كنوز منطقة سقارة الآثرية لاتنضب، لتهدي ثروة جديدة لأبناء البعثة الآثرية المصرية اليوم عبر الكشف عن أكبر ورشتين للتحنيط إحداهما آدمية والأخرى حيوانية ومقبرتين وعدد من اللقي الآثرية.
خطفت منطقة آثار سقارة بجبانة الحيوانات المقدسة (البوباسطيون) للعام السادس ، أضواء الاكتشافات العلمية كصرحا تاريخيا وثقافيا ، لن يتوقف عن البوح بأسرارها فهناك العديد من الاكتشافات الأثرية القادمة ينتظرها العالم .
والكشف الآثري الذى لاقي صدى اعلاميا واسعا اليوم ، عبارة عن ورشتين للتحنيط تعودان لأواخر عصر الأسرة الـ 30 وبداية العصر البطلمي،ومقبرتين من عصري الدولتين القديمة والحديثة.
ورشة التحنيط الآدمية التي تم الكشف عنها عبارة عن مبنى مستطيل الشكل من الطوب اللبن مقسم من الداخل إلى عدد من الحجرات تحتوي علي سريرين للتحنيط الآدمي وتتراوح أبعاد السرير حوالي مترين طول ومتر عرض و 50 سم ارتفاع، وهو مكون من عدة كتل حجرية مغطى من أعلي بطبقة من الملاط بها ميول ينتهي بميزاب.
سقارة
اكتشف داخل الورشة على عدد كبير من الأواني الفخارية من بينها أواني على شكل إناء الحس منتشرة في جميع الحجرات والتي ربما كان يتم استخدامها في عملية التحنيط. كما تم الكشف عن بعض الأدوات والأواني الطقسية وكمية كبيرة من الكتان ومادة الراتينج الأسود المستخدمة في التحنيط، الأمر الذي يشير إلى أن عمليات التحنيط التي كانت تتم بتلك الورشة لأدميين.
كشف آثري جديد في سقارة
أما عن ورشة التحنيط الحيوانية فهي عبارة عن مبنى مستطيل الشكل مبني من الطوب اللبن يتوسطهما مدخل له أرضية من الحجر الجيري من الداخل مقسمة إلى عدد من الحجرات والصالات، حيث تم الكشف داخلها على عدد كبير من الأواني الفخارية وبعض الدفنات الحيوانية مختلفة الأشكال والأحجام كما عثر على بعض الأدوات الخاصة بالتحنيط الحيواني كالكتان وبعض الأدوات البرونزية.
كشف آثري جديد في سقارة
وتحتوي الورشة على 5 أَسرة من الحجر الجيري، وهي غائرة في الأرضية ومختلفة نسبيا عن تلك الأسرة الموجودة في ورشة التحنيط الآدمية، لافتا إلى أنه خلال دراسة اللقى الأثرية التي تم الكشف عنها داخل هذه الورشة تشير إلى أن الورشة كانت تستخدم على الأرجح في تحنيط الحيوانات المقدسة المرتبطة بالإلهة باستت.
وحول المقبرتين الأولى لشخص يدعي “نى حسوت با” وهو أحد موظفي عصر الدولة القديمة من الأسرة الخامسة (حوالي 2400 ق. م) ويحمل العديد من الألقاب الدينية والإدارية أهمها كبير عشرة الجنوب، مدير الكتبة، كاهن الاله حورس والالهة ماعت، والمسئول القانوني عن شق الترع والقنوات.
كشف آثري جديد في سقارة
أما المقبرة الثانية فهي لشخص يدعي “من خبر” من عصر الدولة الحديثة من الأسرة 18(1400 ق. م) وكان يحمل لقب كاهن الإلهة قادش وهي معبودة أجنبية من أصل كنعاني من منطقة سوريا كانت تعبد في مدينة قادش وعبدت في مصر في عصر الأسرة 18 وكانت المعبودة الخاصة بالخصوبة، وسيدة نجوم السماء عظيمة السحر.
