الداخلة في عموم قوله تعالى «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا»، فهذا من الأمور الحسنة التى يفعلها الإنسان لأنه من جملة المأمور به شرعًا.
وجاء أيضًا في هذه المسألة: ننصح هؤلاء في هذا الوقت بأن لا يجددوا الأحزان بل يكون القصد هو أن إخراج الطعام لهؤلاء الفقراء إنما هو بقصد أن يوهب الثواب بهذا العمل الصالح للمتوفى ولا بدعة فيه”.
هل يجوز إحياء ذكرى وفاة
، ورد فيه أنه ليس هناك وقت معين للدعاء للوالدين فهذه مسألة مفتوحة، فالدعاء للوالدين طوال السنة وليس هناك شيء يسمى سنوية للمتوفى فهى عادة فرعونية قديمة وليست من عادات أو سنن الإسلام، لكن فى المقابل كانت هناك سعة فالرسول صلى الله عليه وسلم يأمرنا ببر الوالدين والدعاء لهم وزيارة قبورهم وعمل عمرة وأعمال أخرى، وإذا كان الإنسان لم يفعل أعمال بر لوالديه فعليه أن يفعل لأن كل حسنة ثابتة لوالديه وثابته فى صفائح أعمالك وفى كتابك الذى يحاسبك الله سبحانه وتعالى عليه يوم القيامة برًا بالوالدين ورحمة بهما.