في اليوم الـ139 للحرب، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، مخلّفا شهداء وجرحى خصوصا في رفح وخان يونس جنوبي غزة، وسط تحذيرات وكالات إغاثة أممية من وقوع كارثة في القطاع.
في المقابل، كبّدت المقاومة الفلسطينية الاحتلال خسائر عديدة. وقالت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إنها دمرت ناقلة جند إسرائيلية في خان يونس، حيث سقط طاقمها بين قتيل وجريح، كما استهدفت دبابة ميركافا إسرائيلية بقذيفة “الياسين 105” في حي الزيتون.
من جانبها، قصفت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– غلاف غزة برشقة صاروخية.
قصف وشهداء
وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 28 شخصا -بينهم نساء وأطفال- وإصابة العشرات، بالإضافة إلى عدد من المفقودين، في غارات إسرائيلية استهدفت بشكل متزامن منازل وسط قطاع غزة، خصوصا في مخيمي البريج والنصيرات. كما شن طيران الاحتلال غارات على بيت حانون ومنطقة تل الزعتر بمخيم جباليا شمالي القطاع.
وقد استشهد شخص وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي على مبنى تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) يؤوي نازحين بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة، كما وقعت 6 إصابات بين الأطفال في قصف إسرائيلي على منزل في مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته دمرت مسار نفق في منطقة خان يونس، في حين أكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أن العمليات العسكرية متواصلة في جميع أنحاء قطاع غزة.
مزيد من التفاصيل
رفح تحت القصف
كما قصفت طائرات ومدفعية جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل مكثف الأحياء السكنية لرفح المكتظة بالنازحين جنوب قطاع غزة.
وأفاد مراسل الجزيرة، بأن مقاتلات إسرائيلية دمرت مسجد الفاروق وسط مخيم الشابورة، وأدى القصف إلى تدمير المسجد بشكل كلي وتضرر المنازل المجاورة له.
كما قصف الطيران الإسرائيلي 5 مساجد أخرى، مما تسبب باستشهاد 6 فلسطينيين، وإصابة آخرين، وفقدان عدد آخر.
يأتي ذلك فيما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لموقع بلومبيرغ إن الجيش الإسرائيلي يعد حاليا خطة لإجلاء سكان رفح، وسيقدمها في وقت قريب، مشددا على أن “لدى إسرائيل هدفا واحدا بسيطا في قطاع غزة، وهو القضاء على حركة حماس والإفراج عن رهائننا ولن نيأس حتى نحقق النصر الكامل”.
مزيد من التفاصيل
جلسات استماع بمحكمة العدل
وعلى الصعيد الدولي، نددت عدة دول -الخميس- خلال جلسات الاستماع المتواصلة في محكمة العدل الدولية في لاهاي باستمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وبانتهاكه للقانون الدولي.
واستمعت المحكمة اليوم لمداخلات العديد من ممثلي الدول، بينها الصين والعراق وإيران وليبيا والكويت، ومن المقرر أن تدلي 52 دولة برأيها خلال الجلسات الخاصة بالتبعات القانونية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وبدأت جلسات الاستماع العلنية الاثنين الماضي وتستمر أسبوعا، وذلك بناء على القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية عام 2022.
وقال المتحدث باسم الصين أمام محكمة العدل الدولية إن المقاومة المسلحة حق للشعوب المستعمَرة لا تتناقض مع القانون الدولي.
وأضاف أنه ليس من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها كون احتلالها للأراضي الفلسطينية غير قانوني، مع احتفاظها بحق إجراء بعض التدابير الأمنية.
وتابع المتحدث الصيني أن تحقيق العدالة للقضية الفلسطينية تأخر كثيرا، وأنه يتعين عدم إنكارها.
مزيد من التفاصيل
رسائل أميركية بشأن الصفقة
ونقل موقع أكسيوس الإخباري عن مصادر مطلعة أن المبعوث الأميركي بريت ماكغورك أبلغ الإسرائيليين بضرورة التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس وإرسال وفد إلى محادثات باريس.
وأخبر ماكغورك -الذي يزور تل أبيب حاليا- الجانب الإسرائيلي بأن إدارة الرئيس جو بايدن ترى حاجة ملحة للتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى بسبب ظروف المحتجزين الإسرائيليين واقتراب شهر رمضان.
وحسب المصادر ذاتها، فقد حث المسؤول الأميركي إسرائيل على إرسال وفد إلى محادثات باريس المزمع عقدها الجمعة بمشاركة رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز ومسؤولين قطريين ومصريين.
وقد أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن حكومة بنيامين نتنياهو ستمنح وفدها التفاوضي صلاحيات أوسع. وقال موقع والا الإسرائيلي إن مجلس الحرب فوّض الوفد الإسرائيلي إلى باريس بإجراء مفاوضات وليس الاكتفاء بالإصغاء.
مزيد من التفاصيل
عملية بالقدس
وصباح الخميس، قُتل جندي إسرائيلي وأصيب 8 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة في عملية نفّذها فلسطينيون عند حاجز عسكري قرب مستوطنة معاليه أدوميم شرق القدس المحتلة.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إنها قتلت اثنين من منفذي الهجوم في المكان وقتلت ثالثا بعد ملاحقته، مشيرة إلى أن حالة 3 من الإسرائيليين المصابين خطرة.
