أعلنت أذربيجان -اليوم الأربعاء- مقتل 192 من جنودها ومدني واحد خلال هجومها الخاطف في ناغورني قره باغ الأسبوع الماضي، في حين قالت أرمينيا إنها سجلت وصول أكثر من 42 ألف نازح من الإقليم.
وقالت وزارة الصحة الأذربيجانية إن أكثر من 500 جندي أذربيجاني أُصيبوا أيضًا في الهجوم الذي استمر يوما واحدا، وأعلنت بعده باكو استعادة سيطرتها على قره باغ، عقب إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار واستسلام المقاتلين الأرمن.
وكانت سلطات أرمن إقليم ناغورني قره باغ أعلنت أن حصيلة ضحايا العملية العسكرية الأذربيجانية بلغت 200 قتيل على الأقل، إضافة إلى 400 جريح.
في سياق متصل، قالت الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن حصل على تأكيد من رئيس أذربيجان إلهام علييف بأن بلاده لا تعتزم القيام بعمليات عسكرية إضافية في قره باغ.
وأشارت الخارجية الأميركية إلى أن بلينكن حث الرئيس الأذربيجاني على السماح بدخول بعثة مراقبة دولية إلى قره باغ والالتزام بعفو واسع في الإقليم.
في سياق متصل، حث مجلس الأمن القومي الأميركي على استمرار وصول المساعدات الإنسانية إلى قره باغ، وأعلن تقديم مساعدات إنسانية إضافية لتلبية احتياجات المتضررين والنازحين بسبب أعمال العنف الأخيرة في الإقليم.
فرصة للتطبيع
في غضون ذلك، قال حكمت حاجييف مستشار الرئيس الأذربيجاني للسياسة الخارجية إن الفرص الآن أفضل لتطبيع العلاقات بين أذربيجان وأرمينيا.
وخلال مؤتمر صحفي في بروكسل، قال حاجييف إن المحادثات التي استضافها الاتحاد الأوروبي مع نظيره الأرميني كانت بناءة للغاية.
واستقبل الاتحاد الأوروبي في بروكسل -أمس الثلاثاء- ممثلين كبارا عن أرمينيا وأذربيجان، وهما جمهوريتان سوفياتيتان سابقتان تواجهتا عسكريا في ناغورني قره باغ في الفترة الممتدة بين عامي 1988 و1994 (30 ألف قتيل) وفي خريف عام 2020 (6500 قتيل).
ومن المقرر أن يجتمع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني في الخامس من أكتوبر/تشرين الأول المقبل في غرناطة بإسبانيا، بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، وهو اجتماع مخطط له منذ فترة طويلة، ولم يتم إلغاؤه حتى اليوم رغم المواجهة الأخيرة.
تواصل النزوح
يأتي ذلك في وقت قالت فيه الحكومة الأرمينية اليوم إن 42 ألفا و500 من سكان إقليم ناغوني قره باغ دخلوا إلى الأراضي الأرمينية أثناء وبعد المواجهة العسكرية الأخيرة بين أذربيجان وأرمن الإقليم.
وكانت أذربيجان تعهّدت بالسماح للانفصاليين الذين يسلّمون أسلحتهم بالذهاب إلى أرمينيا، وفتحت الأحد الماضي الطريق الوحيد الذي يربط ناغورني قره باغ بهذا البلد، بعد 4 أيام من استسلام الانفصاليين والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار الذي وضع المنطقة تحت سيطرة باكو.
وعبرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها إزاء العدد المتزايد من اللاجئين الفارين إلى أرمينيا في الأيام الأخيرة، ودعت إلى حماية المدنيين والاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي وقانون اللاجئين.
دعوة ألمانية
ودعت برلين باكو إلى السماح لمراقبين دوليين بالدخول إلى قره باغ، كما أعلنت رفع مساعداتها الإنسانية لسكان الإقليم.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك -في بيان- “نعمل بكل قوانا مع شركائنا لإرسال مراقبين بأسرع وقت ممكن”، واعتبرت أن السماح بإرسال مراقبين دوليين “سيشكل دليل ثقة على أن أذربيجان جدية في التزامها بأمن سكان ناغورني قره باغ”، وفق تعبيرها.
وشددت على أنه من حق سكان هذا الإقليم العيش في سلام، وأشارت إلى أن برلين سترفع مساعداتها الإنسانية من مليوني يورو إلى 5 ملايين عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر.