مرّت منذ أيام الذكرى المائة لميلاد الكاتب الصحفي الكبير الأستاذ محمد حسنين هيكل، الذى ولد في 23 سبتمبر من عام 1923م. الكاتب والروائي يوسف القعيد كان أحد هؤلاء الذي اقتربوا من الأستاذ، إذ استعاد معنا ذكرياته مع الأستاذ.
كيف كان لقاؤك الأول بالأستاذ هيكل؟
أتذكر أنه عندما صدرت روايتي”الحداد” أردت أن أهديها للأستاذ هيكل، كان وقتها يستقبل ضيوفه في مكتبه الخاص بعدما ترك جريدة الأهرام، وأخذت المعياد بالفعل للقاءه، وقد اكتشفت وقتها اهتمامه الغير عادي بالأدب، واكتشفت أنه لم يكن مجرد أهم صحفي في تاريخ مصر والمنطقة العربية بل إنه أيضًا مثقفًا كبيرًا ويعتني بالثقافة بشكل غير عادي. وقد استمرت لقاءاتي معه و تطورت، وأجريت معه حوارًا نشرته في كتابي «عبد الناصر والمثقفون والثقافة»، إذ كان الكتاب عن تجربة عبد الناصر الثقافية، من وجهة نظر هيكل وأيضًا من خلال الأحداث التي عاصرها و مرّ بها باعتباره كان شاهدًا على العصر.
كما أن هيكل حرص على الاقتراب من الشباب، إذ كان مشجعًا لهم، وكان يقول: هذا حقهم علينا لأنهم شباب يستحقوا منا كل الاهتمام، وهذا كان مبدأ حياته.
وماذا تعلمت من الأستاذ؟
تعلمت منه التنظيم وأن الوقت ثروة كبرى وتنظيمها مسأله لا تقل أهمية عن أي شئ في حياة الإنسان، وأن إيضاع الوقت الذي نعيشه حاليًا والتعامل مع الوقت علي أنه شئ لا قيمة له هو خطأ جوهري كبير يجب أن نحاربه وألا نستمر فيه.
كيف استقبل هيكل نبأ سفر السادات لإسرائيل.. كنت شاهدًا على الأمر..
كان يومًا مأساويًا بالنسبه له، وكان من الأيام الحزينة جدًا في حياته وقد ظل حتى آخر لحظة في عمره شديد الارتباط بالقضية الفلسطينية. كان محمود درويش، وسميح القاصم، إميل حبيبي من كبار الكتاب الفلسطين الكبرى، وقد كانت زيارتهم لمصر لا تخلو من زيارة الأستاذ هيكل ليتحدثوا معه.
كيف تقيم تجربة هيكل.. لماذا لم يظهر صحفيًا مثله حتى الآن؟
أعتقد أن هناك أسماء كثيرة ظهرت. لكن لأكون صريحًا فهيكل ابن زمنه، وابن عصره وابن ظروفه. فالزمن الذي عاش فيه من الصعب أن يتكرر مرة أخرى إن لم يكن مستحيلًا.