قد تكون هيونداي من بين أحدث الشركات التي تصمم محركات كهربائية داخل “الكاوتش”، لكن شركة بورش كانت سباقة لهذا الابتكار منذ أكثر من قرن.
في عام 1900، صمم فرديناند بورش أول محرك كهربائي مدمج في محور العجلة، مما وضع حجر الأساس لتقنيات السيارات الكهربائية الحديثة.
بداية الابتكار: محركات داخل الكاوتش
في الرابع من أبريل 1900، تم الكشف عن سيارة “لوهنر-بورشه” في معرض باريس الدولي، والتي كانت مزودة بمحركات كهربائية داخل العجلات الأمامية.
تم تصميم هذه المحركات بالتعاون مع شركة جيسون لوهنر النمساوية خلال 10 أسابيع فقط، حيث وُلد كل محرك قوة 2.4 حصان، مما أتاح للسيارة بلوغ سرعة قصوى تبلغ 19.8 ميل/ساعة.
لم يقتصر الابتكار على المحركات، فقد تضمنت السيارة أيضًا نظام كبح رباعي العجلات، وهو أمر نادر في ذلك الوقت.
تطور التقنية: محركات هجينة وشاحنات كهربائية
استمرت بورش في تطوير محركات المحور بالتعاون مع لودفيج لوهنر، وابتكرت ثلاثة أحجام من المحركات بقوة تصل إلى 11.8 حصان.
استخدمت هذه المحركات في الشاحنات والحافلات والسيارات الهجينة، وكانت تعتمد على بطاريات الرصاص الحمضية، التي وفرت مدى يصل إلى 31 ميلًا.
ومن بين أبرز الإنجازات، كانت سيارة سباق كهربائية تعمل بنظام الدفع الرباعي تسمى “La Toujours Contente”، حيث زُودت بمحركات تنتج 13.8 حصانًا لكل عجلة.
السيارات الهجينة الأولى
في عام 1901، صُممت سيارة “Semper Vivus”، أول سيارة هجينة تجمع بين محركات المحور الأمامي ومحرك بنزين.
وعلى مدى السنوات التالية، أنتجت بورش حوالي 300 مركبة هجينة، شملت سيارات أجرة وسيارات ركاب خاصة، وحتى سيارات إطفاء في فيينا.
المحركات داخل العجلات في العصر الحديث
رغم مرور أكثر من قرن، لا تزال فكرة المحركات داخل العجلات قيد الدراسة. في عام 2023، زعمت شركة دونغفنغ الصينية أنها أول من طبقها في سيارة ركاب معتمدة بالكامل، رغم استخدامها سابقًا في سيارات مثل Lightyear 0 وLordstown Endurance.
كما تسعى شركات ناشئة مثل Aptera لتطوير مركبات ثلاثية العجلات فائقة الكفاءة بمحركات داخل العجلات.
أما براءات الاختراع الأخيرة من شركات مثل فيراري، هيونداي، وتويوتا، فتؤكد أن هذه التقنية تجذب اهتمامًا متزايدًا في صناعة السيارات.
لم تكن ابتكارات بورش في بداية القرن العشرين مجرد إنجازات تاريخية، بل ألهمت صناعة السيارات الكهربائية والهجينة التي أصبحت حجر الزاوية للتنقل المستدام اليوم.