وصف أطباء بذهول كبير لحظة الرعب التي عاشوها في مستشفى المعمداني الذي قصفته إسرائيل دون رحمة لترتكب واحدة من كبرى المجازر في قطاع غزة منذ بدء حربها عليه قبل 11 يوما.
ففي مساء اليوم 11 من حربه على غزة قصف الجيش الإسرائيلي مستشفى المعمداني الذي يلجأ إليه آلاف النازحين بصفته مكانا آمنا محميا بالقوانين الدولية، وخلّف القصف أكثر من 500 شهيد ومئات المصابين.
ويروي أطباء كانوا بهذا المستشفى مشاهد من ليلة الرعب تلك، ومن بينهم الطبيب فضل نعيم رئيس قسم جراحة العظام في المستشفى المعمداني الذي كان قد انتهى للتو من إجراء عملية جراحية عندما سمع دوي انفجار ضخم وامتلأ قسمه بأناس تصرخ طلبا للمساعدة.
وقال نعيم “الناس دخلت قسم العمليات تصرخ، الحقونا، الحقونا، هناك قتلى وجرحي في المستشفى”، وأضاف “حاولنا إسعاف من يمكن إسعافه لكن العدد كان أكبر بكثير من أن يقوم طاقم المستشفى المحدود بإسعاف الناس”.
أما الطبيب إبراهيم ناقة فيقول إن هذا المكان شكّل ملاذا آمنا للنساء والأطفال الذين هربوا من القصف الإسرائيلي في محيط المستشفى والذين اعتبروا أن هذا المكان ملاذ آمن لهم.
وأضاف “دون سابق إنذار استُهدف هذا المستشفى بقذيفة لا نعرف ما هي لكن عرفنا نتائجها باستهدافها الأطفال الذين قطّعتهم أشلاء والذين قطّعتهم أجزاء”.
بدوره، يقول الطبيب البريطاني الفلسطيني غسان أبو ستة إن المستشفى كان يهتز طوال اليوم بسبب القصف. وقال إنه سمع صاروخا قبل انفجار ضخم ثم انهار سقف غرفة العمليات فوقه هو وباقي الطاقم الطبي.
وفي الباحة كان أبو ستة يرى الجثث والأطراف في كل مكان. وعالج رجلا بترت ساقاه، وقال إن النظام الطبي في غزة انهار والأطباء يتدافعون للحصول على الموارد الأساسية. وقال “نحن منهكون. وعدد المرضى يتزايد باستمرار”.
من ناحيته، يقول الطبيب محمد الناية إن المستشفى كان يعتبر مكانا آمنا وملاذا للنازحين من الأماكن المجاورة، مضيفا أن نحو 3 آلاف نازح وصلوا في الأيام الأخيرة للمستشفى.
وتابع بأن “الكل يبحث عن الأمن والأمان وظنوا أن المستشفى آمن ولكن يد الغدر الإسرائيلي تجاوزت كل شيء، واستهدفت الأبرياء”، وأضاف الناية “يجب أن يقف العالم الحر أمام هذه الجريمة ويحاسب إسرائيل”.
من جهته، يقول محمد حمدان 32 عاما، أحد الناشطين والمتطوعين في المستشفى المعمداني “أنا هنا منذ 10 أيام، الناس تأتي تباعا، لكن أمس الوضع كان مختلفا، العشرات وصلوا نازحين بسبب تصاعد القصف الإسرائيلي”.
وأضاف “لا يوجد أي شيء يدل على أن المكان غير آمن، الأطفال يلهون الناس تتسامر لكي يمضي الوقت الطويل، لكن فجأة تم القصف”، وقال إن “ما جرى مجزرة، الناس قتلت وقطعت، المصابون كثر، مشهد مخيف”.
ولليوم 12 تواصل إسرائيل شن غارات مكثفة على المنازل والمنشآت المدنية بغزة، وقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع، ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية.
وخلّف القصف المتواصل للاحتلال على غزة حتى الآن أكثر من 3 آلاف و200 شهيد و12 ألفا و500 جريح، أغلبيتهم أطفال ونساء، في حين ردت المقاومة الفلسطينية بقصف تل أبيب وعسقلان ضمن عمليتها طوفان الأقصى.