قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه فيما رواه البخاري ومسلم، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أقبل الليل من ها هنا، وأدبر النهار من ها هنا، وغربت الشمس فقد أفطر الصائم».
وأوضح «مركز الأزهر» في شرحه لمعاني مفردات الحديث الشريف، أن معاني : (ها هنا) :جهة المشرق، و(أدبر): أي ذهب، و(ها هنا) الأخرى: جهة المغرب، والمقصود بقوله –صلى الله عليه وسلم- (أفطر الصائم): أي دخل وقت فطره، منوها بأنه في شرح الحديث ، فقد حدد الله تعالى نهار الصائم بقوله: «وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل» الآية 187 من سورة البقرة.
وأضاف أنه قد التبس على البعض مراد الله بالخيط الأبيض والخيط الأسود فبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم وغيره، ولقد بين صلى الله عليه وسلم مراد الله من “الليل” الذي جعل غاية ونهاية لنهار الصائم، «ثم أتموا الصيام إلى الليل» فقد يخفى على البعض أن بدايته غروب الشمس، ويتوهم كما توهم بلال في هذه الأحاديث أن المراد به الظلمة.
وتابع: فأراد صلى الله عليه وسلم أن يحدد لهم مراد الشرع بالقول والفعل والإشارة حين كان صائما في سفر ومعه عدد كبير من صحابته لم يجتمع معه في سفر مثلهم من قبل، كانوا نحو عشرة آلاف، يتوجهون لفتح مكة: فلما غربت الشمس قال لبلال: هات لنا الشراب. قال بلال: ما زال النهار قائما، والضوء منتشرا. قال له: هات شرابنا، قال بلال: لو انتظرت بعض الوقت يا رسول الله حتى يدخل المساء؟.
وواصل : قال له: هات شرابنا. قال بلال: أرجو الانتظار حتى تدخل قليلا في المساء؟ قال له: هات شرابنا. فقام بلال فأحضر الشراب وناوله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشرب أمام أصحابه، ثم قال لهم: إذا أقبل الليل من ههنا -وأشار إلى جهة المشرق، وأدبر النهار من ههنا -وأشار إلى جهة المغرب، وغربت الشمس، واختفى قرصها كله حل الفطر للصائم، وتعجيل الفطر شريعتنا، ولا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر.
وأشار إلى أنه يستفاد من الحديث خمسة أمور ، هي :
1 – استحباب تعجيل الفطر.
2 – وأنه لا يجب إمساك جزء من الليل مطلقا، بل متى تحقق الغروب حل الفطر.
3 – وجواز الصوم في السفر، وبخاصة من لا تلحقه بالصوم مشقة ظاهرة.
4 – وجواز للاستفسار والمراجعة، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم – لم يعنف الصحابي على عدم المبادرة بالامتثال.
5 – وحسن خلقه صلى الله عليه وسلم.