دائما للحقيقة وجوه أخرى وحلقات مفقودة يجب أن نتوخي الحذر لمعرفة خفايا الامور الحقيقية حتي لا يظلم التاريخ أحدي ونتناقل حقائق مزيفة أو غير مكتملة .
قصة اليوم ليست من الزمن البعيد كالعادة وليست قصة مصرية إنما هي قصة من الزمن القريب قصة” نيرون” من هو نيرون وهل أحرق نيرون روما حقاً وما هو سبب هذا الحريق التاريخي؟ و لماذا حير هذا الحدث علماء التاريخ؟
وهل قتل نيرون والدته بالفعل ؟ وهل عزف نيرون علي الكمان أثناء حريق روما ؟! كل هذه الأحداث سوف نتعرف عليها وعلي حقيقتها ونجد لها إجابة صادقة من خلال سلسلة إعادة كتابة التاريخ وبعض تعديلات المؤرخ بسام الشماع وبعض علماء التاريخ المعاصر .
ولد نيرون او نيرو في 15 ديسمبر 37 م في مدينة أنتيوم بإيطاليا بالقرب من روما. كان والده جنايوس دوميتيوس أهينوباربوس قنصلًا لروما. و كانت والدته، أجريبينا الصغرى، كانت أخت الإمبراطور كاليجولا.
توج نيرون إمبراطورًا لروما في سن السابعة عشرة.
هو خامس وآخر أباطرة الروم من السلالة اليوليوكلودية وصل إلى العرش واتصف نيرون خلال فترة حكمة بانه رجل سيّء السمعة عبر التاريخ .
في يوم 18 من شهر يوليو في عام ٦٤ ميلادياً ساعدة الرياح العاتية في ذلك الوقت علي اندلع حريق هائل ضخم و مدمر للغاية في روما.
وجاء هذا الحريق الضخم و دمر جزءًا كبيرًا من المدينة .
و لكن هنا يبقي السؤال الذي سبق لنا في المقدمة وهو ما هو سبب هذا الحريق التاريخي؟ و لماذا حير هذا الحدث علماء التاريخ؟
و هل حقاً كما هو مشهور، ان الإمبراطور الروماني الشهير بأفعالة الغريبة نيرو او نيرون هو الذي أضرم النيران في المدينة ؟
وهنا حان وقت ظهور الحقيقة وإعلان براءة نيرون وذلك بالرغم من انه رجل مشهور بسوء السمعة وغرابة اطوارة و اضطرابه النفسي و الأفعال المشينة ولكن ليست كل افعالة حقيقة بدء الحريق من يوم 18 يوليو سنة 64م،لكن المفاجأة هي أنه لا يوجد أي دليل دامغ و برهان مؤكد على أن الإمبراطور الروماني نيرون هو من أشعل النار في روما .
و بدأ هذا الحريق الضخم في الأحياء الفقيرة بمنطقة جنوب تل بالاتين. واحترقت منازل المنطقة بسرعة كبيرة وانتشرت النيران شمالا نتيجة الرياح العاتية. وخلال فوضى الحريق، وردت أنباء عن عمليات نهب كثيفة. خرج عن السيطرة لمدة ثلاثة أيام تقريبًا كما كتب عالم في منظمة تاريخ القصة المعتبرة . و من نتائجة ان تم تدمير ثلاث مناطق بروما.
و لكن علماء الناشيونال جيوجرافيك أكدوا أن الحريق استمر ستة أيام و دمر عشرة من مناطق روما الـ 14 بالكامل؛ أربعة مناطق فقط لم يمسهم الحريق الهائل.
و قد اودا هذا الحريق بحياة مئات الأشخاص .و هنا جاء سؤال اخر وهو هل لعب الإمبراطور نيرون الكامنجة بينما كانت المدينة تحترق كما أرخ البعض؟ أو عزف على الكمان والكمان وهي ألة وترية نسميها الكامنجة أثناء احتراقها كما أرخ البعض في إشارة لاهمالة و غرابة اطوارة و اضطرابه النفسي.