من جهته، ذكر جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) أن المنفّذين؛ هم: محمد وكاظم زواهرة من قرية بيت تعمر شرقي بيت لحم (جنوبي الضفة الغربية)، وأحمد الوحش من زعترة جنوبي المحافظة.
وفي ردود الفعل الفلسطينية، قالت حركة حماس إنها تبارك ما وصفتها بالعملية البطولية، معتبرة أن هذا رد طبيعي على مجازر الاحتلال وجرائمه في قطاع غزة والضفة الغربية.
من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن هذه العملية تأتي في إطار حق الشعب الفلسطيني المشروع في الدفاع عن مقدساته وأرضه.
وطالبت الحركة الشعب الفلسطيني بالاستمرار في طريق المقاومة لمواجهة مخططات الاحتلال وتسليحه المستوطنين واستهداف المسجد الأقصى واستباحة الدم الفلسطيني.
مزيد من التفاصيل
“لا يوجد شعب”
من ناحية أخرى، ادعت وزيرة الاستيطان الإسرائيلية أوريت ستروك أنه لا يوجد شعب فلسطيني وأنه لا حق للفلسطينيين في إقامة دولة لهم، وذلك بالتزامن مع تسريب معلومات عن قرب إعلان خطة أميركية عربية لتفعيل مبدأ حل الدولتين.
وفي كلمة بالكنيست، قالت ستروك “كل شخص في العالم يعلم أن هذه أرضنا، إنها أرض إسرائيل ولنا فقط”.
وأضافت “لهذا السبب لن تكون هناك أبدا دولة فلسطينية على أرض إسرائيل، لأنه لا يوجد شعب فلسطيني، لا يوجد شعب كهذا”، وفق تعبيرها.
مزيد من التفاصيل
الحوثيون يصعّدون هجماتهم
وعلى جبهة أخرى، قال زعيم جماعة أنصار الله (الحوثيين) عبد الملك الحوثي إنهم يتجهون إلى تصعيد هجماتهم في مقابل التصعيد الإسرائيلي في غزة.
وذكر زعيم الحوثيين أن “العمليات المساندة لغزة في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن ومضيق باب المندب مستمرة واتجهنا فيها للتصعيد”، مشيرا إلى أن عدد السفن المستهدفة بلغ 48.
وأكد الحوثي أن الجماعة أدخلت “سلاح الغواصات” في عملياتها وهو مقلق للعدو، على حد تعبيره. وكان الجيش الأميركي قد أشار قبل أيام إلى أن الحوثيين استخدموا مسيّرات تحت سطح البحر.
زعيم جماعة أنصار الله: العمليات في البحر الأحمر مستمرة مع إصرار الولايات المتحدة على استمرار الإبادة في #غزة وسيتم تصعيد عملياتنا كما ونوعا#حرب_غزة pic.twitter.com/d5JNr6pZIF
— قناة الجزيرة (@AJArabic) February 22, 2024
وقال زعيم الحوثيين إنهم حققوا “إنجازا معلوماتيا” فاجأ أعداءهم بالحصول على معلومات هوية مالكي السفن وتبعيتها ووجهتها، متحديا الولايات المتحدة أن تثبت أن السفن المستهدفة ليست بالتصنيف المعلن عنه وأنها لا تتبع الأميركيين أو البريطانيين أو الإسرائيليين.
وفي خطابه أيضا، قال الحوثي إن “الموقف البحري أوقف 40% من حركة العدو التجارية البحرية وأثر عليه في انكماش اقتصاده وتراجع صادراته ووارداته”.
وأفادت وكالة رويترز اليوم بأن الحوثيين أبلغوا شركات التأمين البحري بأن السفن المملوكة كليا أو جزئيا لأفراد أو كيانات إسرائيلية والسفن التي ترفع عَلم إسرائيل يحظر مرورها في البحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب، وكذلك السفن المملوكة لأفراد أو كيانات أميركية أو بريطانية أو تلك التي تبحر رافعة عَلم الولايات المتحدة أو عَلم بريطانيا.
من ناحية أخرى، قالت مصادر إعلامية تابعة للحوثيين إن القوات الأميركية والبريطانية استهدفت بـ4 غارات جديدة منطقة الجبانة غربي الحديدة على الساحل الغربي لليمن.
مزيد من التفاصيل
اللحظات الأولى عقب قصف إسرائيلي استهدف بلدة كفر رمان بالنبطية جنوبي #لبنان #حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/hnj9VLaiSo
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) February 22, 2024
قتيلان في جنوب لبنان
وفي استمرار للتصعيد على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، أعلن حزب الله تنفيذ 7 هجمات على مواقع إسرائيلية بينها مقر قيادة اللواء الشرقي في كريات شمونة.
في المقابل، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي غارات على مناطق عدة في جنوب لبنان، حيث أعلن الدفاع المدني أن شخصين قتلا وأصيب 3 آخرون قرب النبطية.
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن هدفه في الشمال هو “استعادة الأمن وإعادة السكان بالوسائل العسكرية أو السياسية”.
مزيد من التفاصيل