حالة من الزخم السياسي صاحبت جولة الرئيس عبد الفتاح السيسي الإفريقية والتي شملت 3 بلدان، هي أنجولا وزامبيا وموزمبيق، والتي تعكس اهتمام مصر العميق بأفريقيا وحرصها على دعم أشقائها في القارة.
التعاون بين مصر وموزمبيق
وأكد الرئيس السيسي، أن مصر لديها خبرات جيدة فى مجال المشروعات المختلفة وخلال الثماني سنوات الماضية كان لها خطة استراتيجية طويلة متطورة فى كافة المجالات سواء الطاقة والنقل والمواصلات والتعليم والصحة، وكل ما يخص الدولة بمفهومها الواسع.
وأضاف السيسي، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس موزمبيق فيليب نيوسي: “هناك 5 آلاف شركة بتشتغل ولديها قدرات وتستطيع تقديم خبراتها إلى دولة موزمبيق لنقل جزء من هذه التجربة فى المجالات المختلفة إن كان هذا الأمر يناسبها”.
وتابع: “مصر تقوم عبر شركة المقاولون العرب ببناء سد جوليوس نيريرى فى تنزانيا وهو سد ضخم جدا، ولدينا الخبرات لعمل أى شىء قد يكون فيه فائدة تعود بالنفع على موزمبيق”.
وأكد: “بحثنا مع الرئيس الموزمبيقى ما يمكن تقديمه من مساعدة في المنطقة التي تشهد شكلا من أشكال الإرهاب في المستوى الصحي، وهذا الأمر سنكون مهتمين بالتنسيق فيه مع وزارة الصحة في موزمبيق لنرى ما يمكننا ان نقدمه في هذا المجال”.
وصل الرئيس عبد الفتاح السيسى، إلى العاصمة مابوتو في مستهل زيارته لموزمبيق، حيث أجرى مباحثات مع الرئيس الموزمبيقي فيليب نيوسي بمقر القصر الجمهوري بمابوتو، وهي أول زيارة على الإطلاق لرئيس مصري إلى مابوتو.
التعاون في مجالين مهمين
وصل السيسي إلى العاصمة الأنجولية لواندا في مستهل جولته الإفريقية، حيث أعرب الرئيس الأنجولي، چواو لورينسو، عن اعتزاز أنجولا بزيارة الرئيس السيسي، وهي الأولى لرئيس مصري في البلاد، مشيدا بدوره الفاعل في كمعالجة القضايا الأفريقية، مؤكدا عمق العلاقات التاريخية بين مصر وأنجولا، في مختلف الأصعدة، خاصة النواحي الاقتصادية والتجارية.
من جانبه، أكد الرئيس السيسي، الأهمية التي توليها مصر لتعظيم التنسيق والتشاور مع أنجولا، فيما يتعلق بآليات العمل الأفريقي المشترك، سواء المؤسسية أو السياسية أو التنموية، بما يساهم في تحقيق النمو والاستقرار الذي تصبو إليه الدول الأفريقية.
وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على اعتزاز مصر بالعلاقات الأخوية مع أنجولا في أبعادها المختلفة، خاصةً ما يتعلق بدور مصر في دعم جهود التنمية عبر تقديم برامج الدعم الفني وبناء القدرات لإعداد الكوادر الأنجولية، مشيداً على وجه الخصوص بوتيرة النمو الاقتصادي التي تشهدها أنجولا كأحد النماذج الناجحة في القارة الأفريقية.
وشهد الرئيسان في ختام المباحثات التوقيع على مذكرتي تفاهم للتعاون في مجالي التعاون الأمني، والاستفادة من المياه الجوفية؛ وأعقب ذلك عقد مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيسين.
مجال مكافحة الإرهاب
كما كانت من ضمن جولات الرئيس السيسي، إلى زامبيا، في زيارة هي الأولى أيضاً من نوعها، لتشهد مشاركته في قمة الكوميسا وتسليم مصر رئاسة الكوميسا، كما والتقي بالرئيس الزامبي هاكيندي هيتشيليما، والذي رحب بالرئيس السيسي، مشيدا بالإنجازات التي تحققت تحت رئاسة مصر للكوميسا خلال الفترة الماضية، ومؤكدا حرص بلاده على تطوير علاقات التعاون مع مصر، ودفعها نحو آفاق أرحب من العمل المشترك.
