أردوغان: النظام الدولي لا يواكب العصر ولا يحل مشكلات

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن إسرائيل تنتهك أبسط حقوق الإنسان وتدوس على القانون الدولي وترتكب إبادة جماعية بغزة.

وأضاف أردوغان في افتتاح النسخة الرابعة لمنتدى أنطاليا للدبلوماسية، أن النظام الدولي أصبح لا يواكب روح العصر ولا يقدم حلولا للمشكلات.

وأوضح أن منطقة الشرق الأوسط كانت الأكثر تضررا من التنافس بين الدول العظمى، وذكر أن العالم أكبر من خمس دول، في إشارة للدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن.

وقال “نعلن مرة أخرى أننا نفضل الحوار على الصراعات، والعقل المشترك والضمير العالمي على الاستقطاب”، وتابع “نريد أن نرى المنطقة تنعم بالسلام بدلا من النزاعات، وبالرفاه عوضا عن الدماء والدموع والآلام والتوترات”.

ويستضيف المنتدى -الذي يستمر 3 أيام- أكثر من 4 آلاف مشارك، بينهم أكثر من 20 رئيس دولة وحكومة، وما يزيد على 70 وزيرا بينهم أكثر من 50 وزير خارجية، إلى جانب نحو 60 ممثلا رفيع المستوى عن مؤسسات دولية.

ويكتسب المنتدى أهمية خاصة هذا العام نظرا لتوقيته في خضم توترات دولية وانقسامات غير مسبوقة على الساحة العالمية، إذ يجتمع قادة ومسؤولون من مختلف الدول لبحث سُبل “استعادة الدبلوماسية في عالم منقسم” -وهو شعار نسخة هذا العام- سعيا لإعادة الزخم للحلول السلمية في مواجهة نزاعات وصراعات متصاعدة.

ووصل الرئيس السوري أحمد الشرع اليوم الجمعة إلى تركيا للمشاركة في المنتدى، وهي زيارته الثانية لهذا البلد منذ توليه منصبه، حيث زار مطلع فبراير/شباط الماضي العاصمة أنقرة والتقي آنذاك الرئيس التركي أردوغان.

كما وصل رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إلى تركيا بدعوة من أردوغان، حيث يجري مباحثات ثنائية مع الرئيس التركي لاستعراض مسار العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها وتطويرها وتقويتها في مختلف المجالات، وآفاق الارتقاء بالتعاون المشترك بين البلدين، إلى جانب القضايا ذات الاهتمام المشترك.

رفض التهجير

بدوره، أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مجددا رفض بلاده أي خطة تهدف لإرغام الفلسطينيين على ترك وطنهم، منتقدا صمت مجلس الأمن الدولي أمام كل الانتهاكات التي تقع في قطاع غزة.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة عقب اجتماع مجموعة الاتصال بشأن قطاع غزة، المشكلة من قبل منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، على هامش منتدى أنطاليا الدبلوماسي.

وقال فيدان إن أنطاليا استضافت اليوم اجتماع مجموعة الاتصال تحت شعار “حل الدولتين والسلام الدائم في الشرق الأوسط”.

وأوضح أنه شارك في الاجتماع وزراء خارجية كل من فلسطين والسعودية وقطر ومصر والأردن والبحرين وإندونيسيا، والأمينان العامان لمنظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية، إلى جانب ممثلين عن الإمارات والصين وروسيا وأيرلندا وإسبانيا والنرويج وسلوفينيا ونيجيريا والاتحاد الأوروبي.

وذكر فيدان أنهم تناولوا الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وجهود إعادة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، والتطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ونتائج عدوان إسرائيل المتصاعد على المستوى الإقليمي، مشددًا على ضرورة التحرك الدولي نحو السلام وحل الدولتين.

وشدد فيدان على ضرورة ضمان وقف إطلاق النار الدائم بغزة في أسرع وقت، معربا عن دعم بلاده للمبادرة القطرية المصرية الأميركية لوقف إطلاق النار. كما شدد على ضرورة السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بشكل دائم.

وأكد على رفضهم جميع الخطط التي تجبر الفلسطينيين على مغادرة وطنهم الأم، معربا عن دعم أنقرة لخطة الجامعة العربية بشأن إعادة إعمار قطاع غزة. وعبّر عن دعم بلاده أيضا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

ودعا وزير الخارجية التركي المجتمع الدولي لتقديم كافة أنواع الدعم لجهود إحلال السلام، لافتا إلى أن موقف إسرائيل العدواني يؤدي إلى عدم الاستقرار إقليميًا والفوضى عالميًا.

وأعرب عن ثقته بأن الفلسطينيين سيعيشون في سلام تحت سقف دولتهم الخاصة يوما ما. وأكد أن حل الدولتين هو ضمان لأمن إسرائيل أيضا، داعيا إياها لإعلان وقف فوري لإطلاق النار بأسرع وقت والجنوح إلى السلام مع الفلسطينيين، مشددا على أن تركيا ستواصل تسليط الضوء على القضية الفلسطينية في كافة المحافل الدولية.