يجتمع زعماء رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) اليوم الثلاثاء في إندونيسيا لإجراء محادثات من المتوقع أن تهيمن عليها أزمتا بورما وإصرار بكين على فرض سيادتها على بحر جنوب الصين.
وستعقب القمة محادثات مع بكين وواشنطن وقوى أخرى، حيث تسعى كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي إلى الضغط على بكين لإجبارها على التراجع عن تأكيد سيادتها على الممر المائي المتنازع عليه.
ويكافح أعضاء رابطة آسيان، المؤلفة من 10 دول والتي يُنظر إليها دائما باعتبارها تجمعا غير فاعل، لتوحيد موقفهم حيال أزمة بورما منذ أن أطاح انقلاب عام 2021 بالحكومة المنتخبة ديمقراطيا في الدولة العضو في التكتل.
ويجتمع أعضاء رابطة آسيان لصياغة إعلان يستوعب مواقف كافة الأعضاء بشأن بورما، حيث يشن الانقلاب العسكري حملة قمع دامية على المعارضة.
وفي مسودة البيان الختامي التي اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية، تُرك قسم فارغ بشأن بورما، مما يعكس عدم وجود توافق في الآراء بين الدول الأعضاء.
وكانت إندونيسيا رئيسة القمة قد حضت المجلس العسكري في بورما، الممنوعة من حضور اجتماعات آسيان، على تطبيق خطة من 5 نقاط تم التوافق عليها قبل عامين لإنهاء العنف.
لكن هذه الجهود لم تثمر، إذ يتجاهل المجلس العسكري الانتقادات الدولية ويرفض التعامل مع معارضيه.
وبدلا من ذلك، عقدت تايلند اجتماعات أحادية مع المجلس العسكري وأيضا الزعيمة المخلوعة أونغ سان سو تشي، مما أدى إلى تعميق الانقسامات داخل آسيان.
وأفاد دبلوماسي من إحدى دول جنوب شرق آسيا بأن بعض البلدان تضغط من أجل دعوة المجلس العسكري البورمي مجددا إلى اجتماعات الرابطة.
بحر جنوب الصين
وفي موضوع آخر، ستتناول القمة سلوك بكين في بحر جنوب الصين في أعقاب إصدارها خريطة جديدة الأسبوع الماضي تتعارض مع مطالبات العديد من أعضاء آسيان فيما يتعلق بالبحر.
وأثارت الخريطة غضب الدول في جميع أنحاء منطقة آسيا والمحيط الهادي، والرفض الشديد من الهند وماليزيا وفيتنام والفلبين.
وبحسب المسودة، سيعرب زعماء آسيان عن قلقهم بشأن “الأنشطة والحوادث الخطيرة” في البحر المتنازع عليه، التي يمكن أن تؤدي إلى “تقويض السلام والأمن والاستقرار في المنطقة”.
دول شرق آسيا
ويوم الخميس، تنعقد قمة دول شرق آسيا التي تضم 18 دولة ويغيب عنها هذه المرة الرؤساء الأميركي جو بايدن والصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين.
وسيمثل بكين رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، في حين يمثل موسكو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
وفي هذه القمة التي تضم الولايات المتحدة والصين واليابان والهند وروسيا، من المتوقع أن تصطدم هاريس مع نظيرها لافروف على غرار مواجهات مماثلة في اجتماعات سابقة بشأن حرب أوكرانيا.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن هاريس ستركز خلال اجتماعاتها على “أزمة المناخ والأمن البحري”.