تركيا- أكد بهشتي إسماعيل سونجور، ممثل تركيا في أسطول الحرية ورئيس جمعية “مافي مرمرة”، استعداد الأسطول للانطلاق من إسطنبول إلى قطاع غزة قريبا، بهدف كسر الحصار المفروض على القطاع.
وفي حديثه للجزيرة نت، شدد سونجور على أن الاستعدادات تتواصل على قدم وساق، رغم العراقيل السياسية واللوجيستية التي واجهها الأسطول مؤخرا.
وكانت جمهورية غينيا بيساو قد سحبت عَلمها من اثنتين من سفن الأسطول، المحمل بآلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة، في أعقاب ضغوط إسرائيلية مستمرة لمنع انطلاق الأسطول، ما اضطر اللجنة العليا للأسطول إلى تأجيل الإبحار، الذي كان مقررا يوم الجمعة الماضي.
وقال سونجور “العقبات التي نواجهها، بما في ذلك تأثير إسرائيل على بعض الدول لمنعها من دعمنا، لم تفت في عضدنا بل زادت من إصرارنا على تحقيق هدفنا. فالانسحاب الغيني يعكس الضغوطات السياسية الراهنة، ولكنه لن يوقفنا. نحن الآن في المراحل الأخيرة من التحضيرات وسنعلن عن موعد الانطلاق النهائي قريبا”.
ولم يحدد تاريخا جديدا للانطلاق لكنه أكد أنه سيكون “في القريب العاجل”، موضحا أنه من الصعب تأكيد تاريخ محدد الآن، إذ لا يزال النقاش جاريا مع بعض الدول التي أبدت استعدادا لوضع علمها على سفن الأسطول.
وفيما يتعلق بالتحديات القانونية والإجراءات المستقبلية، أكد سونجور أن لجنة الأسطول تخطط لمواصلة المعركة القانونية ضد حكومة غينيا بيساو وأي كيانات أخرى تخضع لهذا الضغط، مبينا نيتهم تقديم ملف بهذا الشأن للمحاكم الجنائية الأوروبية والأمم المتحدة، على اعتبار أن سحب العلم يعد مشاركة واضحة في الإبادة بقطاع غزة.
وتابع بأن “مصدر قوتنا هو إيماننا بالحرية والعدالة والسلام. نحظى بدعم 42 دولة وأكثر من 245 مؤسسة، وهو ما يعزز من عزيمتنا للوصول إلى غزة، الميناء الأول للحرية ونهاية نظام الفصل العنصري”.
تونس بديل محتمل
ونشرت 13 منظمة مجتمع مدني في تونس بيانا موحدا بعنوان “ارفعوا أيديكم عن أسطول الحرية”، تطالب فيه الحكومة التونسية برفع علمها على سفن الأسطول لتمكينه من الإبحار إلى قطاع غزة.
وقالت المنظمات “ندين ما أقدمت عليه جمهورية غينيا بيساو التي أقحمت نفسها في مسار تعطيل أسطول الحرية بشكل يرقى إلى المشاركة في الإبادة الجماعية، ونعتبر ما حدث دليلا آخر على السعي المحموم للكيان الصهيوني لتجويع الشعب الفلسطيني وحصاره ومنعه من الحصول على أبسط المساعدات اللازمة لحياته”.
من جانبه، قال وائل نور، الناشط التونسي المشارك في أسطول الحرية للجزيرة نت “كوفد تونسي، قدمنا طلبا إلى الحكومة التونسية لتكون هي الدولة صاحبة العلم للأسطول. وقد تواصلنا مع جميع منظمات المجتمع المدني التونسية للضغط في هذا الاتجاه”.
وأضاف الناشط التونسي أن الرد الرسمي من الحكومة التونسية لم يصل بعد، إلا أن هناك اتصالات جانبية أفادتنا بأن الحكومة تدرس الطلب حاليا ومن المتوقع أن تصدر ردها قريبا.
وكشف نور أن المنظمين للأسطول قد بعثوا برسائل وطلبات إلى جميع الدول المتوقع دعمها لغزة وتلك التي تؤيد ضرورة وصول المساعدات الإنسانية إليها لتنسيق رفع علم إحداها على سفن الأسطول. وتحدث عن وجود اتصالات جادة مع عدة دول تشمل جنوب أفريقيا وماليزيا وكوبا.
وقال مراسل الجزيرة نت في تونس إن الناشط التونسي صهيب فرحات -المشارك في أسطول الحرية- حث جماهير التونسيين على مطالبة السلطات برفع علم البلاد على أسطول الحرية.
وعبر شبان تونسيون عن رغبتهم في التحاق بلادهم بأسطول الحرية عبر الكتابة على حيطان شوارع العاصمة لدعم مقترح فرحات، حيث كتبوا “أسطول الحرية” و”سيّب العلم” (ارفع العلم).
تعاطف عالمي
وكشفت العقيدة المتقاعدة في الجيش الأميركي، آن رايت، للجزيرة نت عن دوافعها الشخصية للانضمام إلى أسطول الحرية 2024، مشيرة إلى الظلم الممتد الذي تعرض له الفلسطينيون تحت الاحتلال الإسرائيلي لأكثر من 7 عقود.
وأضافت أن الأوضاع الراهنة في غزة، من إبادة وتجويع، جعلت من الضروري الانضمام لهذه المبادرة البحرية التي تهدف إلى كسر الحصار على غزة.
وعن الدور الدولي في دعم الأسطول، أكدت رايت أن الدعم الدولي يعد حاسما لنجاح مهمة الأسطول في تحدي الحصار البحري الذي تفرضه إسرائيل على غزة.
وأشارت إلى أن هناك ملايين الأشخاص حول العالم يدعمون هذه القضية، لكنها أعربت عن استيائها من موقف الولايات المتحدة، الذي لم يكن كافيا لردع إسرائيل عن جرائمها.
وفي ختام حديثها، وجهت رايت نداء للعالم لمواجهة الإبادة الجماعية وتجويع الفلسطينيين في غزة، مؤكدة أن الأسطول يمثل أحد الأفعال المهمة التي يجب أن يقدم عليها أصحاب الضمير الحي في هذا العالم.
من جانبها، تساءلت الباحثة المصرية هبة زكريا، المشاركة في أسطول الحرية، عن الصمت الدولي تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة قائلة “مشاركتنا في الأسطول هو العمل الطبيعي والذي يتوجب علينا فعله. ولكن يجب علينا أن نتساءل عن الدوافع وراء صمت الرؤساء وكل من لديه القدرة على إيقاف الإبادة في قطاع غزة”.
وأضافت “ما نفعله نحن هو واجب إنساني يحتّم علينا إيصال المساعدات إلى القطاع في ظل الآليات التقييدية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي لتحديد دخول المساعدات”.
كما وصفت الدور الدولي بأنه “مشين ومخز”، وانتقدت الدور العربي والإسلامي قائلة “إنه عار، في ظل العجز التام عن إيقاف الحرب في غزة أو إيصال المساعدات إلى القطاع”.
وأضافت الباحثة المصرية أن “محاولات الاحتلال المستمرة لمنع انطلاق أسطول الحرية في ظل الصمت الدولي هي جريمة جديدة تضاف إلى سجل الصمت الدولي المعيب”.