وجاءت الإجابة لا بالتأكيد والدليل القاطع و الاسباب هي أولاً، لم يكن وجود للكمان في ذلك الوقت. وبدلاً من ذلك، كان نيرون معروفًا بموهبته في العزف على القيثارة وليست الكمان .
وعندما جاء سؤال هل أحرق نيرون روما عمدا؟ بعض العلماء أكدوا انه لم يحرق روما . لان نيرون في ذلك الوقت على بعد 35 ميلاً من روما .كان في وقت اندلاع النيران موجود في “أنتيوم”.
و الجدير بالذكر انه قد سمح باستخدام قصره كمأوى للمتضررين من الحريق الضخم .
و لكن لماذا التصقت الأشاعة بنيرو ؟وذلك جاء بسبب شخصيتة المضطربة وغرابة أطواره ، كما انه لم تكن تعجبه جماليات المدينة و قيل أنه استخدم الدمار الذي خلفته النيران لتغيير الكثير من ملامح روما ووضع قوانين بناء جديدة في جميع أنحاء المدينة.
كما قيل ان نيرون استخدم النار لقمع النفوذ المتزايد للمسيحيين في روما. و قد قام باعتقال وتعذيب وإعدام مئات المسيحيين بحجة أن لهم علاقة بالحريق.
وقال كاتب موقع مجلة الناشيونال جيوجرافيك انه في 18 يوليو سنة 64م، اندلع حريق في ملعب سيرك مكسيموس الضخم في روما، عاصمة إيطاليا الآن. وعندما تم إخماد الحريق أخيرًا بعد ستة أيام، كانت عشر مناطق من مقاطعات روما الأربع عشرة قد احترقت. وقد ألقى المؤرخون القدماء باللوم على إمبراطور روما سيئ السمعة نيرون، في هذا الحريق. ويقول مؤرخون آخرون إن نيرون أراد هدم المدينة حتى يتمكن من بناء قصر جديد. وقد ألقى نيرون نفسه باللوم على طائفة متمردة جديدة: المسيحيين. معظم المؤرخين المعاصرين لا يلومون نيرون على حريق روما العظيم. كانت روما القديمة مدينة يسكنها مليون شخص. يمكن أن يؤدي حريق في منزل واحد إلى اجتياح المبنى بأكمله بسرعة. حكم نيرون روما من 54 م إلى 68 م. إنه أحد أباطرة روما الأكثر شهرة و قد كان معروف بإعدام أي شخص لا يتفق معه، بما في ذلك والدته.
وذلك عندما أرادت والدة نيرون أن تحكم روما من خلال ابنها من خلال محولات منها في التأثير على سياساته والحصول على السلطة لنفسها. وعندما علم نيرون جن جنونة ورفض نيرو بشدة فغضبت والدته أجريبينا ومن هنا بدأت بالتآمر ضد أبنها نيرون . وعندما علم نيرو بتآمر والدته ضده قتل نيرو والدته بدون ان ترف له عين .
و قد بدأ نيرو كحاكم جيد، و ساعد في خفض الضرائب. ثم تحول مع الوقت إلى طاغية.
فبنى قصراً جديداً في المنطقة التي طهرتها النيران وذلك من اكد شائعات التاريخ في انه من حرق روما .
كان يطلق عليه “دوموس أوريا” أي القصر الذهبي و فعلا هو كان مغطي بالذهب و الصدف الذي سرقة الغوغاء عندما أسدل التاريخ الستار على نيرون .
كان هذا القصر الضخم يغطي مساحة تزيد عن 100 فدان داخل مدينة روما. و كان لديه تمثال برونزي عملاق يبلغ طوله 100 قدم لنفسه! و قد أطلق عليه إسم تمثال نيرو العملاق عند المدخل. كان إسمه اثناء الولادة وهو “لوسيوس دوميتيوس أهينوباربوس” .
