تبادل وزيرا خارجية أذربيجان وأرمينيا الاتهامات بشأن التصعيد في إقليم ناغورني قره باغ، في حين بدأت سلطات الأرمن في الإقليم حل جيشها وسحب قواتها من مواقع القتال.
وقال وزير خارجية أذربيجان جيهون بيرموف، في كلمة له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إن بلاده عرضت السلام على أرمينيا، إلا أن هذه الأخيرة لم تلتزم بتعهداتها السابقة، مشيرا إلى أن الجهود المبذولة من أجل السلام ظلت رهينة لسياسة الانتقام الأرمينية.
في المقابل، قال وزير الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان إن التحركات العسكرية ضد سكان قره باغ تزعزع استقرار المنطقة، موضحا أن بلاده بذلت جهودا كبيرة لتحقيق السلام، ولكن أذربيجان تلجأ للقوة.
ميدانيا، قالت سلطات الأرمن في الإقليم إنها بدأت حل جيشها المعروف باسم “جيش الدفاع في ارتساخ”، وسحب قواتها من خطوط الاشتباك والمواقع القتالية.
وأضافت في بيان أنه وبموجب اتفاق وقف القتال، فإنها ستبدأ في تنفيذ ما اتفق عليه مع أذربيجان، ويتضمن ذلك أيضا تنظيم مشاورات سياسية بشأن مستقبل الإقليم وشعبه.
مساعدات إنسانية
وكان مراسل الجزيرة، قد أفاد بأن أربع شاحنات تابعة للصليب الأحمر عبرت ممر لاتشين، أمس السبت، باتجاه إقليم قره باغ، كما عبرت قافلة شاحنات تابعة لقوات حفظ السلام الروسية الممر تحمل مواد غذائية ووقودا ومواد أخرى.
وعرض الجيش الأذربيجاني أمام صحفيين على مرتفعات عاصمة الإقليم ستيبانا كيرت، مئات الأسلحة التي صادرها من الانفصاليين منذ هجومه الخاطف مطلع الأسبوع على هذه المنطقة الانفصالية ذات الغالبية الأرمينية.
وقالت مسؤولة في الصليب الأحمر الدولي التقتها وكالة الصحافة الفرنسية عند نقطة التفتيش الأرمينية في كورنيدزور لدى عبور القافلة، إن “اللجنة الدولية للصليب الأحمر عبرت ممر لاتشين لتنقل خصوصا 70 طنا من المساعدة الإنسانية للسكان”.
وقد نفى ممثلو أرمن الإقليم دخول الجيش الأذربيجاني مدينة ستيبانا كيرت، عاصمة الإقليم، وأكدوا أن القوات الموجودة على أطرافها هي قوات حفظ سلام روسية.
اعتقال محتجين
وكانت قوات الأمن الأرمينية قد اعتقلت عددا من المحتجين في ساحة الجمهورية وسط العاصمة يريفان.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن المحتجين حاولوا ظهر اليوم، قطع الشوارع المؤدية إلى الساحة حيث يقع مبنى الحكومة الأرمينية.
من جهتها، أعلنت السلطات فتح قضايا جنائية في حق 48 شخصا اعتقلوا خلال المظاهرات، ووضعت 5 منهم رهن الاعتقال.
ويطالب المحتجون رئيس الوزراء الأرميني بالاستقالة على خلفية الأحداث في إقليم قره باغ.
وفي سياق مواز، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس السبت، قادة أرمينيا بمفاقمة التوتر في قره باغ.
وفي كلمة ألقاها بالأمم المتحدة، اعتبر لافروف أن القوى الغربية “تحرك الخيوط” لتقويض النفوذ الروسي، مضيفا “للأسف، القيادة في أرمينيا تصب -من وقت لآخر بنفسها- الزيت على النار”.
من جانبها، قالت الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن أعرب في اتصال مع رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان عن قلق واشنطن إزاء وضع سكان قره باغ.