عمت حالة من السخط والاستنكار منصات التواصل الفنلندية بعد الكشف عن رسائل سابقة تعود لوزير الاقتصاد الحالي في الحكومة اليمينية، احتوت على لغة عنصرية وتحريضية ضد المسلمين والسود والمهاجرين.
وكشفت صحيفة “هيلسينغن سانومات” الفنلندية يوم الخميس الماضي 27 يوليو/تموز الجاري عن الرسائل التي أرسلها الوزير ويلي ريدمان (من “حزب الفنلنديين” اليميني المتطرف) قبل حوالي 7 أعوام (في عام 2016) حينما كان نائبا في البرلمان.
وقالت الصحيفة إنها حصلت على الرسائل التي استخدم فيها “لغة عنصرية ضد الأقليات”، من صديقته السابقة واسمها “أماندا بليك”، مشيرة إلى أنها قررت الكشف عنها نظرا إلى المنصب الوزاري المهم الذي يتولاه.
وفي وقت إرسال الرسائل كان ريدمان عضوا في لجنة القانون الدستوري واللجنة الإدارية، التي أسهم خلالها بتمرير قوانين ضد المهاجرين، وفقا للصحيفة.
وفي إحدى رسائله مع صديقته، شبّه ريدمان نمو إحدى النباتات بالصوماليين في البلاد، حيث قال “ولكن بمجرد إحضار زهرة زنبق الوادي إلى هذه البقعة، ستجدينها في كل مكان، فإنها تنتشر وتتكاثر مثل الصوماليين”.
سخرية واستهزاء
وشارك ريدمان في رسالة أخرى مع صديقته أغنية من تأليف زميله البرلماني “جوهو إيرولا”، تتحدث بشكل غير لائق عن مسلم يغادر وطنه، وكان “إيرولا” قد كتبها بعد توافد الكثير من طالبي اللجوء إلى فنلندا عام 2015، وفقا لأقوال النائب للصحيفة.
واقترح ريدمان على صديقته بأن يتم استخدام الأغنية في الحفلات الطلابية، وعلّق الوزير في رسالة أخرى على أنباء سابقة حول سماح الحكومة البلجيكية لأصحاب العمل بحظر ارتداء الحجاب، قائلا “أفضّل منع أولئك اللواتي يرتدين الحجاب على حظر الحجاب وحده”.
وكشفت الرسائل استخدام ريدمان مصطلحات مسيئة مثل “القرود” أو “قرود الصحراء”، في إشارة إلى العرب أو سكان الشرق الأوسط.
وفي رسائل أخرى، أبدت صديقته رغبتها بتسمية طفلها بأسماء يهودية، فقال ردا عليها “نحن -النازيين- لا نحب هذه المسميات اليهودية”، كما عبّر عن أسفه لأن ألمانيا تركت “آثارها النازية تتلاشى”.
وفي السياق، نقلت وسائل إعلامية عن رئيس الوزراء الفنلندي بيتيري أوربو، تأكيده أنه لا يؤيد اللغة التي استخدمها ريدمان في رسائله، لكنه في الوقت ذاته أكد ثقته به ولم يذكر وجود أي إجراءات بحقه.
يذكر أن الوزير ريدمان تم تعيينه بديلا لوزير الاقتصاد السابق فيلهلم جونيلا الذي استقال في يونيو/حزيران الماضي بعد 10 أيام فقط من توليه منصبه، بسبب تصريحات قديمة له مؤيدة للنازية.
من جانبه، صرّح الوزير ريدمان في ردّه على التسريبات بأنه يفكر بمقاضاة صحيفة “هيلسينغن سانومات”، وكتب على تويتر “إن كاتب القصة في الصحيفة مشتبه به بالفعل في التشهير ضدي، وكذلك مصدره المذكور في القصة، وقد أفادت الشرطة بأن الأمر قيد المتابعة القانونية”.
وأضاف “الفضيحة الحقيقية هي أن الصحيفة عبارة عن منصة لأولئك الذين كذبوا علي، والفضيحة الأخرى هي أن الرسائل المتبادلة منذ سنوات -سواء كانت حقيقية أم لا- اعتبرت موضوعا لقصة بالنسبة لصحيفة كبيرة”.
HS-jutun kirjoittajaa epäillään jo valmiiksi minuun kohdistuvasta törkeästä kunnianloukkauksesta. Niin epäillään myös hänen jutussa mainittua lähdettään. Poliisi on tiedottanut, että asia on etenemässä syyteharkintaan.
Harkitsen, johtaako myös uusin HS-juttu oikeustoimiin. 1/3
— Wille Rydman (@willerydman) July 27, 2023
تفاعل وشجب
وشجب متفاعلون على منصات التواصل الاجتماعي ما تم الكشف عنه من رسائل عنصرية تعود للوزير ريدمان، مستنكرين في الوقت ذاته التصريحات العنصرية المتكررة من قبل أعضاء “حزب الفنلنديين” اليميني.
وغرد أحدهم “يرى رئيس وزرائنا بيتيري أوربو أن رسائل وزيره ويلي ريدمان غير لائقة، لكنه ما يزال يثق به، إنه لمن غير المحتمل أن يسمح السيد أوربو بهذه العنصرية في حكومته”.
وقال آخر “يوم اعتيادي في الحكومة الفنلندية، يتم نشر تصريحات عنصرية لوزير جديد في حزب الفنلنديين كل أسبوع، لا أحد يستطيع التفكير بأي شيء عن إنشاء مجموعات عمل للقضاء على العنصرية أو عدم التسامح إذا تم إعطاء هذا النوع من التفكير مساحة في مجلس الحكومة”.
يذكر أن ريكا بورا وزيرة المالية الحالية ونائبة رئيس الوزراء -وهي زعيمة “حزب الفنلنديين” اليميني المتطرف- واجهت عاصفة من الانتقادات مطلع يوليو/تموز الجاري عقب بروز تصريحات قديمة أدلت فيها بتعليقات عنصرية ومسيئة بحق المسلمين والمهاجرين والسّود.
وتضمنت تعليقات بورا -التي تعود لعام 2008- عنصرية وتحريضا بالعنف والقتل واستهزاء بحق المسلمين والإسلام والمهاجرين وذوي البشرة السمراء.
🧵
Kuvasin eilen lähtökohtia, joissa olen kirjoittanut Scriptan vieraskirjaan 15 vuotta sitten. Ilmaisin tuolloin itseäni tavoilla ja sanoilla, joita en nykyään mitenkään hyväksy enkä käyttäisi.
1/7
— Riikka Purra (@ir_rkp) July 11, 2023
واعتذرت بورا عن هذه التصريحات وقالت في تغريدة “أعتذر عن التعليقات الغبية التي كتبتها قبل 15 عاما والأذى والاضطراب المفهومين اللذين تسببت فيهما، أنا لست شخصا مثاليا”.