عاد مروان البرغوثي خبرا يتصدر عناوين الصحف الإسرائيلية، مثلما كان قبل 22 عاما عقب اختطافه من رام الله، وفي وقت تتوالى فيه المفاوضات وعمليات إطلاق سراح الأسرى بين المقاومة الفلسطينية في غزة وإسرائيل، تشير صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تصر على أن تشمل صفقة التبادل المقبلة 3 قادة فلسطينيين بينهم القيادي الفتحاوي مروان البرغوثي الذي يكنى بـ”أبو القسام”.
منتصف يناير/ كانون الثاني عام 2002، اخترق رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون أبرز وقف لإطلاق نار أعلنه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في الانتفاضة الثانية، وأعطى الضوء الأخضر لاغتيال رائد الكرمي القيادي في كتائب شهداء الأقصى وأحد أبرز مؤسسيها، الأمر الذي أشعل الأوضاع في فلسطين.
وآنذاك، صرّح أمين سر حركة فتح مروان البرغوثي عبر قناة الجزيرة بأن “هذه الجريمة ستدفع شعبنا للرد أكثر مما تتخيله حكومة شارون”.
وبعد ساعات قليلة من اغتيال الكرمي، قتلت كتائب الأقصى (الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح) جنديا إسرائيليا وأصابت اثنين بجروح قرب نابلس، وتحت شعار “قسما سنثأر”، هددت بمزيد من الانتقام، فنفذت سلسلة من التفجيرات وعمليات إطلاق النار ضد إسرائيل، أسفرت عن مقتل العشرات وجرح المئات.
بعد يومين من الاغتيال، وجه البرغوثي رسالة إلى شارون عبر مقالة كتبها في صحيفة واشنطن بوست الأميركية: “تريد الأمان؟ عليك إنهاء الاحتلال”، وقال للإسرائيليين “إن الاغتيالات التي تنفذها حكومة شارون لن تجلب لكم الأمان”، لكنه كان حريصا على الإشارة إلى أنه “رجل فلسطيني من دعاة السلام”، فهو المُبعد عن فلسطين عام 1987 بسبب دوره في الانتفاضة الأولى، والعائد على رأس أول مجموعة من المبعدين إلى الأراضي المحتلة عام 1994 بموجب اتفاق أوسلو.
استمر الرد الفلسطيني على سياسة الاغتيالات الإسرائيلية لشهور طويلة، وكانت التفجيرات تتوالى في تل أبيب والقدس وعلى والحواجز العسكرية الإسرائيلية، وزاحمت كتائب الأقصى حينها القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) في نوعية عملياتها، رغم أنه لم يمض على تكوينها سوى عام، وعادت الاشتباكات إلى شوارع المدن الفلسطينية، فأطلق شارون عملية “السور الواقي” واجتاح الضفة الغربية.
منتصف أبريل/ نيسان 2002، ضجت الصحف الإسرائيلية بصور الأمين العام لحركة فتح مع نبأ اعتقاله، في حين كانت المجنزرات الإسرائيلية تتوغل في جنين، وطولكرم ونابلس ورام الله والخليل وبيت لحم وباقي مدن الضفة الغربية.
أعلن شارون حينها أن البرغوثي “سوف يحاكم على جرائمه”، متهما إياه، “بقتل مئات الإسرائيليين”، أما رئيس هيئة أركانه شاؤول موفاز -الذي كان يقود عملية اقتحام مخيم جنين من مروحية في الجو- فاعتبر اعتقاله “هدية الجيش للإسرائيلي”، ورسمت صحف إسرائيلية أخرى الهيكل التنظيمي لكتائب الأقصى، وعلى رأسه اسم البرغوثي، فهو النائب المنتخب في البرلمان الفلسطيني، وأمين سر حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، واختطف من مناطق السلطة الفلسطينية، الأمر الذي كان مخالفا للاتفاقيات الموقعة بين الاحتلال ومنظمة التحرير.
أما الرئيس السابق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) آفي ديختر -الذي أصبح وزيرا للزراعة حاليا- فكشف أن البرغوثي كان هدفًا للاغتيال قبل اعتقاله لكنه كان في كل مرة ينجو منه.
يوم 15 أبريل/ نيسان 2002، اقتيد مروان البرغوثي إلى معتقل المسكوبية في القدس المحتلة، وهو واحد من أشهر مراكز التحقيق الخاضعة لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، وآنذاك قابله المحقق “غزال” -الذي حقق معه عام 1978 في زنازين رام الله حين كان فتى- وأخبره أنه أصبح نائبا لرئيس الشاباك حينها، كاشفا عن اسمه الحقيقي “عوفر ديكل”، وقال له: إنها النهاية.
