قال مسؤول أميركي أمس الاثنين إن بلاده بصدد تقديم “أفكار ملموسة” لاحتواء الأزمة في لبنان، مجددا معارضة واشنطن غزوا بريا إسرائيليا في لبنان، في وقت أدانت فيه دول عربية التصعيد الإسرائيلي وحذرت دول غربية ومنظمات دولية من اتساع رقعة العنف في المنطقة.
ومع توافد قادة العالم إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال المسؤول الأميركي “لدينا أفكار ملموسة سنناقشها مع حلفائنا هذا الأسبوع” لمحاولة خفض التصعيد بلبنان.
ولم يشرح المسؤول الأفكار الملموسة، لكنه أشار إلى أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن وغيره من كبار المسؤولين الأميركيين سيناقشونها خلال اجتماعات ستعقد على هامش أعمال الجمعية العامة.
وجدد معارضة الولايات المتحدة غزوا بريا إسرائيليا للبنان، حيث كثف الجيش الإسرائيلي غاراته مما أسفر عن مقتل 492 شخصا وإصابة 1645 أمس الاثنين.
إدانات عربية
وعربيا، أدانت قطر العدوان الإسرائيلي على لبنان، ودعت المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته من خلال التحرك العاجل لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف عدوانه على لبنان وغزة.
وقالت السعودية إنها تتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث الأمنية في لبنان، وجددت تحذيراتها من خطورة اتساع رقعة العنف في المنطقة والانعكاسات الخطيرة للتصعيد.
كما أدانت مصر التصعيد الإسرائيلي في لبنان، وأكدت رفضها التام لأية انتهاكات لسيادة لبنان وأراضيه، ودعت إلى تسوية سلمية وإتاحة الفرصة أمام الحلول الدبلوماسية.
وأكد الملك الأردني عبد الله الثاني وقوف بلاده المطلق مع لبنان وأمنه وسيادته وسلامة مواطنيه في مواجهة الحرب الإسرائيلية عليه، مشيرا إلى ضرورة تكاتف الجهود الدولية لوقف التصعيد قبل جر المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة.
دعوة لعقد قمة
وفي العراق، دعا رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني لعقد قمة إسلامية تبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي على لبنان، معلنا تنظيم جسر جوي وبري لنقل المساعدات وتسهيل إرسال الوقود إلى لبنان.
كما قرر تسهيل إرسال الوقود لتشغيل محطات الكهرباء التي تحتاجها المستشفيات والمؤسسات الخدمية اللبنانية، فضلا عن استقبال الجرحى والمصابين في المستشفيات العراقية، وبذل كل ما يعزز صمود لبنان.
وعلى مستوى المنظمات العربية، أدان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط في بيان الغارات والعمليات الإسرائيلية الموسعة ضد لبنان، مؤكدا أنها تهدد بتفجير الوضع الإقليمي “على نحو ستكون تبعاته مؤلمة على الجميع”.
كذلك، حذر مجلس التعاون الخليجي من الانتهاكات التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في لبنان، مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك الفوري “لوقف هذه الأعمال الاستفزازية”.
تحذيرات غربية
من جانبه، حذر مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من اقتراب المنطقة من حرب شاملة.
وأعرب وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي عن قلقه إزاء سقوط مدنيين بالغارات الإسرائيلية في لبنان، داعيا إلى وقف إطلاق النار من قبل إسرائيل وحزب الله.
كما حذر وزراء خارجية مجموعة السبع من أن التحركات التي تشهدها المنطقة قد تؤدي إلى جر المنطقة إلى صراع أوسع “لن تستفيد منه أي دولة”.
وفي الصين، طالب وزير الخارجية وانغ يي المجتمع الدولي باتخاذ موقف أكثر وضوحا تجاه التصعيد في لبنان.
وبأعقاب أسبوع دام في لبنان وإعلان الاحتلال نقل ثقل العمليات العسكرية من غزة إلى لبنان، شن الجيش الإسرائيلي عشرات الغارات على مواقع في جنوب لبنان والبقاع شرقا، مما أسفر عن مقتل وإصابة المئات ونزوح الآلاف.