أشار وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، إلى احتمال تقدم القوات البرية الإسرائيلية نحو رفح، وهي إحدى المدن الجنوبية الأخيرة في غزة التي لم تصل إليها القوات الإسرائيلية بعد. وقد أثار هذا الإعلان المخاوف، لا سيما في رفح، حيث لجأ عدد كبير من السكان إلى المأوى هرباً من الصراع الدائر.
وفي حديثه خلال زيارة للقوات في خان يونس، قال جالانت: “إننا نكمل المهمة في خان يونس، وسوف نصل إلى رفح أيضًا، ونقضي على كل إرهابي هناك يهدد بإيذاءنا”. ويظل من غير الواضح ما إذا كان هذا يشير إلى وجود هدف عسكري فوري أو بمثابة إظهار للعزم لدى الجمهور الإسرائيلي وحماس.
وبينما تنتظر إسرائيل رد حماس على إطار وقف إطلاق النار المقترح وإطلاق سراح المزيد من الرهائن الإسرائيليين، أكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن إسرائيل ستواصل القتال ضد حماس حتى تحقيق “النصر الكامل”. وعلى الرغم من الضغوط الداخلية والدعوات الدولية لوقف التصعيد، لا يزال نتنياهو ثابتا على تحقيق الأهداف المحددة للحملة العسكرية.
ووفقا لما نشرته نيويورك تايمز، دفع الوضع في خان يونس آلاف الفلسطينيين إلى الفرار جنوبا، ووصفت الأمم المتحدة الظروف المزرية. اشتد القتال في المناطق الحضرية في خان يونس حيث تستهدف إسرائيل قادة حماس الذين يعتقد أنهم يختبئون في الأنفاق تحت المدينة.
وقد أصبحت رفح، الواقعة على الحدود الجنوبية لقطاع غزة، منطقة مكتظة بالسكان، حيث يبحث ما يقرب من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة عن ملجأ هناك. إذا واصلت إسرائيل تقدمها نحو رفح، فإن سلامة المدنيين، الذين واجه الكثير منهم عمليات إجلاء متعددة، ستظل مصدر قلق كبير.
وأعرب ينس لاركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، عن قلقه العميق إزاء تصاعد القتال في خان يونس وتدفق النازحين من غزة المتجهين إلى رفح. وشدد على الأوضاع اليائسة في رفح واحتمال حدوث المزيد من التدهور.
إن إصرار نتنياهو على السيطرة على شريط من الأرض على طول الحدود الجنوبية لغزة مع مصر لهزيمة حماس يثير تحديات إضافية. وقد تؤدي هذه الخطوة إلى توتر العلاقات المصرية الإسرائيلية وإشراك مصر بشكل مباشر في الصراع، مما يثير التوترات بين البلدين.