يروي البرغوثي الذي لا يزال حتى الآن قابعا في سجنه عن تجربته في الزنازين خلال الفترة الممتدة من عام 2002 حتى العام 2005، في كتابه “ألف يوم في زنزانة العزل الانفرادي”.
وأمام المحقق غزال، يستذكر البرغوثي تلك اللحظات حين كان طالبا في الثانوية وخاض أول تجربة اعتقال في السجون الإسرائيلية، قائلا: دون وعي تحسست جسدي، تذكرت كم كان صعبا وشاقا في حينه على طالب مدرسة أن يتعرى تماما أمام محقق إسرائيلي، يطلب منه فتح ساقيه وركله بينهما.
يتذكر تلك “الندبة الأبدية” في جبينه، حين ارتطم رأسه في الجدار نتيجة التعذيب، قائلا “تمنيت أن أخبرهم أن ابني قسّام صار رجلا يحمل الراية والفكرة”، مؤكدا أن ما تعرض له خلال التحقيق شيء لا يُذكر أمام ما يتعرض له عشرات الآلاف من الفلسطينيين.
فقد اعتقل “مهندس الانتفاضة” كما يسميه الفلسطينيون، في وقت تزدحم فيه السجون الإسرائيلية وزنازين التحقيق بالأسرى، مما دفع ضباط التحقيق المتقاعدين للعودة إلى العمل، يقول البرغوثي إنهم “أمضوا حياتهم في تعذيب آلاف المناضلين”، ولديهم الخبرة في التعذيب النفسي والجسدي معا.
يعتبر البرغوثي أن التجربة الأخيرة تختلف عن سابقاتها، خاصة أن سنواتها الأولى جاءت في ظل استمرار الانتفاضة الثانية، ووسط مواجهات دامية، وحصار فرضه الاحتلال ضمن عملية “السور الواقي” التي أعلنها شارون بعد يومين من الهجوم الذي نفذه الفلسطيني من طولكرم عبد الباسط عودة يوم 27 مارس/ آذار 2002، بفندق “بارك” في نتانيا شمالي تل أبيب وأسفر عن مقتل 29 إسرائيليا وجرح العشرات.
إن كل عملية فدائية كانت تمنحني مزيدا من القوة وتؤكد صحة خيار الانتفاضة والمقاومة
في المسكوبية، يستخدم المحققون معه كل أشكال الإهانة والإذلال والشتائم البذيئة والضغط النفسي، ولإحباط المعنويات، كان المحققون يرددون له أن “إسرائيل مثل الحائط، من يضرب رأسه بها سوف ينفجر، وأنها هزمت العرب عام 1948 وعام 1967، وأن مصر استسلمت لها في كامب ديفيد، كما أن العرب ليسوا إلى جانبكم، وأن كثيرا من الدول العربية لا تريد دولة فلسطينية، وأن السلطة الفلسطينية فاسدة، والكثير من قادتها لا يريدون أن يروا مروان البرغوثي إلى الأبد، وأن فلسطين راحت..”.
وعن درجة الماجستير في التاريخ والعلوم السياسية التي يحملها الأسير من جامعة بيرزيت، أخبره المحقق أنها من “جامعة بدائية متخلفة لا تصلح روضة أطفال”، فهو الذي ترأس مجلس الطلبة في الجامعة عام 1983 إلى جانب دراسته، وانتخب رئيسا للمجلس 3 سنوات متتالية.
اتسمت أيام التحقيق مع البرغوثي بالمرارة والقسوة خاصة أن العمليات الفلسطينية لم تتوقف، وكان ذلك يزيد من شدة الحقد لدى السجان، الأمر الذي ينعكس على الأسير تعذيبا، يقول القيادي الفتحاوي “إن كل عملية فدائية كانت تمنحني مزيدا من القوة وتؤكد صحة خيار الانتفاضة والمقاومة”.
كان الأهم بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، أن يحكم البرغوثي مدى الحياة، فقد حُمل المسؤولية المباشرة عن مقتل عدد من الإسرائيليين، ومسؤولية غير مباشرة عن مقتل 140 آخرين، كذلك قيادة الانتفاضة وتأسيس كتائب الأقصى.
يوضح البرغوثي صاحب التجربة الطويلة في السجون، والذي فشلت قوات الاحتلال باغتياله سابقا، أن الإستراتيجية التي اتبعها في التحقيق هي عدم التعاون مع المحققين وعدم الإدلاء بأي معلومات، والتصميم على تحمل العذاب، حتى لو الأمر إلى الاستشهاد.
وهناك في الزنازين، يسأله المحقق عن اسم ابنه البكر: هل أسميته إعجابا بكتائب القسّام؟ أم على اسم القيادي عز الدين القسّام؟، وأخبره أيضا “أنت وعرفات تدعيان أنكما مع السلام لكنكما كاذبان وإرهابيان.. واتفاق أوسلو كان أكبر خطأ قامت به إسرائيل”، متعهدا بألا يخرج الاحتلال من الضفة الغربية.
