“لما علم جلالته بذلك ثار الفهد، وأقسم أنه لن يترك أي رجل من أولئك حيًا” وكانت هذه نص لوحة تذكارية للملك تحتمس الثانى الذى علمت بالصدفة البحتة إننى لهذه اللحظة لم أتحدث عنه بالرغم من أن أولى مقالاتى عن أجدادى الفراعنة كانت عن زوجته القوية الجميلة حتشبسوت التى اتهمها التاريخ بقتل زوجها والاستيلاء على عرشه فكيف لا أتحدث عنه إلى الأن ؟ هل هذا لأنى شخص قوية يفضّل التحدث عن الشخصيات القوية او أن التاريخ ظلم تحتمس الثانى أو تحتمس ظلم نفسه عندما تزوج من إمرأة قوية مثل حتشبسوت لا لا لا دا حوار كبير هيا بنا نتعرف على تحتمس الثانى زوج حتشبسوت لان نص اللوحة التذكارية يقول حديث أخر يعبر عن ملك قوى ذو شخصية فمن هو تحتمس الثانى !!!! .
هو ابن الملك تحتمس الاول والملكة موت نوفرت اعتلى العرش بعد موت والده وحكمه خلال 1493-1481 قبل الميلاد فهو رابع فرعون فى الأسرة الثامنة عشر ولقب بالروح العظيمة وقوى السلطة وذو ملكية إلهية وذو الشكل الكبير الموالى لرع ويقال أن الملك تحتمس الأول والد تحتمس الثانى كان لا يرغب بان يكون تحتمس الثانى هو والى عهده كونه من زوجة ثانوية بالرغم من أنه الذكر الوحيد المتبقى من أبنائه فكان يرغب بأن تتولى أبنته خليلة آمون درة الأميرات الملكة حتشبسوت عرش البلاد كونها من زوجة رئيسية فهى ابنته من الملكة أحمس ولكنه كان يعلم أن هذا التصرف غير شرعى فقام بتزويج تحتمس الثانى من أخته الغير شقيقة الملكة حتشبسوت وبذلك أصبح تولِّيه العرش في نظر الشعب شرعيًّا لا غبارَ عليه. وتدل كل الأحوال على أن هذا الزوج كان زواجًا رسميًّا، ليظهر أمام الشعب المصري أن على أريكة الملك فرعونًا، ولكن الواقع كانت حتشبسوت هي المسيطرة على البلاد فيما بعد لأنها كانت الوارثة الحقيقية للعرش.
هذا فضلًا عن أن تحتمس الثاني لم يُخلَق ليكون فرعونًا و كان تحتمس الثانى شابًّا أنيقًا طويل القامة، عريض المنكبين، و لكنه لم يكن قوي البنية، و كانت رأسه كبيرة تدل على أنه كان أكثر ذكاءً من والده المحارب العظيم، و كانت ملامحه تتفق مع ملامح أفراد العائلة فنشاهد فيها أسنان الفك الأعلى البارزة، والذقن الغائرة بعض الشيء، ويلحظ أنه وقت وفاته كان أصلع الرأس، وأن الشعر الذي كان باقيًا على رأسه كان شعرًا مستعارًا مجعدًا تجعيدًا مصطنعًا ليظهر طبيعياً وكان من مظهر الملك تحتمس يدل على أنه كان مرفه منعم فى الثراء فكان جمال أظافر قدمَيْه تدلعلى أنه كان يعتني بها اعتناءً بالغًا على عكس أخته وزوجه حتشبسوت ، التي كانت تدَّعِي الرجولة في معظم مظاهرها ، ليعترف بها ملك لمصر وكان تحتمس الثانى فى إنتظار والى العهد من حتشبسوت و رزق تحتمس الثانى من حتشبسوت بولد وبنتين و لكن يشاء القدر أن يتوفى الولد وهو طفل وبقيت البنتان وهما “نفرورع ، ومريت رع حتشبسوت ” و شاء القدر أن يرزق تحتمس الثانى بولى العهد ” تحتمس الثالث ” من زوجة ثانوية أخرى تدعى ” إيرة” وهى إحدى محظيات البلاط الملكى . وبالرغم من أن فترة حكمه قصيرة تقل عن خمس سنوات إلا أنها فترة شهدت إنجازات عظيمة للملك تحتمس الثاني بعد توليه الحكم قام بالقضاء على العصيان والتمرد في كوش بالنوبة وكان قد بدأ الخلاف بينه وبين زوجته القوية حتشبسوت، نظرًا للفارق الكبير بينهما وكانت حالته الصحية بدأت تسوء ولضعف شخصيته، ولقوة شخصية حتشبسوت وطموحها الكبير نحو توليها حكم البلاد منفردة ، ونتيجة لهذا الخلاف الذى نشب بينهما، يقال أن البلاد انقسمت إلى حزبين، وإنتشرت المؤامرات والخيانة ، مما أعطى للنوبيون الفرصة وخرجوا عن السيطرة المصرية من العام الأول من حكم الملك تحتمس الثانى ، وكانت هذه هى عادتهم فى إشعال الثورة واستغلال فرصة انتقال الحكم من ملك لآخر، واختبار قدرة الفرعون الجديد على السيطرة عليهم. و لكن تحتمس الثانى أرسل على الفور جيشًا إلى النوبة ليس بقيادته وهزم الثوار ، وأعاد الأمور إلى نصابها الطبيعى، وتم تسجيل هذا الحدث على لوحة تذكارية تمت إقامتها بين أسوان وفيله كما ذاكرنا فى بداية المقال .
وقد عمد أيضا على تأمين حدود مصر الشرقية ومناجم النحاس في سيناء، كما قام بحملة إلى سورية على البدو (شاسو) الذين يعيشون على الحدود السورية، وكانت فلسطين منطقة نفوذ المصريين وكان الحال فيها آمنًا على وجه العموم حيث أن المصريون لم يتدخلوا في شؤون عبادات سكان البلاد المفتوحة، وبالرغم من أن تحتمس الثانى لم يكن بعظمة وقوة الملوك السابقين إلا أنه أعطى العالم هدية عظيمة وهى أبنه الملك تحتمس الثالث والذى أنشأ أعظم وأقوى إمبراطورية فى العالم القديم. و ذكر بعض المؤرخين أن الملكة حتشبسوت هى من قتلت زوجها تحتمس الثانى للاستيلاء على الحكم بعدما فشلت في انجاب طفل منه يتولى الحكم من بعده ومن ثم يظل الحكم في يديها.
قام تحتمس الثانى وبشكل ملحوظ في توسيع وتجميل معبد الكرنك ، حيث نصب على وجه الخصوص مسلتين، وزوجا من التماثيل العملاقة، وبدأ إقامة البوابة الثامنة وأقام بعض المبانى في إسنا وفى معبد قمة نحت تمثالا لوالده تحتمس الأول وهو محفوظ الان بمتحف تورين .
ولكن الوقت لم يمهل تحتمس الثاني لإتمام مقبرته ومعبده الجنائزي في شمال مدينة هابو ، فقام تحتمس الثالث بتكملتها.
وتوفى 1479 قبل الميلاد و تم العثور على مومياء الملك تحتمس الثاني في خبيئة الدير البحري، غرب الأقصر عام 1881، وبالكشف على جسد الملك تبين أنه تُوفِّي عن عمر يناهز الثلاثين عاماً ، و أوضحت الأشعة السينية التي أجريت على المومياء أنها لرجل في الثلاثينيات من العمر، ويغطي جلده طبقة داكنة، لا يظن أنها مرض، ربما كانت ناتجة عن عملية التحنيط. كما عثر على الرجل اليمنى مفصوله تماماً عن الجسد. وعلى غير العادة في مومياوات الفراعنة، فإن أظافر الأيدى والأرجل كانت مقلمة ونظيفة.