في اليوم الـ 124 من الحرب على قطاع غزة، تتواصل الاشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، وسط ترقب لما سيؤول إليه مقترح الهدنة بعدما سلمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ردها للوسطاء وانتظار الموقف الإسرائيلي منه.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت 16 مجزرة ضد العائلات في القطاع، راح ضحيتها 123 شهيدا، و169 جريحا خلال الساعات الـ24 الماضية.
وبذلك، يرتفع عدد الشهداء في القطاع إلى 27 ألفا و708، وعدد الجرحى إلى 67 ألفا و147.
حماس ترد على مقترح إطار اتفاق التهدئة
حصلت الجزيرة على تفاصيل رد حماس على مقترح إطار اتفاق التهدئة في غزة، الذي قدمته للوسطاء اليوم الأربعاء.
وأوضحت مصادر للجزيرة أن الحركة وافقت على إطار اتفاق للتوصل إلى هدنة تامة ومستدامة على 3 مراحل، تستمر كل مرحلة 45 يوما، وتشمل التوافق على تبادل الأسرى وجثامين الموتى، وإنهاء الحصار، وإعادة الإعمار.
وطالبت حماس بأن تنتهي مباحثات التهدئة التامة قبل بدء المرحلة الثانية، وضمان خروج القوات الإسرائيلية خارج حدود القطاع، وبدء عملية الإعمار.
نتنياهو: لم نلتزم بأي وعود بشأن مقترح حماس
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن النصر الكامل في غزة أصبح في المتناول وأكد أن حكومته لم تلتزم بأي وعود بشأن الصفقة التي اقترحتها حماس لوقف إطلاق النار، مؤكدا أن المفاوضات ما زالت مستمرة.
وجدد نتنياهو خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم الأربعاء، وعيده بمواصلة الحرب حتى القضاء على حماس، مشيرا إلى أن تحقيق الأهداف الإسرائيلية في هذه الحرب مسألة أشهر وأن لا رجعة عن الانتصار فيها.
وقال إنه أخبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن إسرائيل على وشك تحقيق “النصر التام” على حماس، زاعما أن تحقيق “النصر” في غزة سيستغرق أشهرا وليس سنوات.
المقاومة تكبد الاحتلال خسائر
شهد قطاع غزة اشتباكات عنيفة بين المقاومة وقوات الاحتلال الإسرائيلي في الأحياء الغربية لمدينتي غزة وخان يونس.
وقالت كتائب القسام إنها تمكنت مع سرايا القدس من استهداف قوة إسرائيلية خاصة من 10 جنود تحصنت داخل منزل غربي مدينة خان يونس.
وأضافت أنها استهدفت القوة الخاصة بقذيفتين مضادتين للأفراد، ثم اشتبك المقاومون معها وأوقعوا عناصرها بين قتيل وجريح.
إسرائيل تعتزم تمديد الخدمة العسكرية
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، اعتزامه تمديد الخدمة العسكرية في المستقبل بهدف زيادة عدد جنود الاحتياط، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.
وتعليقا على الإعلان، قال أفيغدور ليبرمان رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” إن نشر مشروع قانون التجنيد هو “رسالة تقسم الشعب وتضر بالجنود والأمن القومي”.
وترفض شريحة من الشباب اليهود في إسرائيل أداء الخدمة العسكرية خاصة في ظل العدوان المستمر على قطاع غزة.
واعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في وقت سابق أن الدعوات المتصاعدة في بلاده لرفض الخدمة العسكرية “تهدد وحدة الصفوف وخطيرة وتمثل جائزة لأعدائنا”، على حد وصفه.
بلينكن يلتقي عباس بالضفة
دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الأربعاء من إسرائيل إلى اتخاذ مزيد من الخطوات لإيصال المساعدات إلى القطاع الذي مزقته الحرب.
وتابع بلينكن “زرت السعودية وقطر ومصر، وأعتقد أن هناك مستقبلا إيجابيا للغاية تندمج فيه إسرائيل في المنطقة ويعالج مخاوفها الأمنية ويحقق طموح الشعب الفلسطيني”.
وبعد لقاء نتنياهو وعقد اجتماع موسع بمشاركة مسؤولين أمنيين وعسكريين إسرائيليين، توجه بلينكن إلى الضفة الغربية حيث التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر الرئاسة بمدينة رام الله.
غوتيريش: الهجوم على رفح ستكون له تداعيات خطيرة
حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن العالم يدخل “حقبة الفوضى”، مشيرا إلى انقسامات غير مسبوقة في مجلس الأمن الدولي، كما حذر من تداعيات إقليمية خطيرة للهجوم الإسرائيلي المحتمل على مدينة رفح المكتظة بالنازحين الفلسطينيين في جنوب قطاع غزة.
وقال غوتيريش إنه يشعر بقلق شديد إزاء التقارير التي تفيد بأن الجيش الإسرائيلي يعتزم التركيز على مدينة رفح في جنوب قطاع غزة في المرحلة التالية من هجومه على القطاع.
وحذر من أن أي هجوم بري على رفح -التي تقع على الحدود مع مصر والمكتظة بمئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين- ستترتب عليه “تداعيات إقليمية لا تحصى”، وقال إن “عملا كهذا سيفاقم الوضع على نحو هائل الذي هو أصلا كابوس إنساني، مع تداعيات إقليمية لا تحصى”.
وجدد الأمين العام للأمم المتحدة مطالبته بـ”وقف إنساني فوري لإطلاق النار” والإفراج عن جميع “الرهائن”.
مقررة أممية للجزيرة: مجاعة غزة لا مثيل لها
قالت المقررة الأممية لحقوق الإنسان بالأراضي الفلسطينية فرانشيسكا ألبانيز، إن إسرائيل لم تطبق قرار محكمة العدل الدولية الخاص بمنع الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأوضحت ألبانيز في مقابلة مع الجزيرة، أن إسرائيل تجاهلت أمر محكمة العدل -أواخر الشهر المنقضي- بوقف قتل المدنيين، وشددت في الوقت عينه على ضرورة اتخاذ كل الإجراءات لمنع الإبادة في غزة.
وأشارت إلى أن المدنيين يُقتلون يوميا بغزة “وهذا مصدر قلق لنا”، مضيفة أن المجاعة التي يعانيها سكان قطاع غزة لا نظير لها في العالم كله.
اجتماع مجلس الأمن
اجتمع مجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء بطلب من الجزائر للنظر في قرار محكمة العدل الدولية الذي دعا إسرائيل لاتخاذ إجراءات لمنع أي عمل “إبادة جماعية” محتمل في قطاع غزة.
وكانت الخارجية الجزائرية أعلنت، في بيان في وقت سابق الأسبوع الماضي، أن الاجتماع يعقد “بغية إعطاء قوة إلزامية لحكم محكمة العدل الدولية فيما يخص الإجراءات المؤقتة المفروضة على الاحتلال الإسرائيلي”.
السعودية: لا علاقات مع إسرائيل إلا بشروط
أعلنت وزارة الخارجية السعودية أن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية ووقف العدوان الإسرائيلي على غزة وانسحاب الاحتلال منها.
وقالت الخارجية السعودية -في بيان- إن المملكة أبلغت موقفها الثابت للإدارة الأميركية أنه “لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانسحاب كافة أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة”.