انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء، صمت المجتمع الدولي إزاء ما يحدث في قطاع غزة، قائلا إن “العالم يتابع بشكل مباشر وحشية مصاص الدماء المعتوه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”.
والأحد، قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي 45 فلسطينيا وأصاب العشرات، أغلبهم أطفال ونساء، بقصف جوي شنه على خيام نازحين بمنطقة تل السلطان شمال غربي رفح، رغم أنها كانت ضمن المناطق التي زعم أنها “آمنة ويمكن النزوح إليها”.
وأضاف، في كلمة أمام كتلته البرلمانية، أن جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة دخلت مرحلة جديدة باستهدافها مخيمات النازحين.
ولفت إلى أن الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير وحرية الصحافة وحقوق المرأة والطفل تموت أيضا في أميركا وأوروبا بينما تقتل الإنسانية في غزة.
وطالب أردوغان، بألا يتقدم أي مسؤول غربي ويتحدث عن الديمقراطية، وحقوق الإنسان، وحرية التعبير، وحرية الصحافة بغطرسة أو مستخدمًا لغة متعالية بعد الآن.
وأشار إلى أنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تعي أنّ يديها ملطختان بالدماء.
فشل أممي وإسلامي
واعتبر الرئيس التركي أنّه لم تعد هناك حاجة للأمم المتحدة بعد فشلها في إيقاف الإبادة الجماعية في غزة. وأردف قائلا “الأمم المتحدة لا يمكنها أن تحمي حتى موظفيها. ماذا تنتظرون لتتصرّفوا؟ ماتت روح الأمم المتحدة في غزة”.
كما انتقد “العالم الإسلامي” لعدم تحركه حيال الغارة الإسرائيلية.
وتابع “لدي بضع كلمات أقولها للعالم الإسلامي: ماذا تنتظرون لاتخاذ قرار مشترك؟ الله سيحاسبكم، سيحمّلنا المسؤولية”.
وشدد على أنه “لن تكون أي دولة آمنة بما فيها تركيا ما لم تكن إسرائيل خاضعة لرقابة القانون الدولي”.
وأكد أن أكثر من ثلاثة أرباع الأعضاء في الأمم المتحدة يعترفون بدولة فلسطين، وأنه “لا يمكن ترك القرار المشترك لـ147 دولة لأهواء 5 دول (دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي)”.
كما أشاد الرئيس التركي بالشباب في العديد من البلدان والجامعات بالعالم الذين احتجوا ضد “الإبادة الجماعية”، مبينًا أن الأكاديميين والأساتذة رفعوا صوتهم ضد “الإبادة الجماعية رغم كافة الضغوط والبلطجة الصهيونية”.
وشدد على أن الشبان يتضامنون مع فلسطين رغم التهديدات بطردهم من جامعاتهم.
وأشار إلى أن العديد من الفنانين والرياضيين والكُتاب والعلماء من “ذوي الرحمة والضمير أصبحوا صوت غزة متحملين كل الأثمان”.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا على غزة، خلفت أكثر من 117 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل الحرب على غزة رغم أوامر من محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم البري على مدينة رفح (جنوب) فورا، واتخاذ تدابير مؤقتة لمنع وقوع أعمال “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بالقطاع.