بعد جولة اقتراع شديدة التنافس، لم ينجح أي من المرشحين لانتخابات الرئاسة التركية في الحصول على نسبة الحسم المطلوبة، فما حظوظ المتنافسين في الجولة الثانية استنادا إلى عناصر القوة لديهما؟
ويحتدم الجدل السياسي في تركيا قبيل جولة ثانية من انتخابات رئاسية مثيرة قد تشكل علامة فارقة في تاريخ البلاد. وقد بدأ المرشحان العمل على حشد المؤيدين واستمالة المترددين، في سباق انتخابي يزيده اشتعالا الوضع الاقتصادي وقضية اللاجئين.
ويتنافس في جولة الإعادة لحسم الانتخابات الرئاسية، كلٌّ من الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان الذي يمثل تحالف الجمهور، وكمال كليجدار أوغلو عن تحالف الشعب المعارض.
وعن فرص الفوز، قال الخبير في الشأن التركي وأستاذ العلاقات الدولية في مركز ابن خلدون في جامعة قطر علي باكير -في حديثه لبرنامج “سيناريوهات” (2023/5/18)- إن حظوظ المرشحين لا تزال قائمة لكن من الناحية العملية يبدو أن حظوظ أردوغان أكثر من كليجدار أوغلو، فالانتصار في البرلمان يعطي دفعة معنوية لأنصار الرئيس، خاصة في ظل وجود تحالف الجمهور الذي يبدو متماسكا ومنسجما.
وشدد على أن الطرفين سيعملان على حشد الجمهور خاصة بعد مفاجأتهم بعدم حسم النتيجة في الجولة الأولى، مشيرا إلى أن المعارضة تحاول التركيز على نقاط الضعف لدى أردوغان، خصوصا ملفي اللاجئين والواقع الاقتصادي للحكومة الحالية حتى تتمكن من كسب أكبر عدد من الأصوات.
هل أردوغان في ورطة؟
من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي يوسف كانلي أن نتائج الانتخابات شكلت خيبة أمل كبيرة، لأنه كان من المتوقع أن يكون الفارق كبيرا بين الخصمين، مشيرا إلى أن أردوغان يشعر بثقة مبالغ فيها في الجولة الثانية، في حين أنه إذا لم يتمكن من إقناع الناخبين بالتوجه إلى صناديق الانتخاب قد يجعله ذلك في ورطة.
كما شدد على أن الرهان هو إثارة حماس ودعم الناخبين، متوقعا فوز أردوغان في هذه الانتخابات لأن غالبية البرلمان من حزبه، وهو ما سيسهّل عليه الحكم، ولكن هذا لا يعني انعدام فرص كليجدار في الفوز، كما أوضح الباحث في الشأن التركي الدكتور عمر كوركماز.
وبشأن التخوف من العزوف عن التصويت، أوضح الدكتور كوركماز أن التصويت بالنسبة للمواطن التركي يتعلق بأمر وطني، ولذلك لن يكون هناك تراجع عما تم القيام به في الجولة الأولى، ولم يتوقع وجود أي تراجع على المستوى الشعبي في التصويت، معتبرا أنه لا يمكن حسم النتيجة لأردوغان ولكن النتيجة الأولى بينت حظوظه في الفوز بشكل أكبر.
يذكر أن نسبة الحسم المطلوبة في الانتخابات هي (50% + صوت واحد) حيث اقترب الرئيس أردوغان من نسبة الحسم بفارق ضئيل (49.51%)، بينما حصل منافسه كليجدار أوغلو على نسبة (44.88%). وذهبت باقي الأصوات إلى المتنافس الثالث سنان أوغان (5.17%)، ومحرم إينجه المنسحب من السباق (0.44%).
وبهذه النتيجة، أصبحت تركيا على موعد في 28 من هذا الشهر الجاري مع جولة الإعادة لحسم السباق الرئاسي بين مرشح تحالف الجمهور الرئيس الحالي أردوغان ومرشح تحالف الشعب المعارض كليجدار أوغلو، إذ يسعى كل من المتنافسين، فيما تبقى من أيام معدودة على خوض جولة الإعادة إلى توظيف أقصى طاقاتهما ومحاولة تلافي بعض الأخطاء وعقد مزيد من التحالفات والتفاهمات أملا بالفوز بمقعد الرئاسة.