إسرائيل تستدعى قوات الاحتياط للشمال وتفرض قيودا على الجبهة الداخلية

قرر جيش الاحتلال الإسرائيلي استدعاء المزيد من القوات إلى الحدود اللبنانية بعد قرار القيام بعملية برية جنوب لبنان قال إنها ستكون “محدودة”.

وأعلن في بيان أنه تقرر تعبئة 4 ألوية احتياط وقوات إضافية للمهام العملياتية في القطاع الشمالي.

وأوضح جيش الاحتلال أن تجنيد هذا العدد “سيتيح مواصلة النشاط العملياتي ضد منظمة حزب الله الإرهابية وتحقيق الأهداف العملياتية، بما فيها العودة الآمنة لسكان شمال إسرائيل لمنازلهم” ولم يقدم البيان تفاصيل بشأن استدعاء الألوية الجديدة.

وفي 25 سبتمبر/أيلول الماضي استدعى جيش الاحتلال لواءين احتياطيتين لإرسالهما إلى حدوده الشمالية.

ويتكون لواء مشاة إسرائيلي عادة من ألف إلى ألفَي جندي، في حين يضم لواء الدبابات المدرعة حوالي 100 دبابة.

لن نصل بيروت

ووفقا للمتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري فقوات الاحتلال “لن تدخل بيروت أو أيا من المدن الكبرى في لبنان” وأن هدفه التركيز على القرى الجنوبية اللبنانية “لتفكيك وتدمير البنية التحتية لحزب الله”.

وقال هاغاري في مؤتمر صحفي إن “العملية البرية الإسرائيلية ستكون قصيرة قدر الإمكان” وعند سؤاله عن المدة التي يرجح أن تستمر فيها العمليات البرية، أجاب بالقول “لن أكشف للعدو، لكننا نفعل ذلك في أقصر وقت ممكن أياما.. أسابيع. سنفعل الشيء الضروري، العملية المحدودة والمحلية التي نجريها الآن”.

وفي ذات السياق، قالت هيئة البث الرسمية إن “إسرائيل تُقدر أن النشاط البري في لبنان سيستمر عدة أسابيع، وهو ما تم إبلاغ المسؤولين الأميركيين به الأيام الأخيرة”.

حرب نفسية

من جانب آخر، عرض هاغاري -خلال مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء- مقاطع مصورة تُظهر ما قال إنه “العثور على أسلحة وأنفاق خلال عشرات عمليات عسكرية نفذها عبر الحدود جنوب لبنان خلال الأشهر الأخيرة بهدف تدمير وتحييد قدرات حزب الله في القرى والمناطق الحدودية”.

وقال هاغاري إن الجنود الإسرائيليين “اقتحموا (خلال هذه العمليات) قرى ومناطق وعرة، واكتشفوا فتحات أنفاق تحت الأرض في العديد من المواقع الحدودية، حيث تم العثور على مخازن أسلحة، ومواقع تجهيز للمقاتلين”.

وادعى أن “القوات جمعت أيضا معلومات استخباراتية هامة، ودمرت أسلحة ومنشآت بما في ذلك بنى تحت الأرض وأسلحة متقدمة من صنع إيراني”.

ورغم إعلان الجيش الإسرائيلي فجر اليوم بدء عملية عسكرية برية جنوب لبنان، لم يتم رصد أي غزو بري من قبل القوات الإسرائيلية، في وقت نفى حزب الله صحة ادعاءات الجيش الإسرائيلي بدء غزوه أراضي لبنان والدخول في اشتباكات مباشرة مع عناصر الحزب.

ومن جانب آخر يعتبر مراقبون أن إعلان إسرائيل بدء الغزو البري رغم عدم حدوثه “خداع إستراتيجي يأتي في إطار الحرب النفسية والإعلامية”.

الجبهة الداخلية

وفي سياق الحرب على لبنان وتطورات القصف الذي يقوم به حزب الله لشمال إسرائيل، فرضت الجبهة الداخلية التابعة للجيش الإسرائيلي قيودا على تجمع الأشخاص في تل أبيب الكبرى والقدس ومستوطنات شمال الضفة ومناطق أخرى، خشية استهدافها بصواريخ يطلقها حزب الله من لبنان.

وتنص التعليمات الإسرائيلية -التي دخلت حيز التنفيذ بعد ظهر اليوم وتستمر حتى مساء السبت- على منع التجمعات لأكثر من 30 شخصا بالمناطق المفتوحة و300 في المناطق المغلقة القريبة من الملاجئ.

وكانت الجبهة الداخلية فرضت قيودا على التجمعات في مدن وبلدات شمال إسرائيل قبل أيام، لكنها وسّعتها لتشمل مناطق الوسط إضافة إلى القدس ومستوطنات شمال الضفة المحتلة، وإغلاق الشواطئ.

لكنها قالت في بيانها “وفقًا لتقييم الوضع من قبل قيادة الجبهة الداخلية، تقرر تغيير المبادئ التوجيهية للجمهور”.

وفي ذات السياق، دعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الإسرائيليين إلى الالتزام بتعليمات السلامة الصادرة عن قيادة الجبهة الداخلية.

يُذكر أن إسرائيل تشن منذ 23 سبتمبر/أيلول المنصرم أعنف وأوسع هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله، مما أسفر حتى صباح الثلاثاء عن سقوط 1073 قتيلا و2955 جريحا، وفق السلطات اللبنانية.