كما أصرّ محقق آخر على معرفة سبب تسمية أولاده بالقسّام وشرف وعرب وربى.
أجابه البرغوثي “لأنني أحب عز الدين القسام، وهو رمز خالد في قلوبنا، أما شرف فهو على اسم زميل لي من خان يونس في غزة، قتله الاحتلال وهو في السنة الخامسة بكلية الهندسة، وعن عرب، فلأنني عربي، أعتز بعروبتي، وربى، فلأنني أحب الأرض”.
يقول أبو القسام في كتابه عن الزنازين إن المحققين بذلوا جهدا مضنيا في الحرب النفسية، حيث يستخدمون الحالة العربية التي يصفونها بالمهزومة ويرددون أن “العرب ليسوا أكثر من أصفار ويعانون من تخلف عقلي” وذلك لبث اليأس والإحباط في نفس الأسير، عدا الإهانة وزرع الخوف، فقال له أحد المحققين “ستمضي حياتك في السجون، وتموت فيها، ستبقى حتى تتعفن، وستعيش حياة الذل والإهانة في الزنازين الانفرادية أو مع بعض الأسرى”. وقالو له “لم تعد نائبا في البرلمان، ولا مسؤولا في فتح، لأن عرفات عين بديلا عنك”.
وفي السجن، تركز التحقيق مع البرغوثي على محاور عدة أبرزها:
- أولا: العلاقة مع عرفات خاصة فيما يتعلق بالتمويل وقرار العمليات المسلحة.
- ثانيا: رئاسة التنظيم وتأسيس كتائب شهداء الأقصى المسلحة.
- ثالثا: التسليح وتمويل الخلايا الفلسطينية والإشراف على عشرات العمليات التي أودت بحياة أكثر من 100 إسرائيلي.
- رابعا: مصادر التمويل سواء كانت من الخارج أو من الداخل، وكيف وصلت.
- خامسا: العلاقة مع فصائل المقاومة الفلسطينية والتنسيق القائم بينها في مختلف المناطق.
- سادسا: الصلة بعمليات بارزة مثل عملية “عين عريك” التي وقعت قرب رام الله عام 2002 وأسفرت عن مقتل 6 جنود إسرائيليين، كذلك عملية الخضيرة عام 2001، وتل أبيب عام 2002، وعدد آخر من العمليات.
أسميت ابني قسام لأنني أحب عز الدين القسام، وهو رمز خالد في قلوبنا، أما شرف فهو على اسم زميل لي من خان يونس في غزة، قتله الاحتلال وهو في السنة الخامسة بكلية الهندسة، وعن عرب، فلأنني عربي، أعتز بعروبتي، وربى، فلأنني أحب الأرض.
تنقل البرغوثي خلال فترة التحقيق على عدة مراكز مثل المسكوبية وبيتح تكفا ومركز التحقيق السري الذي يحمل رقم 1391، والذي استغرق الوصول إليه من مركز المسكوبية في القدس نحو 3 ساعات، يقول البرغوثي “اقتادوني معصوب العينين، ومقيد اليدين والقدمين، ثم مددوني داخل سيارة عسكرية، وضعوا أقدامهم على جسدي، وكان رماد سجائرهم يتساقط على وجهي، قائلين إنك ستتعرض لـ “تحقيق عسكري”، الأمر الذي يعني أن لا قيود ولا حدود ولا رقابة على التعذيب، وقال له المحقق: إن هذا المكان مخيف لكنك أنت من أجبرتنا على إحضارك هنا.
وفي زنازين بيتح تيكفا، جلب المحققون “عصفورا”، (عميل يجنده الاحتلال ويمثل دور المعتقل المقاوم من أجل انتزاع اعتراف الأسير) مدعيا أنه من بلدة فلسطينية، وأنه شقيق أحد أهم المرافقين سابقا لعرفات، وكان “العصفور” يحاول التقاط معلومة عن تعاون محتمل بين البرغوثي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ففاجأه مروان بأنه يعرف البلدة جيدا، وأنه زارها حين كان مطاردا في الثمانينيات قبل أن يبعده الاحتلال خارج البلاد، وأنه أوصى المحامي أن يتصل بأهل (العصفور) ويطمئنهم عن ابنهم. يقول البرغوثي إنه “في اليوم التالي اختفى ولم أشاهده إلا في المحكمة”.
يوم 14 أغسطس/ آب 2002، كانت الجلسة الأولى لمحاكمته، وأمام عائلات القتلى الإسرائيليين، ووسائل الإعلام، رفع البرغوثي يديه المقيدتين، هاتفا باللغات العربية والعبرية والإنجليزية: الانتفاضة ستنتصر، الانتفاضة ستنتصر، وظل يلوح بشارة النصر تلك على مدى 30 جلسة.