و كان له المستشاران السياسيان الرئيسيان لنيرو هما المحافظ بوروس والفيلسوف سينيكا.
و الأمور التي أكدت أضطراب نيرون النفسي وغرابة أطواره هو قلته لزوجته الثانية بوبايا وذلك عندما قام بركلها في بطنها فوقعت جثة هامدة .
و يقال ان نيرون انتحر بعدها ويُطلق على العام الذي تلا وفاة نيرون اسم “عام الأباطرة الأربعة” حيث حكم كل من أربعة أباطرة مختلفين لفترة قصيرة خلال العام .
وجاءت أحداث اخري في حياة نيرون رواها لنا المؤرخ بسام الشماع وذلك من خلال دائرة المعارف البريطانية .
حيث قيل ان الولايات تعرضت للاضطهاد من أجل تغطية نفقات نيرون الباهظة على بلاطه، والمباني الجديدة، والهدايا لمقربيه؛ ويقال إن النفقات الأخيرة وحدها تزيد عن ملياري سيسترس، وهو مبلغ يعادل عدة أضعاف التكلفة السنوية للجيش.
ولذلك قامت ثورة ضد نيرون في بريطانيا قادتها الملكة بوديكا (بواديسيا) في عام 60 أو 61 م. واستمر التمرد في يهودا من 66 إلى 70. و حدثت مؤامرة على نيرون لجعل جايوس كالبورنيوس بيزوPeso إمبراطورًا في عام 65 م.
وكان المتآمرون متنوعين أعضاء مجلس الشيوخ، و فرسان، و ضباط، وفلاسفة، و ضباط العسكريين، لكن نيرون لم يذعر قط وقد أبعده العبيد عن الخطر بتحذيره من المؤامرات التي كانت تحاك بين أسيادهم عليه.
وذلك من بين 41 مشاركًا في مؤامرة بيزو Peso، مات 18 فقط (بما في ذلك سينيكا والشاعر لوكان)، إما بأمر أو بسبب الخوف؛ و تم نفي الآخرين أو العفو عنهم.
وقام نيرو بتحرير عدد من المدن اليونانية تكريما لماضيهم المجيد
و انتقده جايوس قائلا “لقد رأيته على خشبة المسرح،” جايوس يوليوس فينديكس يسرد :”يلعب دور النساء الحوامل و عبيد على وشك أن يواجهوا الإعدام”.
عند سماع أخبار الثورات التي تختمر في جميع أنحاء الإمبراطورية – ثورة الحاكم الإقليمي سيرفيوس سولبيسيوس جالبا في إسبانيا، وتمرد الحاكم الإقليمي جايوس يوليوس فينديكس في ليون في بلاد الغال (فرنسا)، وآخرين على الحدود الشرقية – كان رد فعله في غاية الغرور وذلك عندما ضحك فقط وانغمس في الضحك، في مزيد من عروض جنون العظمة بدلاً من اتخاذ الإجراءات اللازمة. في هذه الأثناء ولذلك انتشرت الثورة وجعلت الجحافل “جالبا” إمبراطورًا.
في النهاية،حكم مجلس الشيوخ على نيرون بالموت موت عبد: على الصليب وتحت السوط. وتخلى عنه الحرس الإمبراطوري وحارس قصره و اضطر نيرون إلى الفرار من المدينة.
وقيل وذلك علي حسب المؤرخ “سوتونيوس ان نيرون انتحر من خلال طعن نفسه في حلقه بالخنجر.
شعر الشعب الروماني والحرس الإمبراطوري لاحقًا بالندم لأنهم فقدوا مثل هذا الراعي الليبرالي.
لكن بالنسبة لرعاياه بشكل عام كان نيرون طاغية.
وبعد مرور خمسين عامًا على انتحار نيرون
نقل المؤرخ سوتونيوس رثاء نيرون الأخير لنفسه قائلا و هو يموت : “يا له من فنان يموت بداخلي!” .