تعتبر مصر من الدول الغنية بالبترول والغاز الطبيعي، حيث تمتلك احتياطيات كبيرة من هذه الموارد وقد شهد قطاع البترول المصري نموًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، وذلك بفضل زيادة الاستثمارات في هذا القطاع.
حفر 20 بئرا في حقل ظهر
وتعتبر صناعة البترول والغاز أحد أهم القطاعات الحيوية للاقتصاد المصري، إذ تسعى الدولة المصرية بشكل مستمر إلى زيادة احتياطاتها من الغاز الطبيعي، الذي يشهد زيادة في الطلب عليه كوقود انتقالي في ظل التحول العالمي للطاقة.
ففي الحقيقة إنجازات ضخمة حققتها مصر في قطاع البترول خاصة اكتشافات الغاز، وتستمر في المضي قدما نحو تحقيق رؤيتها للتحول إلى مركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز في ضوء ما تمتلكه من ثروات ومقومات تؤهلها لتحقيق هذا الهدف.
وتخطو مصر بالفعل خطوات ناجحة في مجال صناعة الغاز، وهناك مشروعات كبيرة خاصة بالاكتشافات تعلن عنها الحكومة متمثلة في وزارة البترول بشكل متواصل.
قال حمدي عبد العزيز المتحدث باسم وزارة البترول والثروة المعدنية :”الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي لمصر يسهم في جذب الشركات العالمية بقطاع البترول”.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “على مسئوليتي” الذي يقدمه الإعلامي أحمد موسى بقناة “صدى البلد”: شركة إيني الإيطالية حققت نجاحًا كبيرًا في مصر أهمها حقل ظهر.
ولفت إلى أن استثمارات شركة ايني الإيطالية الجديدة تصل إلى 7.7 مليار دولار على مدار 4 سنوات، فيما ستضخ شركة إنجليزية أخرى 3.5 مليار دولار في مجال الاكتشافات الجديدة في البحرين الأحمر والمتوسط.
وأكد: نعمل على اكتشافات غاز جديدة في البحر سيتم الإعلان عنها قريبا وبالتحديد مع بداية العام الجديد مع بداية الحفر وهناك اتفاقيات سيتم تنفيذها بعد إبرام الاتفاقيات، وتم حفر 20 بئرا في حقل ظهر وجار حفر 5 آبار اضافية بهدف الحفاظ علي معدلات الإنتاج وعدم تناقصها.
التعاون بين إيني ومصر
وفي سياق متصل، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس الأحد، كلاوديو ديسكالزي الرئيس التنفيذي لـ شركة إيني الإيطالية، وعددًا من كبار مسئولى الشركة، وذلك بحضور المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية.
وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس السيسي ثمن خلال اللقاء العلاقات المصرية الإيطالية المتميزة، والشراكة الممتدة مع شركة إيني، وما تنفذه الشركة من أنشطة متعددة في مصر وفقًا لأعلى المعايير العالمية.
كما أعرب الرئيس السيسي عن التطلع لمواصلة التعاون المثمر بين مصر والشركة في مجالات البحث والاستكشاف والتنمية والإنتاج، بهدف تحقيق الاستغلال الأمثل لموارد مصر من قطاع الطاقة، وتعزيز النجاحات الكبيرة التى تحققت فى هذا الصدد خلال السنوات القليلة الماضية.
ومن جانبه؛ أعرب رئيس شركة إيني عن اعتزازه بالتعاون مع مصر في ضوء الروابط الوثيقة بين مصر وإيطاليا، مؤكدًا الأهمية الكبيرة التي تمثلها مصر كأحد أهم الأسواق لنشاط وعمل الشركة على مستوى العالم، في ضوء الفرص الواعدة التي يتمتع بها قطاع الطاقة في مصر، ولاسيما مع الاهتمام الذي توليه الدولة، والرئيس السيسي شخصيًا، لتطوير هذا القطاع الحيوى وتعظيم العائد منه لمصر، وهو ما أسفر عن تأسيس نموذج للنجاح يُنظَر إليه عالميًا بتقدير وإعجاب.