وفي الجلسة الأخيرة لمحاكمته، يذكر البرغوثي أنه وجه التحية إلى الشعب الفلسطيني وإلى أمتيه العربية والإسلامية وإلى أحرار العالم، وقال مخاطبا القضاة: “إنكم لا تختلفون عن طياري الأباتشي الذين يغتالون شعبي ليلا نهار”، وبعد النطق بالحكم، قالت رئيسة المحكمة: “إن الجلسة القادمة سوف تعقد بعد نحو 540 عاما”.
عام 2003، نقله الاحتلال إلى العزل الانفرادي، في سجن الرملة، يجاوره الأسير أحمد البرغوثي الملقب بـ”الفرنسي” القائد في كتائب الأقصى، والمعتقل منذ عام 2002 ومحكوم بـ13 مؤبدا و50 عاما، ثم إلى سجن شطّة، المعروف بقسوة العزل فيه، يجاوره في الزنزانة الأسير حسن سلامة، أحد أبرز قادة القسّام والمحكوم بالسجن المؤبد 48 مرة، ثم إلى بئر السبع، وكان جاره عبد الله البرغوثي أحد قادة حماس المحكوم بالمؤبد مدى الحياة 67 مرة.
وفي وحدة الزنازين ولياليها الموحشة، يتذكر البرغوثي قرية كوبر مسقط رأسه عام 1959، وصباحات رام الله، يحن إلى أولاده وزوجته، ثم يحملق في سقف الزنزانة، ويتساءل: ما الذي دفعني لأحمل بندقية؟ فيقرأ القرآن ويتذكر الانتفاضة، وتضحيات الشهداء، وعذابات الأسرى وقضية فلسطين.
وفي العزل، يقرأ أبو القسام ما يسمح السجان بإدخاله من كتب، ويطالع الصحف العبرية، يتابع ما تكتبه أقلام الإسرائيليين حول الانتفاضة أمثال آفي أسخروف، وعاموس هرئيل، وعوفر شيلح ورفيف دروكر، وغدعون ليفي، وعميره هيس وغيرهم.
يراقب الأسير مروان أحداث الانتفاضة المستمرة، والردود الفلسطينية على الاغتيالات الإسرائيلية بحق القادة الفلسطينيين، ويكتب الرسائل لزوجته المحامية فدوى البرغوثي، ويتابع تقلبات المشهد الفلسطيني واقتحام المقاطعة في رام الله ونبأ رحيل عرفات: “شعرت بالأسى لرحيله، وباليأس لأنه ترك حركة فتح في أسوأ أحوالها.. فلسطين ليست همه فقط بل كانت تسكن في كل أرجاء جسده والقدس هاجسه الوحيد”.
أسهم البرغوثي أثناء اعتقاله في صياغة “وثيقة الوفاق الوطني” الصادرة عن القادة الأسرى لمختلف الفصائل الفلسطينية في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وفي انتخابات 2006 ترأس القائمة الموحدة لحركة فتح في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الثانية، وفاز بعضوية المجلس، كما فاز بعضوية اللجنة المركزية لحركة فتح في المؤتمر السادس الذي عقد عام 2009، واحتفظ بمقعده في المؤتمر العام السابع للحركة.
عام 2011، رفضت إسرائيل الإفراج عنه ضمن صفقة الجندي “شاليط”، بعد أن كان على رأس قائمة الأسرى الذين طالبت حركة حماس بإطلاق سراحهم.
وللفت نظر العالم لقضية الأسرى العادلة، خاض البرغوثي عام 2017 إلى جانب أكثر من 1500 أسير فلسطيني إضرابا عن الطعام تحت اسم “إضراب الكرامة”، استمر 41 يوما، بالتحالف والتوافق مع القائد أحمد سعدات، زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وخلال سنوات سجنه الـ 21، لم ينقطع البرغوثي عن التواصل مع حركة فتح والفصائل الفلسطينية، وترشح لرئاسة السلطة الفلسطينية في منتصف يناير/كانون الثاني 2021، وظل يدعو في جميع رسائله إلى أن تبقى البوصلة فلسطين.
يُنظر إلى مروان البرغوثي على أنه رجل سلام مغيب بالسجون الإسرائيلية، كما تراه صحيفة لوتان السويسرية، والقادر على “تغيير وجه السلطة الفلسطينية”، كما قالت يديعوت أحرونوت، والأكثر شعبية من قادة “فتح” لرئاستها بعد محمود عباس، في وقت يظهر فيه أحدث استطلاع رأي بين الفلسطينيين أن 90% منهم يطالبون الرئيس بالاستقالة، مع ارتفاع نسبة تأييد العمل المسلح لمواجهة الاحتلال.