كشف آثري جديد في سقارة
ومقبرة “ني حسوت با” هي عبارة عن مصطبة مستطيلة الشكل، مدخل غرفة الدفن بها يقع في الركن الجنوبي الشرقي للمصطبة، يبدأ بواجهة حجرية منقوشة من الجانبين تحمل مناظر لصاحب المقبرة وزوجته “تب ام نفرت”، ويعلو الواجهة نصوص هيروغليفية تحمل اسم وألقاب صاحب المقبرة وزوجته، وأسفل ذلك مناظر لحاملي القرابين. يؤدى المدخل إلى صالة عرضية أبعادها جدرانها مزينة بمناظر للحياة اليومية، والأحراش، والزراعة، وصيد الأسماك، وفي منتصف الجدار الغربي للصالة يوجد باب وهمى علي جانبيه مناظر جنائزية، وقوائم قرابين وذبح الأضاحي، ومناظر الحفلة الموسيقية.
كشف آثري جديد في سقارة
أما عن تخطيط المقبرة الصخرية أغلبها منحوت في الحافة الصخرية وبها جزء مبني من الحجر الجيري وهي تتكون من بوابة مبنية من الحجر الجيري عبارة عن كتفين وعتب منقوشين باسم والقاب لـصاحب المقبرة “من خبر” وزوجته وابنه، يلي ذلك صالة مربعة الشكل على جدرانها بقايا طبقة من البلاستر مرسوم عليها مناظر لصاحب المقبرة وزوجته جالسين أمام مائدة قرابين.
وقد عثرت البعثة على نيشة في الجدار الغربي من الناحية الشمالية يصل ارتفاعها إلى حوالي 130 سم بعمق حوالي 70 سم وعرض حوالى 50 سم، حيث عثر بداخلها على تمثال من الألباستر بحجم كبير بارتفاع حوالى متر، يصور التمثال لصاحب المقبرة جالس على كرسي ويرتدى باروكة شعر ويمسك بزهرة اللوتس بيده اليسرى على صدره. واليد اليمنى مفرودة على فخذه الأيمن ويرتدى رداءً طويلاً يمتد حتى الساقين ونقش على صدره وكتفيه 4 خراطيش ملكية يقرأ منها: تحتمس الثالث والرابع.
كما يوجد على جسم التمثال 3 أسطر من الكتابة الهيروغليفية ملونه باللون الأزرق في وضع رأسي تحمل اسم وألقاب صاحب المقبرة ، بالاضافة الي العثور على لوحة جنائزية من الحجر الجيري عليها نقوش، وأجزاء من بردية تحمل اسم صاحب المقبرة.
وعثر على عدد من اللقى الأثرية من بينها مجموعة من التماثيل الحجرية لشخص يدعى” نى سو حنو” وزوجته، وتماثيل من الخشب والحجر لشخص يدعى “شبسس كا” من عصر الأسرة الخامسة وتمثال حجري لزوجته، وتمثالين خشبين لسيدة تدعى “شبسسكا”، وتابوت من الخشب الملون على هيئة آدمية من عصر نهاية الدولة الحديثة وبداية عصر الإنتقال الثالث، ومجموعة من موائد للقرابين، وأبواب وهمية، ومجموعة من التمائم المصنوعة من الفيانس والأحجار، وتماثيل أوشابتى، وأجزاء من بردية، وقطع من البرونز، وجعارين، وأجزاء من أختام طينية، ومجموعة من الأواني الفخارية والأدوات التي كانت تستخدم في ورشة التحنيط، ومجموعة من الأواني الفخارية التي تحوى جبنة مصرية قديمة (جبنة الماعز ) 600 ق.م، وتماثيل خشبية للمعبود بتاح سوكر أوزير، ونواويس خشبية ملونة.