يفتخر المواطن المصري بالإنجازات والمشروعات التي تقوم بها الدولة، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولا شك أنه يفتخر اليوم بأضخم مشروعين في الدلتا الجديدة، وهما أكبر نهر صناعي في العالم يمتد من 150 إلى 170 كيلومترا في قلب الصحراء الغربية لزراعة الدلتا الجديدة، والقناة المائية لري مشروع مستقبل مصر الزراعي.
وفي هذا الصدد، تشق مصر الصحراء لإنشاء أكبر نهر اصطناعي شمال غرب البلاد بجوار محطة الضبعة النووية ضمن المشروع المعروف بـ”مشروع الدلتا الجديد”.
أكبر نهر صناعي في العالم
وقرر الرئيس السيسي اقتحام الصحراء وتحويلها لأراضٍ زراعية بمشروع زراعة الدلتا الجديدة، بإنشاء أكبر نهر صناعي بالصحراء، بتكلفة تصل إلى 60 مليار جنيه، والمساحات المزروعة في مشروع مستقبل مصر، بقلب الصحراء بلغت 450 ألف فدان، حيث يتم إجراء معالجة ثلاثية لمياه الصرف الزراعي بأحدث الطرق العالمية.
وأوضح أن المشروع يمتد من مدينة الحمام حتى مناطق الدلتا الجديدة، مشددًا على أهميته في إطار العمل على تقليل فجوة الاستيراد وتحقيق التنمية المستدامة.
وتنفق مصر المليارات لإدارة منظومة رشيدة للمياه الزراعة، حيث يتم ضخ 11 مليون متر مكعب من المياه في النهر الصناعي، وذلك بواسطة 12 محطة رفع لضخ المياه في الأماكن المستهدفه في الدلتا الجديدة.
كما تستهدف الدولة زراعة 2.2 مليون فدان في الصحراء الغربية من خلال مياه النهر الصناعي، حيث إن هذه المساحة الهائلة التي سوف تُزرع تعادل 30% من مساحة الدلتا القديمة.
وتوفر القناة المائية والنهر الصناعي 17 مليون متر مكعب من المياه يتم ضخها في مشروع مستقبل مصر والدلتا الجديدة، وبعد 14 شهرا سيكون قد تمت زراعة 2.2 مليون فدان لصناعة طفرة في مستقبل مصر الزراعي.
ويقول عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والري، في تصريحات له، إن النشاط الزراعي في مصر خلال السنوات الأخيرة يمتد لتنفيذ عدة مشروعات قومية كبرى بينها مشروع زراعة مليون ونصف المليون فدان اعتماداً بنسبة 80% على المياه الجوفية غير المتجددة معظمها في الصحراء الغربية، والمشروع الثاني هو “الدلتا الجديدة” غرب الإسكندرية لزراعة 2,2 مليون فدان اعتمادا على المياه السطحية من فرع رشيد، ومياه الصرف الزراعي بعد معالجتها من خلال النهر الاصطناعي الذي سوف ينقل المياه من أكبر محطة “الحمام” وهي أكبر محطة للمعالجة في العالم، والتي سوف يتم الانتهاء منها خلال أسابيع، وجزء من المياه الجوفية.
بتكلفة تصل إلى 60 مليار جنيه
وأضاف شراقي: “يعد مشروع النهر الاصطناعي من أهم المشروعات المائية في السنوات الأخيرة من حيث الإنشاءات الهندسية والأهمية الاقتصادية، فهو عمل هندسي عملاق يتكون من ثلاث قنوات يتم إنشاؤها في ظروف مختلفة عن باقي قنوات الري في مصر، حيث ينقل المياه إلى مناطق صحراوية مرتفعة عن نهر النيل بأكثر من 100 متر”.
وأشار إلى أن: “القناة الأولى بطول 42 كم، منها 26 كم مواسير، 16 كم قناة مكشوفة لنقل حوالي 10 مليون متر مكعب من فرع رشيد ضمن مشروع مستقبل مصر الذي يمثل المرحلة الأولى من المشروع الكبير الدلتا الجديدة، بإجمالي حوالي 3,5 مليار متر مكعب سنويا لري حوالي 600 ألف فدان، بالإضافة إلى آبار مياه جوفية لري 450 ألف فدان باجمالي 1,05 مليون فدان، يوجد بها ستة محطات كبيرة لرفع المياه، كما أنه يعبر بحيرة مريوط بعمل هندسي من ردم أجزاء من البحيرة وضغطها ثم إقامة القناة ومحطة الرفع”.
ونوه إلى أن: “القناة الثانية تمتد بطول حوالي 170 كم من محطة الحمام لنقل 7 ملايين متر مكعب/يوم بإجمالي حوالي 2,5 مليار م3 غربا إلى جنوب الضبعة لري حوالي 800 ألف فدان منها 22 كم مواسير بطول 220 كم وقطر 3 م، 148 كم قناة مكشوفة مبطنة الجانبين والقاع، وبها 13 محطة رفع للمياه”.
وتابع شراقي: “القناة الثالثة ضمن مشروع “جنة مصر” وهي خطان للمواسير بطول 12 كم لري حوالي 64 ألف فدان، من محطتي معالجة مياه الصرف الجنوبية والغربية بمدينة 6 أكتوبر، وتحلية مياه جوفية مالحة من خلال 132 بئر جوفية، وعدد ثلاث محطات رفع للمياه”.
يهدف لتوصيل المياه للأراضي الزراعية
ويهدف هذا المشروع إلى شق “نهر صناعي” لتوصيل المياه اللازمة لزراعة مساحات واسعة من الصحراء الغربية، ويقع المشروع على الساحل الشمالي الغربي تحديدا عند منطقة محور الضبعة، حيث يتميز موقعه الاستراتيجي بالقرب من الموانئ والمطارات، ويستوعب المشروع الزيادة السكانية في الدلتا والوادي ويضيف 30% مساحات زراعية جديدة.
والتكلفة الإجمالية تبلغ 160 مليار جنيه، أما عن مصادر المياه المستخدمة في المشروع فهي المياه المعالجة ثلاثيًا من الري الزراعي، بالإضافة إلى مياه النيل التي تم نقلها من خلال ترعة عملاقة جار تنفيذها، بالإضافة إلى السحب من خزان المياه الجوفية بمنطقة غرب وجنوب العلمين بنسبة مدروسة.
جدير بالذكر أن الدولة تسعى بشتى السبل إلى زيادة الرقعة الزراعية، لتوفير الأمن الغذائى، وتحقيق الاكتفاء الذاتى من الغذاء، وسد الفجوة الغذائية، وذلك فى ظل الأزمة الغذائية التى تشهدها كثير من دول العالم فى الوقت الحالى، لذلك مضت الحكومة قدماً فى تنفيذ مشروع “الدلتا الجديدة”، والذى يستهدف بالأساس زيادة رقعة الأراضى الزراعية بالبلاد، وتأمين غذاء المصريين من السلع الأساسية، فى الوقت الذى تؤسس ضمنه أكبر نهر اصطناعى لإمداده بالمياه.