وتطرقت المباحثات حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، وتم الاتفاق على أهمية تفعيل الآليات القائمة للتعاون بين الجانبين، والعمل على تطوير العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري بين البلدين الشقيقين، ودعم جهود التنمية الاقتصادية في زامبيا، لاسيما مجالات تطوير البنية التحتية من خلال الخبرات المتوفرة للشركات المصرية في هذا المجال، فضلاً عن تعظيم التعاون في قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والاستزراع السمكي والصحة.
وتناولت المباحثات آخر المستجدات والتطورات الإقليمية على المستوى القاري، فضلاً عن أهم الملفات المطروحة على جدول أعمال الكوميسا، خاصةً ما يتعلق بتعزيز الجهود القائمة لتحقيق التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي، حيث اتفق الجانبان على أهمية مواصلة العمل لتنفيذ الأهداف التنموية في مختلف المجالات المنصوص عليها في أجندة التنمية الأفريقية 2063، وكذلك التركيز على تنفيذ المشروعات القارية التي تمثل أولوية للدول الأفريقية، فضلاً عن تعزيز الآليات الأفريقية لإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، وتكثيف الجهود في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، ودعم الأمن والاستقرار في القارة الأفريقية.
لقاءات على هامش الكوميسا
التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس “لازاروس تشاكويرا”، رئيس جمهورية مالاوي، وذلك على هامش انعقاد قمة تجمع الكوميسا في العاصمة الزامبية لوساكا، وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي أن الرئيس أكد اعتزاز مصر بالعلاقات الثنائية المتميزة التي تربطها بشقيقتها مالاوي، مشيداً في هذا الصدد بدور مالاوي الفاعل بمنطقة الجنوب الأفريقي، ومشيراً إلى حرص مصر على العمل على تعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، لاسيما الاستثمار والتبادل التجاري وبناء القدرات للكوادر المالاوية.
كما التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع الرئيس ويليام روتو، رئيس جمهورية كينيا، وأشاد بالدور الحيوي لكينيا في تعزيز الأمن والاستقرار بالقارة، مؤكداً متانة العلاقات التاريخية التي تجمع بين الشعبين والبلدين الشقيقين، وحرص مصر على تعزيز تلك العلاقات على كافة الأصعدة، خاصةً على صعيد التبادل التجاري، وكذلك الاستثمارات المصرية في القطاعات الحيوية في كينيا لدعم جهودها التنموية، وأكد الرئيس “روتو” على وجود آفاق رحبة لتطوير التعاون بين البلدين في العديد من المجالات، لاسيما على الصعيد الاقتصادي، ومشيداً في هذا الإطار بنشاط الشركات المصرية في كينيا ومساهمتها في جهود التنمية، كما تناولت المباحثات تطورات قضية سد النهضة، إلى جانب سبل تعزيز التعاون بين دول حوض النيل.
أما عن دلالات هذه الجولة الإفريقية؛
في هذا الصدد أكد السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، أن زيارة الرئيس السيسي لثلاث دول افريقية جهد افريقي كبير تقوم به المؤسسة الرئاسية والدبلوماسية المصرية وهذا أمر مطلوب، موضحا أن مصر لها نهج خاص جدا في التعامل مع الدول الافريقية وهو النهج القائم على التنمية سواء عن طريق الاستثمار أو بناء قدرات بنية تحتية أو مشاركة في مجمعات اقتصادية.
وأضاف محمد العرابي، خلال تصريحات إعلامية، أن مصر تقوم بدورها الاستراتيجي المبني على المشاركة في التنمية بشكل مكثف وبشكل واضح من جولة الرئيس السيسي لثلاث دول افريقية، مستشهدا بإشادة افريقيا بالدور المصري ومستوى التعاون سواء أعضاء الكوميسا أو خارجها.
وتابع: إشادة افريقيا بدور مصر أمر مهم في علاقات مصر مع الدول الافريقية، وفي كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي بقمة الكوميسا وضع النقاط فوق الحروف وأدلى بجهود مصر في التعاون مع الدول الافريقية والامور الخاصة بالتنمية المستدامة حتى سنوات قادمة وهذا أمر مشجع ويوضح اهتمام مصر بافريقيا”.