واستعرض ديسكالزي في هذا الإطار تطورات الانشطة التي تنفذها الشركة الإيطالية في مصر، والتي تتم وفقًا لأعلى معايير الكفاءة، مشيرًا إلى أن إيني وشركائها يعتزمون القيام باستثمارات جديدة في مصر، خلال الأربع سنوات المقبلة، بقيمة 7.7 مليار دولار، في إطار حرص الشركة على تعزيز مشروعاتها الناجحة في مصر.
ومنذ عدة أيام، قال وزير البترول والثروة المعدنية طارق الملا، إن ثمة خطة يجري تنفيذها لحفر 45 بئراً للغاز الطبيعي بالبحر المتوسط والدلتا باستثمارات نحو 1.9 مليار دولار، شملت حفر 10 آبار تم الانتهاء منها خلال العام المالي المنتهي في يونيو الماضي وأسفرت عن تحقيق عدد من الاكتشافات أهمها كشف نرجس بالبحر المتوسط باحتياطيات حوالي 2.5 تريليون قدم مكعب غاز.
الاستثمارات في قطاع البترول
وأضاف في اجتماعه مع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، الثلاثاء الماضي، أن نتائج المزايدة العالمية للبحث عن الغاز الطبيعي في 12 منطقة برية وبحرية بالبحر المتوسط والدلتا يجري تقييمها عقب إغلاقها في نهاية يوليو الماضي وفق بيان من مجلس الوزراء.
وأشار إلى أن الموقف التنفيذي لخطط تنمية حقل غاز ظهر، تضمنت حفر وإكمال 20 بئراً، علاوة على 5 آبار إضافية بدءاً من عام 2024، لدعم معدلات الإنتاج من الحقل التي تبلغ حاليا نحو 2.2 مليار قدم مكعبة غاز يوميا، موضحا أن الإجراءات المنفذة لدعم كفاءة أداء المحطة البرية للحقل مخطط الانتهاء منها في منتصف العام المقبل، وتشمل مشروعات تطوير وتدعيم الشبكة الكهربية التحت سطحية والمرحلة الثانية لزيادة سعة وحدات المعالجة وتركيب وحدات الضواغط.
والجدير بالذكر، أن الاستثمارات في قطاع البترول المصري أرتفعت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث بلغت في عام 2022 حوالي 10 مليارات دولار أمريكي ويرجع هذا الارتفاع إلى عدد من العوامل، منها:
- زيادة الطلب على النفط والغاز الطبيعي في العالم.
- اكتشاف حقول جديدة من النفط والغاز الطبيعي في مصر.
- تشجيع الحكومة المصرية للشركات الأجنبية على الاستثمار في قطاع البترول.
- اكتشافات الغاز الطبيعي.
اكتشفت مصر العديد من حقول الغاز الطبيعي في السنوات الأخيرة، من أهمها:
- حقل ظهر: وهو أكبر حقل للغاز الطبيعي في مصر، ويعد من أكبر حقول الغاز الطبيعي في العالم.
- حقل حمالة: وهو ثاني أكبر حقل للغاز الطبيعي في مصر.
- حقل ريفين: وهو حقل للغاز الطبيعي في البحر المتوسط.
الآثار الاقتصادية لاكتشافات
ساهمت اكتشافات الغاز الطبيعي في مصر في إحداث العديد من الآثار الاقتصادية الإيجابية، منها:
- زيادة عائدات الدولة من قطاع البترول.
- خلق فرص عمل جديدة في قطاع البترول.
- خفض أسعار الطاقة في مصر.
- جذب الاستثمارات الأجنبية.
ويتوقع أن يستمر قطاع البترول المصري في النمو في السنوات القادمة، وذلك بفضل زيادة الاستثمارات في هذا القطاع واكتشاف حقول جديدة من النفط والغاز الطبيعي كما يتوقع أن تصبح مصر مركزًا إقليميًا لتصدير الغاز الطبيعي.