3/8/2024–|آخر تحديث: 3/8/202410:47 م (بتوقيت مكة المكرمة)
يتوقع خبراء أن يكون الرد الإيراني على عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في طهران أكثر قوة مما جرى في أبريل/نيسان الماضي، ويقولون إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول إشعال مواجهة واسعة في المنطقة اعتمادا على الولايات المتحدة التي لا تتحرك جديا لوقف الحرب.
فقد أعلن جيش الاحتلال حالة التأهب القصوى في صفوفه، تحسبا للرد المتوقع على اغتيال هنية، بالتزامن مع استنفار الجيش الأميركي ورفع درجة الاستعداد بإرسال مزيد من الدفاعات الصاروخية والمعدات الحربية إلى المنطقة.
ووفقا للدبلوماسي الإيراني السابق محمد مهدي شريعتمدار، فإن رد إيران سيكون أكثر قوة وإيلاما من ردها على قصف قنصليتها في دمشق خلال أبريل/نيسان الماضي، و”غالبا سيكون من عدة أطراف وخصوصا ممن تعرضوا لجرائم إسرائيل في لبنان واليمن”.
رد حتمي وقوي
ويرى شريعتمدار أن الحديث عن توقيت الرد وتفاصيله قد يكون مبكرا، لكنه يؤكد أن طهران لن تسكت على جريمة اغتيال هنية التي مسّت أمنها وسيادتها وهيبتها بشكل يستدعي ردا رادعا يضمن عدم تكرار هذا السلوك مجددا.
ويجزم شريعتمدار بتورط الولايات المتحدة في عملية الاغتيال، قائلا إن تل أبيب لا يمكنها الإقدام على اغتيال قائد سياسي بأهمية إسماعيل هنية دون موافقة ودعم أميركي مباشر.
في المقابل، يقول الدبلوماسي الأميركي السابق آدم كليمنز إن واشنطن لا يمكنها التورط في هذا الأمر لأنه لا يخدم رغبتها في احتواء نطاق الحرب واستعادة الأسرى من قطاع غزة.
وأضاف كليمنز أنه لا يوجد دليل على تورط الولايات المتحدة في عملية اغتيال هنية، لأنها لا تريد توسيع النزاع وبالتالي لا يمكنها دعم التخلص من أحد المفاوضين الرئيسيين، مؤكدا أن واشنطن ستدافع عن إسرائيل ضد أي رد إيراني من أجل تقليل المخاطر على حياة الإسرائيليين وحماية القوات الأميركية بالمنطقة واستعادة الأسرى.
بدوره، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى أن نتنياهو يتخذ قراراته الخاصة اعتمادا على الضعف الأميركي لتحقيق هدفه الأساسي المتمثل في إطالة أمد الحرب، معربا عن اعتقاده بأنه وضع المنطقة على حافة الهاوية لأنه يعرف أن واشنطن ستتدخل لإنقاذه في نهاية الأمر كما فعلت خلال الهجوم الإيراني السابق.
الرأي نفسه ذهب إليه شريعتمدار بقوله إن الولايات المتحدة لو كانت تريد تحجيم رقعة الحرب لأوقفت إسرائيل عما تقوم به، مؤكدا أن “نتنياهو وجماعته هم الوحيدون الذين يريدون توسيع الحرب”.
واشنطن تتنصل من دورها
وقال إن واشنطن هي الوحيدة القادرة على ردع إسرائيل ولا يمكنها التنصل من هذا الدور، مضيفا “الرد على اغتيال هنية سيكون مختلفا لأن ما جرى يستدعي تلقين الاحتلال درسا حتى إن طهران لم تطرح وقف الحرب في قطاع غزة كبديل كما فعلت عندما استهدفت قنصليتها في دمشق”.
ولا يتفق كليمنز أبدا مع حديث شريعتمدار، ويقول إن إسرائيل. دولة تتخذ قرارتها بشكل مستقل وإن الولايات المتحدة تعمل فقط على خفض التصعيد حتى لا تتسع الحرب وتصل إلى بعض حلفائها في المنطقة. مضيفا أن “الحل هو وقف الحرب في غزة وعزل إيران عبر اتفاق يؤدي لإقامة دولة فلسطينية تكون غزة جزءا منها”.
لكن مصطفى رد على هذا الكلام بقوله إن الكنيست الإسرائيلي -حكومة ومعارضة- أقر مشروع قانون يرفض إقامة دولة فلسطينية وذلك عشية سفر نتنياهو لواشنطن من أجل إلقاء كلمة أمام الكونغرس، مشيرا أيضا إلى أن واشنطن “لم تحاسب إسرائيل على بناء آلاف المستوطنات في الضفة الغربية ولا على حمايتها للمستوطنين الإرهابيين الذين يعتدون على الفلسطينيين بلا توقف، بل وتساعدها في ذلك”.
وفي السياق، لفت شريعتمدار إلى أن الولايات المتحدة هي التي تصدت للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة في الأمم المتحدة خلال هذه الحرب، مضيفا أن واشنطن التي تتحدث عن استعادة الأسرى ووقف الحرب تعرف أن نتنياهو هو من أفشل التوصل لاتفاق يحقق هذين الهدفين، وهو حديث أيّده مصطفى أيضا.
وخلص شريعتمدار إلى أن إيران “لا تريد توسيع الحرب ولكنها تريد لجم إسرائيل وردعها عن تكرار جريمتها وهو قانوني لها كدولة”، مضيفا “وإذا ردت إسرائيل فإنها ستواجه ردا إيرانيا آخر. لكنني أعتقد أن الرد الأول سيلجمها”.
أما مصطفي فيرى أن إسرائيل “تتوقع ردا إيرانيا قويا ومختلفا عما جرى في أبريل/نيسان لأنه كان رد اعتبار أكثر منه ردا عسكريا”، مضيفا “هذه المرة إسرائيل تتوقع ضربة قوية ولو وصلت لنقطة معينة فإنها سترد، وهكذا وضع نتنياهو المنطقة على حافة الهاوية وينتظر من الولايات المتحدة أن تتدخل لحمايته”.