في اليوم الـ149 للحرب على غزة، شن طيران الاحتلال غارات عنيفة على رفح وخان يونس جنوبي القطاع، كما استهدف شاحنة مساعدات في دير البلح وسط القطاع، مرتكبا مجازر جديدة أسفرت عن عشرات الشهداء والمصابين.
سياسيا، وصلت وفود حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقطر والولايات المتحدة إلى القاهرة، لعقد اجتماع بين الوسطاء بغرض تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة، بينما قالت إسرائيل إنها لن ترسل أي وفد للعاصمة المصرية إلا بعد حصولها على قائمة كاملة بأسماء المحتجزين الإسرائيليين بغزة، الذين ما زالوا على قيد الحياة.
وبعد مرور 149 يوما من الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة، خلفت الحرب 30 ألفا و320 شهيدا و71 ألفا و533 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية.
مجازر جديدة
توالت “مجازر الطحين” في غزة، حيث قالت وزارة الصحة إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة مروعة عند دوار الكويت في مدينة غزة شمالي القطاع، راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى، وذلك عقب استهداف شاحنة مساعدات وسط القطاع.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن قوات الاحتلال استهدفت فلسطينيين كانوا ينتظرون شاحنات الطحين قرب دوار الكويت، مشيرا إلى أن الهجوم هو الرابع خلال 4 أيام على قوافل المساعدات.
وفي وقت سابق من اليوم، أفاد المراسل باستشهاد 8 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف شاحنة مساعدات في دير البلح وسط قطاع غزة.
تقارير مروعة
قالت مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالعنف ضد المرأة، ريم السالم، إن هناك تقارير مروعة تتحدث عن تجريد نساء فلسطينيات من ملابسهن وتصويرهن في أوضاع مُهينة، وأن هناك نحو 200 امرأة وفتاة من أصل 3 آلاف فلسطيني محتجزين في غزة.
وشددت ريم السالم على أن عديدا من العاملين الميدانيين “لا يجدون الكلمات المناسبة لوصف ما يواجهه الفلسطينيون في غزة، ومستوى الألم والرعب الميداني الذي لا يعقل”، ووصفت غزة بأنها أضحت “جحيما حقيقيا” للنساء.
وذكرت المقررة الأممية أن آلاف النساء تأثرن بما يحدث في غزة، موضحة أنهن في غزة يفقدن أزواجهن، و”كل ساعة تُقتل أُمّان، ويصبح عدد لا يحصى من الأطفال يتامى”.
عمليات المقاومة
بثت الجزيرة مشاهد جديدة للمعارك بين كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- والجيش الإسرائيلي، وتظهر المشاهد استهداف دبابات وإعطابها وتفخيخ كمائن بقوات إسرائيلية.
وقالت القسام إن مقاتليها فجّروا دبابتين صهيونيتين من نوع “ميركافا” بعبوات “شواظ”، وفجروا عبوة مضادة للأفراد في قوة إسرائيلية راجلة جنوب شرق حي الزيتون أيضا.
وأكدت القسام أنها استهدفت دبابتي “ميركافا” بقذائف “الياسين 105” جنوب شرق حي الزيتون، وقصفت بقذائف الهاون تجمعا لآليات وجنود الاحتلال في محور التقدم نتساريم جنوب مدينة غزة.
من جهتها، قالت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- إنها قصفت موقع “كيسوفيم” العسكري للمرة الثالثة بقذائف الهاون.
من جهة أخرى، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل ضابط في معركة بجنوب غزة يوم أمس.
مفاوضات الهدنة
قال مصدر قيادي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) للجزيرة إن الحركة تعمل بكل جدية للتوصل إلى اتفاق لوقف العدوان على غزة، ولا يعنيها وصول وفد الاحتلال أو عدم وصوله إلى القاهرة، وذلك وسط تقارير إسرائيلية عن غياب وفد تل أبيب.
وأوضح أن الحركة تعمل بجدية للتوصل إلى اتفاق لوقف العدوان وتكثيف دخول المساعدات وإعادة الشعب الفلسطيني إلى المناطق التي هجر منها وخاصة في شمال قطاع غزة وتحقيق انسحاب كامل لقوات الاحتلال.
وكان من المتوقع أن تبدأ اليوم جولة تفاوض جديدة غير مباشرة بين حماس وإسرائيل على أمل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى قبل حلول شهر رمضان.
الضفة الغربية
أفاد مراسل الجزيرة باقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي منطقة الظهر ببلدة بيت أُمّر شمال الخليل، مشيرا إلى أنها داهمت أراضي بجوار مستوطنة كرمي تسور.
وأظهرت مقاطع مصورة نشرتها منصات فلسطينية اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم نور شمس بمدينة طولكرم في الضفة الغربية.
كما أفادت مصادر فلسطينية باقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدتي عزون وجيوس شرق قلقيلية بالضفة الغربية.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن قوات الاحتلال اعتقلت 4 فلسطينيين، بينهم 3 مراهقين، من قرية حوسان غرب بيت لحم بالضفة الغربية المحتلة.
وفي نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم عسكر الجديد ووثقت منصات فلسطينية مشاهد لجرافة الاحتلال وهي تنفذ عمليات تخريب لشوارع في المخيم خلال ذلك الاقتحام.
جنوب لبنان
أعلن حزب الله اللبناني أنه استهدف منظومتي مراقبة إسرائيليتين في موقعي المنارة والمطلة، مؤكدا تحقيق إصابات مباشرة في الموقعين.
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية بأن قوات الاحتلال قصفت بقذائف المدفعية عيار 155 الأطراف الشرقية والجنوبية لبلدة الخيام جنوب لبنان.
وقال حزب الله اللبناني إن مقاتليه استهدفوا بالأسلحة الصاروخية انتشارا لجنود جيش الاحتلال الإسرائيلي في جبل نذر قرب الحدود غرب إصبع الجليل شمال إسرائيل، وحققوا إصابة مباشرة.
من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن صفارات الإنذار دوّت في شمال شرق صفد، وأفاد مراسل الجزيرة بأن صفارات الإنذار دوّت في 7 بلدات في سهل الحولة بالجليل الأعلى للاشتباه بتسلل مسيّرة من لبنان.
البحر الأحمر
نقلت وكالة رويترز عن القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم) تأكيدها غرق السفينة “روبيمار” المملوكة لشركة بريطانية في البحر الأحمر، مشيرة إلى أن حمولة السفينة من سماد كبريتات فوسفات الأمونيوم “تمثل خطرا بيئيا في البحر الأحمر”.
وكانت خلية الأزمة التابعة للحكومة اليمنية أعلنت غرق السفينة الجانحة في خليج عدن مساء الجمعة، في أعقاب إعلان جماعة أنصار الله (الحوثيين) استهدافها السفينة -التي تحمل أسمدة قابلة للاحتراق- بعدد من الصواريخ البحرية في 18 فبراير/شباط الماضي.
