قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن الله تعالى هو مولانا فنعم المولى ونعم النصير، هو يطعمنا ويسقينا ويشفينا ويحفظنا ويسترنا ويحمينا فله الفضل والنعمة وله الثناء الحسن الجليل.
الأخذ بالأسباب وحسن التوكل على الله إيواء إلى ركن شديد
وتابع وزير الأوقاف خلال خطبة آخر جمعة من محرم من رحاب مسجد الإمام الشافعي تحت عنوان اسم الله الولي: «كان نبينا يركن إلى ربه حيث يقول القرآن على لسانه صلوات الله وسلامه عليه: “إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196)”، موضحا: هذا سيدنا يوسف عليه السلام يقول: ۞ رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۖ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101).
وأشار وزير الأوقاف إلى مقولة الإمام الشافعي رضي الله عنه قائلاً: وصاحب هذا المقام الإمام الشافعي يقول : «أُحِبُّ الصالِحينَ وَلَستُ مِنهُم لَعَلّي أَن أَنالَ بِهِم شَفاعَه وَأَكرَهُ مَن تِجارَتُهُ المَعاصي وَلَو كُنّا سَواءً في البِضاعَه ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم»، مختتما بقوله تعالى:«أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ».
وشدد وزير الأوقاف: إذا كنت مع الله كان معك وإذا كان معك فلا عليك بعد ذلك من عليك أو بمن معك، يقول الشاعر: وإذا العناية لا حظتك عيونها … نم فالمخاوف كلهنّ أمان، مؤكداً : من أخذ بالأسباب وأحسن التوكل على الله فقد آوى إلى ركن شديد.
أولياء الله هم محبوه ومطيعوه
وقال وزير الأوقاف في مقال سابق تحت عنوان اسم الله الولي: من أسماء الله الحسنى الولي، ومنها الحميد، فهو سبحانه وتعالى “الولي الحميد”، فنعم الناصر ونعم المعين، مالك الملك، ومدبـر الأمر، يقـول سبحانـه وتعـالى: “اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”، فهو سبحانه وتعالى ولي الذين آمنوا، يتولى أمرهم كله: نصرهم وهدايتهم ومكافأتهم، فهو السميع دعاءهم المجيب لهم.
ويقول سبحانه على لسان نبينا (صلى الله عليه وسلم): “إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ”، ويقول سبحانه على لسان سيدنا يوسف (عليه السلام): “رَبِّ قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ”، ويقول الحق سبحانه على لسان سيدنا موسى (عليه السلام): “أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ”، وإذا كان الله وليك وناصرك ومَعك، فلا يضرك بعد ذلك مَنْ عليك ومَنْ معك.
وشدد على أن أولياء الله هم محبوه ومطيعوه، هم العابدون، والولاية الحقيقية هي التي تقوم على العلم، وعلى طاعة الله، وعلى إقامة الفرائض والبعد عن المعاصي، يقول الحق سبحانه: “أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ”، فالولي الحق مؤدٍّ للطاعات، وقَّاف عند حدود الله، لا يأكل إلا حلالًا، ولا يُطعم أهله إلا حلالًا.
ولفت الى أن الله سبحانه وتعالى هو الولي الحميد، الولي الذي تولى شئون جميع خلقه فاستحق الحمد لذاته، وهو الحميد في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله كلها، فله من الأسماء أحسنها، ومن الصفات أكملها وأعظمها وأتمها، وهو (سبحانه وتعالى) المستحق للحمد كله، المحمـود بكل لسان، وعلى كل حـال وفي كل حـال، في الشـدة والرخاء، في العسر واليسر.
وبين أن الحمـد نوعان، الأول: حمـد على إحسانـه لعبـاده، وعلى ما ساق إليهم من النعم، والثاني: حمد لجلال ذاته، فهو المستحق الحمد لأفضاله ولذاته سبحانه، فما أجمل الحمد وما أعظم ثوابه، يقول نبينا (صلى الله عليه وسـلم): “كَلِمَتـانِ خَفِيفَتـانِ علَى اللِّسـانِ، ثَقِيلَـتـانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ، سُبْحانَ الله وبِحَمْدِهِ، سُبْحانَ الله العَظِيمِ”.